أخرج الطبري وغيره عن السدي:
لما تاب الله على قوم موسى، وأحيا السبعين الذين اختارهم موسى بعد ما أماتهم، أمرهم الله بالسير إلى أريحا، وهي أرض بيت المقدس. فساروا حتى إذا كانوا قريبا منها بعث موسى اثني عشر نقيبا. فكان من أمرهم وأمر الجبارين وأمر قوم موسى، ما قد قص الله في كتابه .
فقال قوم موسى لموسى: ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ).
فغضب موسى فدعا عليهم فقال: ( رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ).
فكانت عَجْلَةً من موسى عجلها، فقال الله تعالى: ( إنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ).
فلما ضرب عليهم التيه، ندم موسى، وأتاه قومه الذين كانوا معه يطيعونه
فقالوا له: ما صنعت بنا يا موسى؟
فلما ندم، أوحى الله إليه: أن لا تأس على القوم الفاسقين - أي لا تحزن على القوم الذين سميتهم فاسقين - فلم يحزن،
فقالوا: يا موسى كيف لنا بماء ههنا ؟ أين الطعام؟
فأنزل الله عليهم المن - فكان يسقط على شجر الترنجبين ـ الجنزبيل - والسلوى ـ وهو طير يشبه السماني ـ فكان يأتي أحدهم فينظر إلى الطير، إن كان سمينا ذبحه وإلا أرسله، فإذا سمن أتاه.
فقالوا: هذا الطعام ، فأين الشراب؟
فأمر موسى فضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، فشرب كل سبط من عين.
فقالوا: هذا الطعام والشراب؟ فأين الظل؟
فظلل عليهم الغمام.
فقالوا: هذا الظل، فأين اللباس؟
فكانت ثيابهم تطول معهم كما تطول الصبيان، ولا يتخرق لهم ثوب،
فذلك قوله: ( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى)
وقوله: ( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ). [البقرة: 60].
"تفسير الطبري" (1/336).
lh sff j/gdg hggi [g ekhci hgylhlK ,Yk.hgi hglk ,hgsg,n ugn icghx hgr,l? hgNk hgylhlK hgr,g? jugdl ekhci icghx ,hgsg,n