تعتبر الأملاح من العناصر المهمة التي تدخل في وجباتنا الغذائية وأحد أبرز العناصر التي يحتاج إليها الجسم، وذلك لاحتوائها على الكثير من العناصر المهمة التي تسهم في الحفاظ على سلامة الخلايا وبعض التفاعلات الحيوية داخل الجسم، لكن الإفراط فيها، كما هو معروف، قد يؤدي إلى نتائج عكسية على صحة الإنسان .
فهناك من يميل إلى تناول الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، مثل الأغذية المعلبة بكافة أنواعها التي تضاف إليها مواد حافظة، وهناك هوس لدى البعض بإضافة الملح بشكل مباشر على الطعام، وهذا من العادات السيئة التي لا يستطيع الكثير الاستغناء عنها رغم خطورة نتائجها، ناهيك عن الأمراض التي قد تترتب على الإكثار منه .
وتعتبر الاجبان والمخللات من أكثر المواد الغذائية التي تدخل فيها الأملاح، والدهون أيضاً، بنسب عالية عدا أنواع محددة يفترض أنها صحية فتصنع من دسم أقل وبملح أقل، أو من دون ملح .
فقد كشفت دراسات حديثة أن مستويات الملح العالية في الجبن مسؤولة عن زيادة وتائر الإصابة بضغط الدم والنوبات والسكتات القلبية والدماغية وحالات الوفاة المبكرة في معظم مناطق العالم، فيما وجدت دراسة ثانية أن الجبن قد يضر بخصوبة الشباب .
وتقول مؤسسة “كاش”، وهي مؤسسة مراقبة صحية بريطانية أن الجبن يمكن أن يحتوي على كميات كبيرة من الملح مشابهة للكميات التي تحتويها منتجات الأطعمة السريعة .
واكتشفت المؤسسة أن قطعة “الشيدر” الواحدة تحتوي على مقدار أكبر مما يحتويه كيس مقرمشات، في حين تحتوي أنواع أخرى من الجبن كالحلومي، والفيتا وأنواع أخرى شائعة على مستويات ملح أعلى من ملح البحر . وتطالب المؤسسة بتقليص استهلاك الجبن على المستوى الأسري، وتدعو الحكومات لوضع تشريعات وأسس جديدة تحض مصنعي الأجبان والمخللات على تخفيض مستويات الملح .
وفي هذا الصدد التقت مجلة “الصحة والطب” عدداً من الأطباء الذين تحدثوا عن مخاطر الأملاح بشكل عام، وفي الأجبان والمخللات بشكل خاص، وتأثيرها في الصحة العامة خاصة بالنسبة لمرضى القلب والضغط والكلى إضافة إلى الأطفال والحوامل .
الجبن الأزرق
أظهر مسح أجرته مؤسسة “كاش” الرقابية الصحية وشمل مئات المنتجات التي تسوقها سلاسل المتاجر الكبرى في بريطانيا أن المادة الغذائية التي تحتوي على أكبر كمية من الملح هي جبن ال”الجبن الأزرق”، حيث تحتوي كل قطعة من الحجم الاعتيادي زنة 30 غراماً على 1 غرام من الملح .
ويحتوي جبن “ حلوم” على 0.81 غرام في كل 30 غراماً، في حين يحتوي جبن ال “ فيتا” على ما يزيد قليلاً على 0.75 غرام في كل 30 غراماً .
والأنواع الثلاثة المذكورة يحتوي كل واحد منها على كمية ملح أكبر من المقدار الذي يحتويه ملح البحر الذي يقف عند 0.75 غرام .
وفي إنذار صارخ للآباء، اكتشف الباحثون أن الأجبان والمخللات المصنعة الرائجة والمحبوبة وسط الأطفال، تتسم هي أيضاً بمستويات عالية من الملح .
وبالرغم من النتائج المقلقة السابقة، تقول مؤسسة “كاش” البريطانية التي أشرفت على هذا المسح، إن المتسوقين يمكنهم التحول للأجبان التي تتميز بقلة الملح أو حتى نحو الأجبان والمخللات الخالية من الملح لكي ينعموا بتناول خيارات أفضل لصحتهم .
وتقول كاثرين جينير مديرة المؤسسة: “ننصح المستهلكين بمعاينة بطاقة العبوة واختيار أنواع جبن تقل فيها كمية الملح أو تكون خالية من الملح” .
ومن جانبه، قال البروفيسور غراهام ماغريغر أستاذ طب الأوعية الدموية في معهد ولفسون بلندن: “نوصي الحكومات بتسريع إصدار التوصيات والتشريعات التي تحث مصانع الأجبان والمخللات على وضع خطط وإجراءات تستهدف تقليل كميات الملح في منتجاتها” .
وأضاف: “حتى التخفيضات الصغيرة يمكن أن تجدي وتحقق منافع صحية كبيرة” .
وأشار إلى أن كل تخفيض بمقدار 1 غرام في استهلاك الناس الملح يمكن بواسطته درء آلاف النوبات وحالات الفشل القلبي، ونصف هذه الحالات يمكن أن يصبح مميتاً .
يذكر أن الحكومة البريطانية أطلقت عام 2009 حملة للتحذير من مخاطر تناول منتجات الألبان والأجبان والمخللات يومياً شبيهة بتلك التي تنبه من مخاطر التدخين على الصحة .
وتضمنت الحملة وضع لاصقات على منتجات الجبنة والزبدة تحذرهم من الإفراط في تناول هذه المنتجات لأنها قد تجعلهم بدناء وتؤدي إلى إصابتهم بمشكلات صحية في مقدمتها مرض القلب، وذلك بهدف إقناع المستهلكين بخفض التناول اليومي لمنتجات الألبان والأجبان والمخللات بسبب احتواء الكثير منها على دهون مشبعة مضرة للصحة . ومن أجل هذا الهدف استخدمت “وكالة مقاييس الأغذية” الحكومية “أسلوب الصدمة” للتنبيه من المشكلات التي يمكن أن يسببها تناول منتجات الألبان والأجبان والمخللات، خصوصاً تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، يومياً . وعلى جانب آخر وجدت دراسة جديدة أن الشباب الذين يتناولون أكثر من 3 شرائح من الجبن في اليوم قد يعرضون خصوبتهم للخطر .
فوائد وأضرار
يقول الدكتور عماد الدين قناوي اختصاصي الأمراض الباطنية والسكري والغدد الصماء عضو الزمالة البريطانية الملكية من لندن وأدنبره، وعضو الجمعيات البريطانية لأمراض الغدد الصماء، إن الأملاح كافة قد تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم واحتباس السوائل بالجسم ما يزيد من كمية الدم في الأوعية الدموية مسبباً زيادة في الوزن وسمنة، علماً بأن زيادة الأملاح لا تقتصر على الاجبان والمخللات وإنما الأسماك المملحة وغيرها .
وأشار إلى ضرورة تقليل نسبة الملح، خاصة لمرضى ضغط الدم والسكري والسمنة لأسباب صحية، لأنها قد تؤدي إلى احتباس السوائل وانتفاخ الجسم والوجه والجفون، لافتاً إلى أن القلب مضخة للدم وزيادة الأملاح قد تسبب فشله، علاوة على أمراض الكلى والفشل الكلوي والمتلازمة المرضية الكلوية بسبب احتباس السوائل في الجسم، بينما لا تتكون حصوات كونها تنتج عن اليوريك آسد .
وذكر قناوي أن الجسم يحتوي على 60% من الماء المصحوب بنسبة عالية من الأملاح لأهميتها في التوصيلات الإلكترونية في الجسم، فانتقال السوائل عبر الدم وإلى الأنسجة والخلايا يدخل فيها الشوائب التي منها “الملح”، الذي يحافظ بدوره على الكثافة النوعية داخل الأوعية الدموية والدم، لذا يجب أن تكون نسبتها متوازنة داخل الجسم وألا تكون عالية النسبة أو شحيحة .
ونصح بتناول الفرد للطعام كما يتناوله من معه على المائدة من دون زيادة الملح في الطعام أو الحد منه بصورة عالية، وضرورة تقليله لمرضى الضغط والسمنة حتى لا يؤثر في صحتهم، وتناول الجبن القريش لاحتوائها على نسبة جيدة من الكالسيوم وانخفاض نسبة الملح فيها، منوهاً بأهمية اختيار وتذوق الأجبان والمخللات قبل شرائها لتحديد الملوحة المناسبة فيها .
الأملاح لسلامة الأطعمة
ومن جانبه، أوضح الدكتور طارق سيف اختصاصي تغذية علاجية في مركز الشارقة العالمي للطب الشمولي، أن للصوديوم دوراً رئيساً لتنظيم القلب وأي خلل فيه يؤثر في الكلى وضغط الدم، وهبوطه يسبب ضغطاً على القلب، لافتاً إلى أن مريض ضغط الدم بحاجة ما بين 500 - 1000 ملغرام صوديوم في اليوم، بينما يحتاج الشخص الطبيعي إلى 2000 ملغرام منه، فالأملاح الموجودة في المخللات أو بعض الأجبان مثل الجبنة الزرقاء، الفيتا، الحلوم، الشيدر، والجبنة البيضاء تكون عالية الأملاح، لذا ينصح مرضى الضغط بتناول الأجبان الصفراء قليلة الصوديوم . فقد يصاب مريض ضغط الدم من احتباسات الماء بالجسم داخل الخلايا، لذا يجب أن يتناول أدوية مدرة للبول، ويأكل المكسرات مثل الجوز ثلاث مرات في الأسبوع بمقدار 7 حبات، واتباع برنامج غذائي، والتركيز على تناول الألياف حتى يساعد على تقليل ضغط الدم في الجسم . وأشار إلى أهمية الملح في الحفاظ على سلامة الأطعمة ومنع حالات التسمم، ولكنه بضاف إلى الطعام لإضفاء طعم، مثل إضافة السكر ليكون الطعام حلو المذاق .
الأملاح وصحة المرأة
وحول تأثير الأملاح في السيدات والحوامل، قالت الدكتورة سامية خضر اختصاصية أمراض النساء والولادة والعقم: “يحتاج الجسم وجود الصوديوم ليساعد على تنظيم كمية الماء فيه وتنظيم عمل الجهاز العضلي بتوافق مع الجهاز العصبي لإرسال الإشارات بين المخ والعضلات” .
وأضافت: تحتاج المرأة الحامل إلى زيادة في كمية الصوديوم غير السيدات الأخريات، ولكن بنسب محسوبة حتى لا تزيد وتؤثر سلباً في جسمها، مما يؤدي إلى تورم في الجسم وضغط على الكلى، كذلك من الممكن أن تسبب لها تسمم الحمل مما قد يؤثر في نمو الجنين وتغذيته، مما يضعف من وصول الدم إليه، كما قد تحدث تشنجات في الحمل تؤثر في الأم والجنين وصحة المولود، فزيادة ضغط الدم قد تؤدي إلى إجهاض أو ولادة مبكرة، وارتفاع الصوديوم يعمل على إفراز الكالسيوم من الجسم مؤثراً في نمو الجنين .
ونصحت الدكتورة سامية المرأة الحامل بتناول وجبات متوازنة لا تحتوي على أملاح أو دهون زائدة والاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة بصورة أكثر وتناول الأطعمة الصحية للمحافظة على توازن العناصر في الجسم، والابتعاد عن الوجبات السريعة والمخللات والطعام المعلب .
وأشارت إلى الأعراض الجانبية الناتجة عن زيادة نسبة الأملاح متمثلة في خلل بعض وظائف الجسم، فإذا زادت كمية الصوديوم عن احتياجات الجسم تفرز عن طريق الكلى وإذا كانت الزيادة شديدة في كمية الأملاح والصوديوم لا تستطيع الكلى أن تؤدي وظيفتها بكفاءة خاصة لمن يعانون خللاً فيها، لتتسبب في مشكلات صحية كتجمع السوائل وتراكمها في الجسم، ما يؤدي إلى تورم في الوجه والساقين واليدين والقدمين وزيادة في الوزن، كما يمكن أن تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم وتزيد من خطورة الإصابة بالسكتة القلبية والدماغية وفشل كلوي .
وبينت أن من أسباب زيادة الصوديوم في الدم في بعض الحالات عدم توافر كمية كافية من الماء في الجسم، ويرجع هذا إلى تناول أملاح بكمية كبيرة أو شرب المياه بصورة قليلة، وفي حالات مرضية معينة يكون هناك فقدان شديد للماء بسبب القيء الشديد والإسهال الشديد، أيضاً ممارسة الرياضة في جو حار وفقدان السوائل في صورة العرق مع عدم تناول كمية كافية من الماء، لذا يجب شرب معدل 1 ليتر إلى ليتر ونصف من الماء يومياً لطرد السموم من الجسم وحماية الكلى .
كما أوضحت أن الشعور بالعطش وفقدان الوعي والإغماء والإحساس بالضعف يعد من أعراض ارتفاع الصوديوم الشديد، إضافة إلى تأثيره في المخ واتزان الحركة .
الأملاح وخصوبة الرجل
ومن جانبه، أشار الدكتور محمد رجائي مهران استشاري المسالك البولية، إلى أن الأملاح التي يتأثر بها الإنسان تنقسم إلى نوعين، منها الملح الطبيعي الموجود في الغذاء وهو مهم للحفاظ على الدورة الدموية ومستوى الضغط في الجسم، ففي حال نقصت هذه الأملاح عن معدلها الطبيعي سيصاب الإنسان بهبوط حاد في الدورة الدموية، ولو زادت تؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، ومن ثم السكتات القلبية والدماغية، وهذه النوعية من الأملاح يقصد بها الصوديوم والتي تناولتها الدراسة الموجودة بنسبة عالية في أغلبية أنواع الأجبان والمخللات نتيجة لطريقة التصنيع وللحفاظ على جودتها لفترة طويلة . وقال إنه عرف عن قدماء المصريين وحتى في العصر الحديث بتخزينهم للأجبان وبعض أنواع الأسماك واللحوم في نسبة عالية من الأملاح ليتم استخدامها في غير موسم توافرها، ولم يعلم أن زيادة نسبة هذه الأملاح في حد ذاتها لها تأثير مباشر في خصوبة الرجال، ولكن التأثير المباشر يكون في الدورة الدموية وفي ارتفاع وانخفاض الضغط .
وعن النوع الثاني، وهي “أملاح التمثيل الغذائي”، قال الدكتور مهران، إنها أملاح مشتقة غالباً من التمثيل الغذائي لأنواع معينة من الوجبات وتحديداً أملاح الاوجزيلات واليوريك آسد والفوسفات، التي تتكون من التمثيل الغذائي وتخرج عن طريق الكلى في صورة ذائبة، علماً بأن ارتفاع هذه النوعية من الأملاح مع وجود عيوب خلقية في التمثيل الغذائي قد يؤدي إلى ارتفاع نسبتها في البول، ومن ثم تتسرب ما يؤدي إلى تكوين حصوات في المسالك البولية وهذه الأملاح ليس لها علاقة مباشرة بالدورة الدموية .
وأشار إلى أن الدراسة التي أجريت في بريطانيا يبدو تأثير الأجبان والمخللات والألبان في الخصوبة، ولكن هذا التأثير ليس له علاقة بنسبة الملح زيادة أو نقصاناً، ولكن له علاقة بالهرمونات الأنثوية وبعض المبيدات الحشرية المركزة التي توجد في هذه الألبان، وعلى هذا يكون التأثير في الخصوبة من هذه المكونات .
ونصح بضرورة التقليل من استخدام ملح الطعام، خاصة من المرضى الذين يعانون مشكلات في القلب والدورة الدموية كارتفاع ضغط الدم، حيث من الممكن أن تؤدي وجبة ثقيلة من هذه الأجبان والمخللات الغنية بالأملاح إلى ارتفاع حاد وسريع بالدورة الدموية وسكتات قلبية ودماغية .
مشكلات في المفاصل وتورم القدمين
من جانبه، قال الدكتور أحمد بشر استشاري جراحة العظام والمفاصل: من المعروف أن ارتفاع نسب الأملاح المعدنية من يورك أسيد أو أوركزلات في الجسم قد يؤدي إلى حدوث مشكلات في المفاصل نتيجة لترسب الأملاح فيها، كما أن تناول الكميات الكبيرة من الأطعمة ذات الملوحة الزائدة ك”المخللات وبعض أنواع الأجبان” يمكن أن يتسبب في تورم القدمين إضافة إلى تسببه في ارتفاع ضغط الدم، لهذا أنصح بالاعتدال في تناول المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح والتقليل من استهلاك الملح في الطعام .
وأضاف: يحتوي الجبن على عناصر مهمة ومفيدة للإنسان كالبروتينات والأملاح المعدنية والكالسيوم وفيتامين “د”، لذا يتوجب على الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم أو أي قصور في وظائف الكلى وكبار السن أي من تزيد أعمارهم على 65 عاماً، تناول الأجبان والمخللات قليلة الملح أو المعتدلة وتجنب الأنواع شديدة الملوحة .
وذكر الدكتور بشر أن بعض الأبحاث أثبتت أن زيادة الإسراف في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من كلوريد الصوديوم كالأسماك المملحة (السردين والرنجة وغيرها)، والمخللات، والأجبان والمخللات عالية الأملاح، يصحبه زيادة الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع ما يصاحبه من مضاعفات، لافتاً إلى ضرورة ممارسة الرياضة بصورة منتظمة للحفاظ على سلامة الجسم، وزيادة كفاءة القلب والجهاز الحركي من العظام والمفاصل والعضلات، كما تسهم كذلك في إزالة التوترات العصبية وتحسين المزاج والحالة النفسية للإنسان .
الأجبان والمخللات وتأثيرها في الأطفال
وبالنسبة للأطفال، أكدت الدكتورة ليلى البحري، طبيبة الأطفال، أن الأطفال يتأثرون بارتفاع نسبة الملاح أسوة بالبالغين، فكلما صغر عمر الطفل كان معدل الخطورة أكبر لعدم اكتمال نمو وتطور الكلى لديهم، إضافة إلى قدرتها المحدودة في التخلص من الصوديوم بسرعة، لذا تنصح عند تحضير الطعام للأطفال بعدم وضع الملح حتى لا تسبب لهم مضاعفات، وقد تؤدي زيادة الأملاح إلى ارتفاع في ضغط الدم للأطفال الأكبر عمراً لأنها تزيد من احتباس الماء بالجسم، خاصة أن كثيراً من الأطفال مصابون بالبدانة والوزن الزائد وهؤلاء معرضون أيضاً للإصابة بارتفاع في توتر الشرايين . وأشارت إلى أن الأجبان والمخللات خصوصاً القديمة أو المخزنة تكون محفوظة مما يدخل فيها كميات عالية من الأملاح كذلك المخللات والطعام المعلب، لهذا عند تحضير الطعام منها يجب مراعاة عدم إضافة الملح، وهناك مقولة تقول إن الملح هو “السم الأبيض” لذا يجب تناوله بنسب معقولة حتى لا يؤدي إلى أضرار .
وذكرت الدكتورة البحري أنه يجب تعويض الأطفال بنسب معتدلة من السوائل بعد اللعب أو بذل مجهود، خاصة في المناطق الحارة مثل الإمارات لفقدهم سوائل الجسم والأملاح من خلال العرق، وعند إصابة الطفل بالإسهال أو القيء الشديد فعلى الأم إعطاؤه محلولاً لمعالجة الجفاف “الإماهه” واصطحابه إلى الطبيب .
ونصحت بعدم تناول الأملاح وتناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية وعدم الجلوس لفترات طويلة لمشاهدة التلفاز أو للعب ألعاب الفيديو ويفضل ممارسة ألعاب الحركة عوضا عنها .
حاجة الأطفال إلى كميات قليلة منه
ومن جانبه، أشار الدكتور نجيب عبدالرحيم استشاري طب الأطفال بمستشفى الجامعة بالشارقة، إلى حاجة الأطفال والرضع في الحصول على كميات قليلة جداً من الملح في وجباتهم الغذائية، وبالرغم من أنه عنصر خفي في العديد من الأطعمة الجاهزة، إلا أن إمكانية الإفراط في تناوله واردة من خلال الإكثار من أكل تلك المأكولات المحتوية على الملح كالخبز، والبسكويت، والحبوب المحمصة .
ولفت إلى النسب التي يجب التقيد بها عند إعطاء الملح للأطفال والرضع بحسب أعمارهم كما يلي:
* 0- 12 شهراً تناول ما يقل عن 1 غم (0.4 غم صوديوم) يومياً .
* 1- 3 سنوات تناول ما يعادل 2 غم (0.8 غم صوديوم) يومياً .
* 4- 6 سنوات تناول ما يعادل 3 غم (1.2 غم صوديوم) يومياً .
* 7- 10 سنوات تناول ما يعادل 5 غم (2 غم صوديوم) يومياً .
* ابتداءً من 11 سنة فما فوق 6 غم (2.4 غم صوديوم) يومياً .
وأوضح الدكتور عبدالرحيم أن الأطفال الرضع يحصلون على النسبة نفسها من الملح من خلال حليب الأم أو الأطفال لمماثلة كميته في كليهما، لافتاً إلى ضرورة عدم إضافة ملح الطعام في مرحلة إطعام الطفل الأطعمة الصلبة، مع تجنب إعطائه الوجبات الجاهزة غير المصنوعة خصيصاً للرضع لاحتمال احتوائها على نسب عالية من الأملاح .
وقال: قد يحتوي الكثير من الأطعمة المعدة للأطفال على نسب عالية من الملح، لذا فمن الضروري الاطلاع على المعلومات الغذائية المكتوبة على العبوة الموضحة لنسب الملح والصوديوم بها قبل الشراء .
ولفت إلى أهمية التقليل من الوجبات الخفيفة المالحة المقدمة للأطفال كرقائق البطاطس والبسكويت واستبدالها بأغذية صحية أخرى كالفواكه الطازجة المقطعة أو المجففة، والخضراوات الطازجة لضمان التنوع الغذائي .
فمن الممكن اتباع خطوات بسيطة للتقليل من كمية الأملاح في الوجبات الغذائية سواء المعدة بالمنزل أو الجاهزة أو المعلبة ومنها :
- اختيار أقل المنتجات ملوحة كالأجبان والمخللات قليلة أو من دون ملح .
- التقليل من استخدام المخللات والكاتشب والخردل لاحتوائها على نسبة عالية من الأملاح .
- الحد من تناول الأطعمة المدخنة كالأسماك واللحوم لارتفاع نسبة الملح فيها .
- تجنب شراء الوجبات المعلبة كالبقوليات لاحتوائها على مواد حافظة ومنها الملح .
دمتم سالمين .