ذات مرة، قال أحد الممثلين الكوميديين إن “أفضل علاج للأرق هو الحصول على قسط أكبر من النوم”، ولكن هذا الأمر لا يكون سهلاً دائماً.
تشير دراسة جديدة إلى أن أسلوباً جديداً وبسيطاً يستغرق 10 دقائق قد يؤدي إلى تقليل التوتر، مما يسهل الخلود إلى النوم والاستمرار في النوم أيضا. ويتضمن هذا الأسلوب، الذي تم تصميمه لممارسته قبل الذهاب إلى الفراش مباشرة، التركيز الذهني على مكان هادئ ومريح، مثل الأمواج على الشواطئ أو بحيرة هادئة تحيطها الأشجار العالية، والتنفس ببطء وبصورة عميقة، حسبما ذكرت جريدة “الشرق الأوسط” السعودية.
يقول الدكتور آرن إلياسون، مستشار الأبحاث مع “مشروع صحة القلب التكاملية”، وهو برنامج يهدف لتعزيز الصحة والحد من المخاطر القلبية في “مركز والتر ريد الطبي الوطني العسكري” في بيثيسدا بولاية ميريلاند: “تعتمد هذه الوسيلة على الأعمال السابقة التي تؤكد على أن التوتر يؤثر سلباً على النوم. هناك العديد من عوامل الخطر المعروفة بالنسبة لأمراض القلب، مثل التدخين والسكري وارتفاع الكولسترول في الدم، ولكن العوامل المعروفة عن التوتر تعد قليلة للغاية”.
تؤكد الدراسة، التي عرضت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الاجتماع السنوي لـ«الكلية الأمريكية لأطباء الصدر» في أتلانتا، على أن هذا الأسلوب يقلل من الوقت الذي يستغرقه الشخص حتى يخلد إلى النوم ويحسن من جودة النوم ويقلل من الإجهاد.
ووفقا لـ”المركز الوطني الأمريكي لأبحاث اضطرابات النوم”، فإن 30 إلى 40% من البالغين يعانون من بعض أعراض الأرق، مثل عدم القدرة على النوم أو عدم القدرة على الاستمرار في النوم، فضلاً عن أن 10 إلى 15% من البالغين يعانون من الأرق المزمن.
وشدد أحد الخبراء في مجال النوم على أنه ينبغي توخي الحذر في تفسير نتائج هذه الدراسة، وتقول الدكتورة أباراجيثا فيرما، المدير الطبي لـ«برنامج اضطرابات النوم الشاملة» في مستشفى ميثوديست في هيوستن: «إنه ليس أسلوبا جديدا، ولكن اسم (ترويض القلق) مجرد اسم وهمي، فلطالما كان للحد من التوتر دور كبير في مساعدة الناس على النوم». وبينما تؤكد فيرما أن الحد من التوتر بأي شكل سوف تكون له نتائج واضحة في هذا الأمر، فمن الأهمية بمكان معرفة السبب الحقيقي الذي يجعل الناس يواجهون صعوبات في النوم.
كما أظهرت الدراسة أن مشكلات النوم تقترن بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب والحوادث على الطرق السريعة وغيرها من المشكلات.
على الرغم من أن تقليل التوتر أمر مفيد، تؤكد فيرما أن الفوائد ليست كبيرة للغاية، حيث تقول: “سوف يساعدك على الخلود إلى النوم، ولكنه لا يضمن لك نوعية نوم جيدة أو عدم حدوث مشكلات في التنفس أثناء النوم، على سبيل المثال”.
تنصح فيرما الناس بالاسترخاء جيدا قبل الخلود للنوم ونسيان كل الموضوعات والمؤثرات الأخرى التي حدثت أثناء النهار. وتضيف فيرما: “يجب عليك أن تجعل النوم من أولويات حياتك”.
وحيث إن هذه الدراسة قد تم تقديمها في اجتماع طبي ولم يتم نشرها في مجلة طبية، فينبغي اعتبار البيانات والاستنتاجات التي خلصت إليها مجرد بيانات أولية.