بسم الله الرحمن الرحيم ..
الدفاع عن شيخ الإسلام ، وبيان رأيه في مسألة ( الحد )
منقول من صيد الفوائد ..
كتبه ... الموحد ونشره بالساحة الإسلامية : ردا على الكاتب " المسقري " فيما نقله عن كتاب :
(الرد على معتقد قدم العالم و الحد) ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فهذا رد مفصل على مسألة إثبات الحد لله تعالى المنسوبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية :
هذه مسألة اختلف فيها السلف بناء على اختلافهم في المراد بالحد
وهكذا الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة كالحد والجهة والتحيز لا تنفى ولا تثبت وإنما :
يُسأل قائلها عن مراده فإن كان حقا قبل منه
واليكم مختصرا لهذا الخلاف
أولا : المثبتون للحد
1-الإمام الدارمي#
وقد استشهد بكلام الإمام ابن المبارك ويأتيك بلفظه
واحتج كذلك بأن الجهمية يقولون بنفي الحد عن الله ويريدون أن الله لا شيء
قال الدارمي في رده على بشر المريسي: "فالشيء أبدا موصوف لا محالة ، ولا شيء يوصف بلا حد ولا غاية ، وقولك لا حد له تعني انه لا شيء"
2-الإمام عبد الله بن المبارك
وقد نقل كلامه الدارمي والخلال وحرب والقاضي أبو يعلى
قيل لابن المبارك: كيف نعرف الله عز وجل؟ قال:على العرش بحد
وقيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه بحد
3-الإمام احمد بن حنبل
وذلك في رواية المروذي والأثرم وأبي داود كما نقل ذلك القاضي أبو يعلى
في رواية الاثرم: ذكر له قول ابن المبارك: نعرف الله على العرش بحد فقال احمد: بلغني ذلك ، وأعجبه
وفي رواية الاثرم: قلت لاحمد يحكى عن ابن المبارك :نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد فقال احمد: هكذا هو عندنا
وفي رواية أبي بكر بن داود قال سمعت أبي يقول :جاء رجل إلى احمد فقال: لله تبارك وتعالى حد؟
قال: نعم لا يعلمه إلا هو
وروى الخلال بعد ذكر كلام ابن المبارك: فقال احمد هكذا على العرش استوى بحد
فقلنا له:ما معنى قول ابن المبارك بحد؟
قال: لا اعرفه - أي له حد ولكن لا يعرفه الإمام أحمد - ، ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع (إليه يصعد الكلم الطيب) (أأمنتم من في السماء) (تعرج الملائكة والروح إليه)
وهو على العرش و علمه مع كل مكان. انتهى.
4-الإمام إسحاق بن راهويه
كما نقله عنه شيخ الإسلام الهروي في كتابه ذم الكلام
سئل ما تقول في قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) الآية؟
فقال: حيث ما كنت هو اقرب إليك من حبل الوريد وهو بائن عن خلقه
فقال السائل:على العرش بحد؟
قال : نعم بحد.
5- يحيى بن عمار السجستاني
" قال الهروي وسألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم ابن حبان البستي قلت رأيته؟ قال :كيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه من سجستان"
ثانيا: من أنكر إثبات الحد لله
1- الإمام احمد
وذلك في رواية حنبل وفي رواية إسحاق
قال: نحن نؤمن بأن الله تعالى على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف#
أو يحده أحد
2- الإمام الخطابي
وذلك في الرسالة الناصحة
3- الإمام أبو نصر السجزي
صاحب الابانه .. ففي رسالته إلى أهل زبيد قال:
" فاعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه وتعالي فوق العرش بذاته من غير مماسة وان الكرامية ومن تابعهم على القول بالمماسة ضلال
وقال: وليس من قولنا أن الله فوق العرش تحديد له وإنما التحديد يقع للمحدثات#
فمن العرش إلى ما تحت الثرى محدود والله سبحانه وتعالى فوق ذلك بحيث لا مكان ولا حد لاتفاقنا أن الله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان
وقال: وعندنا انه مباين للأمكنة ومن حلها وفوق كل محدث فلا تحديد لذاته في قولنا ".
------------
والآن :
ما هو مذهب الإمام أحمد؟
فقد سبقت الروايات لكن ما هو المعتمد؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وأصحاب الإمام احمد منهم من ظن ان هذين الكلامين يتناقضان فحكى عنه في إثبات الحد لله تعالى روايتين وهذه طريقة الروايتين والوجهين
ومنهم من نفى الحد عن ذاته تعالى ونفى علم العباد به كما ظنه بموجب ما نقله حنبل وتأول ما نقله المروذي والاثرم وابو داوود
ومنهم من قرر الأمر كما يدل عليه الكلامان#
وذكر ابن تيمية أن القاضي أبا يعلى له قولان
الجمع بين الروايات
ومن أوجه الجمع ما قاله القاضي أبو يعلى:
بعد ذكر رواية حنبل: فقد نفى الحد عنه على الصفة المذكورة وهو الحد الذي يعلمه خلقه
والموضع الذي أطلقه محمول على معنيين:
أحدهما:
على معنى انه تعالى في جهة مخصوصة وليس هو ذاهبا في الجهات الستة بل هو خارج العالم متميز عن خلقه منفصل عنهم غير داخل في كل الجهات وهذا معنى قول أحمد: حد لا يعلمه إلا هو
والثاني:
أنه على صفة يبين بها من غيره ويتميز#
ولهذا يسمى البواب حدادا ؛لانه يمنع غيره من الدخول ، فهو تعالى فرد واحد ممتنع عن الاشتراك له في أخص صفاته
وشيخ الإسلام مع هذا الرأي الذي يجمع بين كلامي الإمام احمد فانظر كلامه مفصلا في كتابه بيان تلبيس الجهمية ا/426-446
فيا عبد الله هل قرأت بنفسك هذا الكلام ؟
تعال لأناقش أقوالك باختصار
أولا : قلت:
قال ابن تيمية في نقض التأسيس -وهو نفس المصدر الذي رددت عليك منه- قال:
فهذا الكلام من الإمام أبي عبد الله رحمه الله يبين انه نفى ان العباد يحدون الله تعالى او صفاته بحد ، او يقدرون ذلك بقدر او ان يبلغوا الى ان يصفوا ذلك .
وذلك لا ينافي ما تقدم من إثبات انه في نفسه له حد يعلمه هو ، لا يعلمه غيره او انه هو يصف نفسه
ثم قلت:
فتـأمل بالله عليك كيف اثبت الحد والامام احمد ينفيه عن الله تعالى
وكلامك هذا يدل على انك لم تقرأ الكلام من أوله أو لم تفهم فابن تيمية هنا يجمع بين الروايات وقوله :
"لا ينافي ما تقدم من إثبات انه في نفسه له حد"
أي ما تقدم عن أحمد نفسه
ووجه الجمع أن الرواية بإثبات الحد معناها حد يعلمه الله وحده
والرواية التي تنفي الحد معناها : أي لا أحد يستطيع أن يحد الله#
ثانيا : قولك :
وقال ابن تيمية في التأسيس أيضا ما نصه: قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام احمد بالقرآن مما يدل على ان الله له حد يتميز به عن المخلوقات
وعلقت عليه بقولك:
فانظر كيف نسب الى الله تعالى عما يقول الحد تشبيـها لله تعالى بخلقه
أما تتقي الله في نفسك؟ أتجمع بين الجهل والظلم؟!
ألم يتقدم في ما نقله الخلال موافقة احمد لابن المبارك مع عدم معرفته بالمراد بلفظ الحد لكن قال :
يشهد له القرآن وذكر خمس آيات؟
لكنك لم تقرأ الكلام فالله المستعان على ما تصفون وهل قال من قال بالحد إلا ليثبت تميز الله عن خلقه؟ ثم تقول أنت :تشبيه!!!!
ثالثا : أشرت إلى كلام الدارمي ورميته بالتجسيم وقلت إن ابن تيمية نقل عنه في موافقة صريح المعقول
مع أن كلام الدارمي ذكره هنا ابن تيمية بنصه وهذا دليل على انك لم تقرأ بنفسك بل اشك انك رأيت هذا الكتاب المبارك: بيان تلبيس الجهمية أو نقض تأسيس الرازي
رابعا : أما وجدتم غير شيخ الإسلام تتعقبونه ؟؟
لو تعقبت إنسانا مبتدئا مثلي لكان خيرا لك
وليكن هدف الجميع :
قبول الحق ولو جاءك ممن تكره فإنه لا يقدمه لك إلا من يحبك ويريد بك الخير
الهم اهدنا جميعا إلى صراطك المستقيم .