غزا
الإنسان البحر منذ القدم لاكتشاف المجهول فيه مما تمخض عنه التعرف على
العديد من أحيائه وسلوكياتها والنباتات التي تقطنها وبعد ازدياد المعرفة
بالبحر ذهب أحيائه إلى أقصى من الاكتشاف واتجه إلى المغامرات وقهر الخوف
الذي يحول بينه وبين ارتياده والغوص في أعماقه لهذا كان الغواص من أوفر
الناس حظاً بالتمتع بجمال هذه البحار وهو الوحيد الذي تستطيع البقاء مع
كائناته الساحرة مباشرة ويخالطها ويصيد منها ما هو صالح للصيد ويأخذ أجمل
الصور ويقضي أجمل اللحظات في أعماق البحار تضم البحار والمحيطات اكثر من 90
% من أنواع الحيوانات الموجودة على كوكب الأرض وتمثل مساحة كبيرة من هذا
الكون تساوي حوالي 361 مليون كيلو متر مربع وهى تغطي ما يقارب من 71 % من
سطح الكرة الأرضية حتى سمي كوكب الأرض بالكوكب المائي تعد البحار والمحيطات
مصدراً هاما للغذاء بالبروتين إذ توفر الأسماك 20 % من البروتين المستهلك
على المستوى العالمي وهى مصدر لتوفير المياه عن طريق تحلية مياه البحر وتعد
البحار مصدراً للطحالب والإسفنج التي تستخدم في صناعة بعض الأغذية
والصناعات الصيدلانية وصناعة الورق والأقلام والجلود والنسيج ومستحضرات
التجميل ومعاجين الأسنان وصناعة البلاستيك وكذلك فإن 10 % من النباتات
البحرية تعتبر مضادات حيوية إذ سمحت المواد البحرية بإعداد أصناف جديدة من
المضادات الحيوية ومسكنات الأوجاع وهناك أنواع من الإسفنج البحري تستخرج من
عقاقير مقاومة لإمراض السرطان وكذا تنشيط جهاز المناعة لدى أحيائه وتساعد
البحار والمحيطات في تبطئ تدفئة الجو العالمي عن طريق امتصاص ثاني أكسيد
الكربون الذي يضفيه النشاط البشري إلى الجو حيث أثبت علماء الجيولوجيا أن
الجزء الإضافي من ثاني أكسيد الكربون يتفاعل مع الكلس ويهبط دون إحداث
أضرار إلى قاع البحر , وعندما تزداد كمية هذا الغاز تزداد كمية كربونات
الكالسيوم , وعندما تزداد كمية كربونات الكالسيوم تنخفض كمية ثاني أكسيد
الكربون , وهذا يبقي الجو متوازناً. ومن خلال التمثيل الضوئي تمتص الهائمات
النباتية كمية ضخمة من ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين , كذلك يمكن
الاستفادة من أمواج البحر وحركة المد والجزر وتفاوت درجات حرارة المحيطات
بين السطح والأعماق الكبيرة في إنتاج الطاقة ، وفيما يلي نورد لكم بعض من
الأحياء البحرية :
الحشائش والأعشاب البحرية
الحشائش البحرية
تنمو
الحشائش البحرية فوق الطبقات السفلية الطرية , وتكون أوراق النباتات أعلى
الأرض وترتبط بالسيقان والجذور أسفل التربة , والحشائش البحرية موجودة في
جميع البحار ما عدا منطقتي القطبين , حيث تكون مألوفة في النظام البيئي
للمياه الضحلة. وقد تصاحب الحشائش البحرية بيئات أخرى مثل الصخور أو
الطحالب الكبيرة أو الرمل أو المرجان , وتوصف بيئتها كمزيج تبعاً للبيئات
المصاحبة
أهمية الحشائش البحرية
تعتبر
من أغنى وأكثر البيئات إنتاجية ومثلها مثل الأعشاب البحرية والشعاب
المرجانية , ولأهميتها يطلق عليها البيئات البحرية الحساسة نظراً لأنها
تعمل كمصنع للغذاء الساحلي وتتلخص أهميتها في التالي: 1 تثبت تربة قاع
البحر من التعرية 2 ترسب وتراكم المواد العضوية والغير عضوية 3 مصدر غذائي
مباشر للحيوانات التي تعيش عليها مثل القشريات وقنافذ البحر والأسماك
العاشبة والسلاحف الخضراء وعرائس البحر والحلزونات وبعض أنواع الجمبري 4
ملجأ ومأوى لتكاثر العديد من الأحياء البحرية وتفضل هذه الحشائش البحرية
النمو في أعماق ضحلة حيث الإضاءة مياهها أفضل وقد تتواجد في أعماق تصل إلى
90 متر تحت سطح البحر وتوجد أنواع من الحشائش البحرية قد ينقشع عنها الماء
في بعض الأحيان موجودة في المنطقة العلوية لمنطقة المد والجزر وقد تم
مشاهدتها في الخليج العربي العوامل المؤثرة على نمو الحشائش البحرية العمق -
الإضاءة - الضغط - حجم الرسوبيات أنواع الحشائش البحرية في الخليج العربي
والبحر الأحمر ما يقارب أحد عشر نوعاً من نباتات الحشائش البحرية منها ثلاث
أنواع في الخليج العربي
الأعشاب البحرية
توجد
الأنواع التي تنتمي إلى الطحالب بالبحر الأحمر على صورتين أحدهما العوالق
الدقيقة الحجم والأخرى هي الأعشاب البحرية . والطحالب البحرية هي نباتات لا
زهرية ثالوثية التركيب لا يوجد بها جذور وساق أو أوراق حقيقية وتوجد على
شكل هائمات أو أعشاب بحرية ولها دور مهم في صنع الغذاء عن طريق التمثيل
الضوئي ومن أهميتها تعتبر غذاء لكثير من الأحياء البحرية تستغلها بطريق
مباشر أو غير مباشر وتضيف أيضاً كماً لا باس به من الأكسجين اللازم لحياة
هذه الكائنات وبعضها تساعد على تماسك الشعب المرجانية عندما تنمو عليها تلك
الأعشاب وبض هذه الأعشاب لها القدرة على معالجة التلوث الصحي فسبحان الله
وتقسم كالتالي الطحالب الخضراء - الطحالب البنية - الطحالب الخضراء المزرقة
- الطحالب الحمراء
الشعاب المرجانية
توجد
الشعاب المرجانية في المياه الاستوائية التي تقل عمقها عن 50 متر وهى ذات
شفافية عالية حيث تحد من وجودها قلة الإضاءة ودرجات الملوحة العالية ونسبة
التعكير والتغير الكبير في درجات الحرارة , وتتراوح درجة الحرارة المثلى
لنمو المرجان ما بين 25 إلى 29 درجة مئوية وتنمو الشعاب رأسياً ببطء شديد
بمعدل يتراوح من 0,2 إلى 0,7 سم في السنة ويستمر نمو المرجان لمئات السنين
مما يجعله من أكثر المخلوقات المسنة في المملكة الحيوانية , وتبلغ مساحتها
في العالم 660000 كم أي ما يعادل 0,2 % من مساحة البحار والمحيطات. وتعتبر
الشعاب المرجانية من البيئات البحرية الهامة ذات الإنتاجية العالية والتنوع
الكبير حيث تضم مجموعة كبيرة من الحيوانات مقارنة بما تحتويه البيئات
البحرية الأخرى , كما أنها بيئة هامة لنمو وتغذية وتكاثر الأسماك وتقدر
إنتاجية الشعاب المرجانية السليمة بنحو 35 طن في السنة من الأسماك لكل
كيلومتر مربع , وتوفر الشعاب المرجانية بأشكالها المختلفة الحماية للسواحل
من فعل الأمواج واعتبارها واحات في صحراء المحيطات.
اشكال الشعب المرجانية
الحيد المرجاني
:
الحيد المرجاني بشكل عام في البحر الأحمر يمتد من الساحل بمسافة عرض متوسط
60 متراً والحافة الخارجية لهذا الحيد شديد الميل وتنمو بها مستعمرات
المرجان أفقياً, ويعتبر الحيد المرجاني الممتد على طول ساحل البحر الأحمر
وبطول يزيد عن 4500 كيلو متر أطول حيد مرجاني في العالم وقد توجد الحيود
المرجانية بعيداً عن الشاطئ وتتمثل في الأجزاء الخارجية حول الجزر.
الحواجز المرجانية
وهي
شعاب مرجانية على أشكال مستطيلة تنمو بعيداً عن الشاطئ وغالبا ما توجد في
البحر الأحمر آخذة اتجاه شمال جنوب , وقد تكون قريبة من الشاطئ وبهذا يكون
بينها وبين الشاطئ مياه هادئة. قممها تكون قريبة من سطح الماء وقد تكون
مستوية وتميل حوافها بشدة وتنمو فيها مستعمرات المرجان أفقيا.
الحلقات المرجانية
وتوجد على هيئة أطوق مرجانية تختلف في أحجامها حسب تكوينها وتوجد بداخلها مياه هادئة على شكل بحرية دائرية
القطع المرجانية
هي
بقع من الشعاب المرجانية صغيرة الحجم متناثرة ولا يوجد في وسطها جزيرة أو
بحيرة وترتفع من قاع البحر ويحيط بها رمل أو حشائش أو طحالب أو غيره. وتنمو
معظم الشعاب المرجانية على قاع صلب يلتصق بالهيكل الكلسي الصلب ويغطي سطح
هذا الهيكل كائنات صغيرة تقوم بتكوينه وتسمى المرجاليات وتعيش في دهاليز
معقدة تبنيها لنفسها من كربونات الكالسيوم الذي تحصل عليه من عناصر متحللة
في ماء البحر, وتعرف حيوانات الشعب المرجانية كنباتات وحيوانات في آن واحد
لما تحويه من طحالب مجهرية في أنسجتها تسمى الزوزنتلي حيث أنها تستخدم
الطاقة الشمسية لمزج ثاني أكسيد الكربون المذاب في ماء البحر مع الماء لصنع
الغذاء ويكون الأكسجين أحد نواتج هذه العملية ويستهلك هذا الأكسجين من قبل
المرجاليات أثناء عملية التنفس وبهذا يمكن اعتبار حيوان المرجان يعيش
بطريقة تكافلية تضمن بقائه عن طريق حصول حيوان المرجان على جزء غذائه عن
طريق أحياء طحلبية تعيش داخل خلاياه , إضافة إلى غذائه على الهائمات
الحيوانية ( بلانكتون)
طرق تكاثر الشعب المرجانية
أ - التكاثر اللاجنسي : حيث ينقسم الحيوان انقسام ثنائي بسيط ومن ثم تتكون المستعمرات المرجانية
ب
- تكاثر جنسي : حيث يقذف الحيوان كلا من الحيوانات المنوية ( الحيامل)
والبويضات بصورة منفصلة إلى الماء ومن ثم ترتفع هذه المقذوفات إلى الطبقات
السطحية للماء لتتم عملية الإخصاب , وبعد مرور 3 إلى 15 يوم تخرج يرقات
تسمى بلانيولا يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 3 ملم مغطاة بشعيرات قصيرة
تساعدها على الطفو في الماء وقد تبعد التيارات المائية هذه اليرقات عن
مواطن ولادتها إلى أن تجد البيئة المناسبة للاستقرار فتلتصق على سطح مناسب
لتكون مستعمرة من الشعاب المرجانية
الأحيـــاء البحـريــة الفقــاريـة
الفقاريات وتنفسم الى
الطيــور ومنها
البجع
وردي الظهر - الأطيش البني - الغاق السوقطري - البلشون الصخري - العقاب
النساري - مالك الحزين - أبو ملعقة ليكورديا - النحام - طيور الخرشنة -
الخرشنة الخطافية - الخرشنة المتوجة الصغيرة - الخرشنة المقنعة - الخرشنة
بيضاء الخد - النورس الأبيض العين
الأسـمــاك
تتواجد
الأسماك في المحيطات والبحار والمياه العذبة ويمكن للسمك أن يعيش في
المياه الاستوائية وتحت الجليد ويتراوح حجمه من أقل من سنتيمترين إلى عدة
أمتار للبالغين . وتتنفس الأسماك الأكسجين المذاب في الماء عن طريق
الخياشيم والمحرك الرئيسي لغالبية الأسماك هو الزعنفة الذيلية التي تسير
السمكة إلى الأمام , أما زعنفة الظهر تساعد على حفظ التوازن , وما تبقى من
الزعانف فتستعمل لتوجيه السمك. ويوجد في العالم مالا يقل عن 24000 نوع
معروف من الأسماك يعيش 60 % منها في المياه المالحة , أما البقية فتعيش في
المياه العذبة , وتشغل أسماك الشعاب المرجانية 25 % من مجموع أنواع أسماك
البحار والمحيطات , ولقد تم تسجيل أكثر من 1280 نوع من الأسماك في البحر
الأحمر ومنها حوالي 11-17 % مستوطنة و 200 نوع في الخليج العربي , ولا يزال
يكتشف العلماء المزيد من هذه الأنواع وحديثا وصلت الأنواع المتواجدة في
الخليج العربي إلى 542 نوعاً منها حوالي 2 % مستوطنة. وتشكل الأسماك وعيرها
من الحيوانات المائية في المتوسط 6 % من البروتين الكلي و 17 % من
البروتين الحيواني , وتلعب الأسماك دوراً هاما في المحافظة على صحة الإنسان
حيث تعتبر غذاء مفيداً لصحة الإنسان بفيتامين (أ) الذي يساعد على النمو ,
إضافة إلى الأحماض الدهنية الأساسية التي يصنعها الجسم والضرورية لنمو
الدماغ وتجديد الخلايا العصبية والتي تحمي من أخطار أمراض القلب إذ يخفض
مقدار الكوليسترول السيئ ويزيد من مقدار الكوليسترول الجيد الذي يحافظ على
الشرايين , والأحماض الدهنية تمنع تكون الجلطات الدموية وتؤثر في سيولة
الدم وتخفيض ضغط الدم للأشخاص الذين يشكون من ارتفاع معتدل فيه , إضافة على
احتوائها إلى كميات من أنواع متعددة من المعادن
وتنقسم الأسماك إلى قسمين
أسماك غضروفية - أسماك عظمية
الأسـمــاك الغضروفيــة
وهي
اسماك ذات هيكل غضروفي مثل أسماك القرش واللقيطة وهى من آكلات اللحوم حيث
تتغذى على الأسماك بينما تتغذى القواقع على القشريات والرخويات وغيرها من
الفقاريات الموجودة على قاع البحر وعظم الأسماك الغضروفية بيوض ولود
والقليل منها يبيض والإخصاب فيها داخلي دائما ولو كان السمك بيوضاً, وفي
السمك البيوض الولود كما في أسماك القرش يحدث الإخصاب داخلياً,ويبيض
الحيوان ويحتفظ ببيضه في قناة خاصة ثم يفقس البيض داخل الحيوان ويتكون ما
يشبه الرحم ويتربى الجنين في الرحم إلى أن يكتمل نموه ثم تلد الأنثى صغارها
تامة التطور غالباً
الأسمــاك العظميــة
تتميز
بوجود هيكل داخلي ساند ومتماسك من العظم , ويغطي الجلد عادة قشور متداخلة
تكون صغيرة للغاية أو معدلة إلى صفائح أو حلقات صلبة. والتكاثر يكون عن
طريق البيض الذي يلقح خارج الجسم وفي بعض الفصائل يتم تلقيح البيض داخل
الجسم. ولها كيس هوائي يسمى الحوصلة الهوائية يحل محل الرئة , ويحتوي على
غاز يمكن أن يتحكم فيه لتغيير طفوه ليعادل ضغط الماء الخارجي كي يجعل
السمكة بلا وزن في عمود الماء فتبقى معلقة عند العمق المطلوب
الأسماك الاقتصادية
تم
تسجيل ما يزيد على 180 نوع من الأسماك المختلفة في أسواق ساحل البحر
الأحمر وأكثر من 110 نوع في الخليج العربي على السواحل السعودية ولا تختلف
أنواع الأسماك التجارية كثيراً في الدول المطلة على البحر الأحمر أو الخليج
العربي عنها في المملكة , وأهم مناطق الصيد في البحر الأحمر هي
منطقة الشعاب المرجانية
وتتميز
أسماكها بالألوان الزاهية والأشكال الجميلة وخصوصاً الأسماك الغير
اقتصادية منها, ويزداد التنوع السمكي خلال الشعاب القريبة من الشاطئ باتجاه
كسارة الحيد المرجاني وتستمر هذه الأنواع في الزيادة إلى عمق يتراوح من 10
إلى 15 متراً ومن ثم تعود نسبة الأنواع في التناقص
الجروف الساحلية
تتميز
الجروف الساحلية في البحر الأحمر باحتوائها على مصادر غذاء الأسماك
العاشبة من الحشائش البحرية. أما في الخليج العربي فمياهه جميعها مهمة في
الصيد لضحالتها ووفرة البلانكتون فيه
تنقسم الأسماك الأقتصادية إلى ثلاثة أقسام
أ - أسماك الشعاب المرجانية : وأهما الكشر والناجل والشعور والبهار