أنت إذا آمنت تنفق مالك، تنفق وقتك , تنفق خبرتك، تنفق علمك، تنفق كل ما تملك، لعل الله يرضى، الإيمان باليوم الآخر يقين، وله حلاوة يعكسها قولُ الشاعر:
فليتك تحلو والحياة مريــــرة و ليتك ترضى والأنام غضـاب
وليت الذي بيني وبينك عامـــر و بيني وبين العالمين خــراب
إذا صح منك الوصل فالكل هيِّـن وكل الذي فوق التراب تــراب
أنت حينما تؤمن بالله , فخالق الكون معك.
إذا كنتَ في كل حال معي فعن حملِ زادي أنا في غنى
***
إذا كان الله معك فمن عليك وإذا كان الله عليك فمن معك
إذا وصلت إلى الله وصلت إلى كل شيء، وإذا فاتك الله عز وجل فاتك كل شيء. الإيمان باليوم الآخر مِن أجل أن تنقل اهتماماتك كلها إلى الدار الآخرة، تعيش، تدرس، تتاجر، تتزوج، تنجب، لأن هدفك الأول إرضاء الله عز وجل، كلها وسائل.
أما غير المؤمن باليوم الآخر هدفه الدنيا، هدفه المتعة الرخيصة، هدفه الانغماس في ملاذ الحياة الدنيا، وشتان بين المؤمن، وبين غير المؤمن، المؤمن مقدس لأنه يحمل هموم الناس، لأنه يسعى لرضوان الله عز وجل، وإنّ أعلى مقام يطمح إليه المؤمن أن يرضى الله عنه
إذا كنت مع إنسان عادي فابتسم لك، أو صافحك، وصوَّركما مصور معًا تزهو بهذه الصورة. فكيف إذا كنت قريباً من الله عز وجل ؟ يقول تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾
( سورة مريم الآية: 96 )
هل من السهل أن تكون لك مودة مع خالق الكون ؟ الوسيلة بيدك، مودة الله في متناول يديك خالق الكون يرضى عنك.الخلق كلهم عباده أخدمهم, أصدق معهم، كن عفيفًا، كن أمينًا، انصحهم. قدِّم لهم خدمات يرضى الله عنك، فاللهُ وفيٌّ، واللهُ عز وجل شكور حليم، فإذا أنفقت كل وقتك في خدمة عباده، منحك الله عز وجل ثوابًا وعطاءً لا ينتهي عند الموت، بل يستمر إلى ما بعد الموت.