وار على الفيسبوك أحببت أنا اشارككم فيه من باب محاولة اكتشاف الاجابة على اسئلة تراودنا جميعا و نقف حائرين أمامها هذه الأيام
تقول زميلة فاضلة أحبها و أحترمها على صفحتها فى الفيسبوك
أنا أرفض (وهذا رأيها الشخصي) الحكم بالشريعة..
أولاً :لأني
أؤمن بفصل الدين عن السياسة،
ثانياً : أبناء الوطن ليس كلهم مسلمين ..
ثالثاً : الشريعة بحرها عميق مبني علي القرأن و السنة بما فيهم من اختلافات واضحة في الفهم و التفسير..
رابعاً : ما كان يحكم البشر من ١٤٠٠ عام لن ينفع أن يحكم البشر في عصرنا هذا ..
.........................
انتهى حديث الزميلة الفاضلة بعد اسهاب و شرح تفاصيل فقهية أنأى بنفسى و بها عن الخوض فيها لأن كلانا يحتاج الى سؤال علماء الفقه بدلا من الافتاء دون علم يكفى لذلك
.............................
و لكنى أحببت أن أرد على أسبابها الأربعة فكان جوابى كالآتى
من حقك أن تؤمن بأسبابك الأربعة .. و من حقى أن اختلف معك بأسبابى الأربعة .. فلا أصادر رأيك و لا تصادر رأيى .. و الحكم بيننا هو صندوق الاقتراع .. و من يحصل على الأغلبيه له حق الحكم .
اما عن اسبابى الأربعة ..
أولا : انا أؤمن بأن الاسلام دين و دولة ..
ثانيا : الرسول طبق الشريعة فى المدينة و كان بها يهود ..
ثالثا : القرآن و السنة لا خلاف عليها .. الخلاف فى الأمور القياسية و بعض الأمور الفقهية و هى خلافات فى بعض التفاصيل و ليس فى الأساسيات وهى فى حد ذاته نوع من الرحمة .. لأن الخلاف يوسع فرصة الاختيارات للمسلمين و فى نفس الوقت لا يأثم من يتخذ الرأى الذى يناسبه ..
رابعا : عندما أنزل الله الاسلام لم ينزله لعصر معين و ينتهى مفعوله فى تاريخ معين (expiry date) .. فهو دين الله حتى يوم القيامة .. فهل عندك مايفيد بأن هناك تاريخ صلاحية للدين الاسلامى ..
الاسلام دين و دولة ... جزء ينظم علاقة العبد بالرب .. و جزء ينظم قوانين التجارة و معاملات البشر و الميراث و الزواج و الطلاق و قوانين الحرب و السلام و قوانين الزكاة .. و جزء يترك للبشر وضع قوانين الدنيا من طب و هندسة و زراعة و صناعة (أنتم أعلم بشؤون دنياكم ) .
اما عن حد السرقة فله شروط و ظروف و تدرج فى الاسلام حتى يسمح بتطبيقه .. فهو لا يطبق على من يسرق لسد جوعه .. كما انه هناك التعذير وهو خطوة اخرى من العقوبة .. اما قطع اليد فهو الخطوة الأخيرة فى تدرج عقوبات الاصرار على السرقة .. برجاء مراجعة فقة الاسلام .. و يمكنكم العودة الى علماء الاسلام لسؤالهم فى ذلك فهم أعلم منى ..
العيب ليس فى الاسلام .. العيب فيمن يحمل لقب مسلم .. و اخطاء المسلمين لا يجب تحميلها للدين .. و لايجب استغلال أخطاء المسلمين لتبرير الغاء تطبيق الشريعة الاسلامية .
ببساطة شديدة .. طريقة شيطنة كل الاسلاميين و اصطياد اخطاء بعضهم و اهمال اى انجاز لهم .. و فى نفس الوقت جعل كل العلمانيين مجموعة من الملائكة و اهمال اخطائهم و تجسيم مميزاتهم .. هى طريقة رخيصة لتشويه الاسلاميين فى محاولة للإعتراض على تطبيق الشريعة الاسلامية ..
أما عن سبب تخلف البلاد الاسلامية و تقدم البلاد غير الاسلامية ..فهو بسبب تخليهم عن ابسط قاعدة اسلاميه و هى العدل .. إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة
و تحضرنى هنا مقولة شهيرة للشيخ المصري الإمام محمد عبدة رحمة الله عليه عندما سٌأل عن أنطباعه حول زيارة قام بها لأحدى دول الغرب فأجاب الإمام ( وجدت إسلام بلامسلمين أما في بلاد الإسلام فوجدت مسلمين بلا إسلام ) ..
السؤال الآن الذى يطرح نفسه ..هل الانتشار الفظيع للفساد و النهب و القتل و الانحلال الخلقى يبرر ( التعجيل ) بتطبيق الشريعة الاسلامية أم (تأجيل) تطبيقها ؟ هل تطبيقها هو العلاج أم تأجيلها هو العلاج ؟
مجرد سؤال ......؟؟؟؟؟!!!!!! [center]