الإيمان يقتضي العبادة فإن لم يقتضِ العبادة لا قيمة له إطلاقاً:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ (110) ﴾
( سورة الكهف )
الإيمان تصديق وإقبال، أما التصديق وحده لا قيمة له إطلاقاً، تصديق وإقبال لئلا نقع في الغش، لئلا نغش أنفسنا، تصديق وإقبال والكفر تكذيب وإعراض، لذلك الآية الكريمة:
﴿ قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (68) ﴾
( سورة المائدة)
ويا أهل الإسلام لستم على شيء حتى تقيموا القرآن، ما لم تعطِ وتمنع، تغضب وترضى، تصل وتقطع لله، فلست مؤمناً الإيمان الذي ينجي، أذكركم بهذا المثل دائرة كل إنسان أنكر وجود الله عز وجل خارج هذه الدائرة، كل إنسان آمن بالله ضمن هذه الدائرة، إن آمن بالله ولم يقبل عليه، آمن بالله ولم يعبده، آمن بالله ولم يأتمر، آمن بالله ولم ينتهِ، آمن بالله ولم يقبل، هذا الإيمان لا قيمة له إطلاقاً، ضمن هذه الدائرة هناك دائرة ثانية، كل من آمن بالله وحمله إيمانه على طاعة الله دخل في الدائرة الثانية، هذا الإيمان المجدي، وأما الأنبياء والمرسلون فهم في مركز الدائرة الثانية، الأنبياء والمرسلون معصومون والمؤمنون محفوظون، المؤمن محفوظ لا تضره معصية بمعنى أنه سريعاً ما يتوب منها، وفي الأعم الأغلب تقصيراته في جزئيات صغيرة، لا يوجد كبائر، الأنبياء معصومون والأولياء محفوظون، والأولياء بالمفهوم القرآني:
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) ﴾