العبادة ثلاث مراحل: طاعة قبلها معرفة وبعدها سعادة، هذا كلّ الدين، سلوك مبني على معرفة، يفضي إلى سعادة، والسعادة هدف كلّ مخلوق حيّ، وفي النهاية أنت خلقت للجنة، والجنة كلّها سعادة، متاعب الدنيا متاعب مؤقتة، التكليف مؤقت، المشقة مؤقتة، مصارعة النفس مؤقتة، ولمّا يستحق الإنسان دخول الجنان يقال له:
﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ اًمِنِينَ ﴾
[ سورة الحجر: 46 ]
وقال تعالى:
﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾
[ سورة الزمر: 73 ]
المؤمن حينما يأتيه مَلَك الموت، ويطّلع على مقامه في الجنة يقول: لم أرَ شراً قط، ولو أن حياته كانت مفعمة بالمتاعب والمصائب يقول: لم أرَ شراً قط، والكافر حينما يعرف مكانه في النار يصيح صيحةً لو سمعها أهل الأرض لسحقوا يقول: لم أرَ خيراً قط، أين بيوته؟ أين مسراته؟ أين حفلاته ورحلاته؟ أين شأنه وسلطانُه؟ أين الطعام الذي أكله؟ أين النساء اللواتي التقى بهنّ؟ أين السهرات المخملية؟ أين هي؟ كلّها ذهبت وبقيت تبعاتها.
إذاً نحن بحاجة إلى مجتمع مؤمن، أنا أشعر بشعور: عندمّا يحضر الإنسان مجلسَ علم يقول لك: واللهِ تأثرت، وشعرت بصفاء، فداومْ عليه يومين أو ثلاثة مع ذكر، وتشعر بقرب، وطمأنينة، وقوة نفسية، ومعنويات عالية.