قال حافظ إبراهيم رحمه الله مبينا قيمة الأخلاق:
إنّي لَتُطْربني الخِـــلالُ كــريمةً * طَــرَبَ الغريبِ بِأوْبةٍ و تلاقِقِ
و يَهُـزُّني ذِكْرُ المُروءةِ و النــدى * بين الشمائـلِ هزّةَ المُشْتــاقِ
ما البابليّة في صفــاءِ مزاجهــا * و الشرب بين تنافسٍ و سبـاقِ
و الشمسُ تبدو في الكؤوسِ و تختفي * و البدرُ يُشرِقُ مِن جبينِ الساقي
بألذَّ مِن خُلُـــقٍ كريمٍ طاهــرٍ * قـد مـازَجَتْهُ سلامةُ الأذواقِ
فإذا رُزِقتَ خليــقـةً محمــودة * فقـدِ اصْطفاكَ مُقسِّمُ الأرزاقِ
فالنــاسُ هـذا حـظُّه مالٌ ، و ذا * عِلْـمٌ و ذاك مكارمُ الأخلاقِ
و المــالُ إن لم تدّخِــرْهُ مُحصَّنا * بالعـلمِ كـان نهايـةَ الإِملاقِ
و العلــمُ إن لم تَكتَنِفْهُ شمائـــل * تُعْليـهِ كان مطيّـة الإخـفاقِ
لا تَحسَبَــنّ العلــمَ ينفـعُ وحده * مـا لم يُتـَوَّجْ ربُّــه بخلاقِ
الأمُّ مــدرســة إذا أعـــددتها * أعددتَ شعبا طيِّبَ الأَعْـرَاقِ
[«جواهر الأدب» للهاشمي: (354)]