التعب النفــــــــــــــــــــــــــــــــــــسي
يعود لسببين
1/ إما الذنوب والمعاصي اجاركم الله منها
2/ إما بسبب مشاكل الحياة ومحنها ومنغصاتها
( وكلا السببين حلهما القرب من الله )
وكلاهما يحدثان كذلك بسبب البعد عن الله ..
قال تعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ))،
فالضنك هو "الضيق" وهذا الضيق هو بسبب التعب النفسي والذي قد وصل للإنسان
بسبب الإعراض عن ذكر الله تعالى فتجد من ابتعد عن ذكر الله ضيق الصدر مُتعكر المزاج سيء الخلق.
قال تعالى: ((وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ))،
هذا هو
سبب التعب النفسي
أرأيتم من أعرض عن ذكر الرحمن فإنه يُقيض له شيطاناً يكون له قريناً
فيضلهُ عن سواء السبيل ويملأ قلبه بأنواع الهموم والأحزان
، فيلزمهُ حتى يصل بهِ إلى حد القنوط من رحمة الله واليأس من روحه الرحمن.
ولنا في بلاد الكفر خير شاهد ودليل فلا يخفى على أحدكم ارتفاع نسبة الانتحار عندهم .
فبمجرد ما تداهم الكافر الهموم والمشاكل لا يفكر إلا بالتخلص منها،
ولا يتخلص منها إلا عندما يُخلصُ نفسهُ من الدنيا؛ وذلك بوسوسة من الشيطان الذي قارنهُ.
والانتحار فكر به من شهد أن لا إله إلا الله ولكن هو لم يطبقها فقد أحاطت به ذنوبه ومعاصيه
وضاقت عليه الدنيا بما رحبت بسبب بعده عن الله فيدله قرينهُ على طريق الخلاص وهو الانتحار.
فإذا فرغ قلب الإنسان من ذكر الله تعالى استحكم عليه الشيطان
فشغله بالباطل عن الحق
وبالشر عن الخير، فيوسوس له حتى يهلكه ثم يتبرأ منه الشيطان.
قال ابن عباس-رضي الله عنه- في قوله تعالى: ((من شر الوسواس الخناس))،
قال: هو الشيطان نائم على القلب فإذا ذُكر الله تعالى خنس، فإذا غفل وسوس.
وهذا هو حال من ادعى التعب النفسي فقد غفل عن ذكر الله تعالى
فوسوس الشيطان له حتى تمكن منه فقد تعهد الشيطان على أن يُضلنا ويُهلكنا وذلك حين
قال: ((قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِى لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَٰطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ *
ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـٰنِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـٰكِرِينَ))،
أرأيتم عهد إبليس على نفسه ورأيتم كيف الإصرار على إغواء المسلمين فلم يكتف بالمُحاولة من طريق واحد،
بل من عدة طرق وهذا دليل على الإصرار فيحاول أن يأتينا من بين أيدينا أو من خلفنا
أو عن يمائننا أو عن شمائلنا، فمتى وجد مدخلاً علينا دخل منه ولا يجد إلا عندما نغفل عن ذكر الله تعالى.
من منا لا يهتم و يحزن ويحزبه أمرٌ ما
حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يُصيبه ما يُصيبنا وأشد ولكن كان قد دلنا على طريق النجاة والخلاص من التعب
وذلك عندما يحزبه أمر صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرحنا بها يا بلال))،
يقصد الصلاة.
فالصلاة
تجلي الهموم، وتُصفي القلوب، وتشرح الصدور،
وتقرب العبد من الرب المعبود؛
فيجد من خلالها ركناً شديداً يأوي إليه وهو الله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم
عندما ذُكر لوطاً-عليه السلام- قال: ((رحم الله أخي لوطاً كان يأوي إلى ركنٍ شديدٍ))،
وهو الله تعالى. فنحن بالصلاة نستعين بالله على الشيطان وأنفسنا فنصل إلى مُبتغانا وهو اطمئنان القلب وراحة النفس.
وتأملوا هذا الحديث القدسي الذي يرويه صلى الله عليه وسلم عن ربه
حين قال: ((ما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افتَرَضْته عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحبه،
فإذا أحبَبته كنت سمعه الذي يسمع به وبَصرَه الذي يبصر به ويدَه التي يبطِش بها.
ورجله التي يمشي بها، وإنْ سألني لأَعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذَنه))،
بالله عليكم من التزم بالفرائض وأتبعها بالنوافل أترونهُ يقول: أنا تعبان نفسياً.
وقد أحبه الله فأصبح سمعهُ، وبصرهُ، ويدهُ، ورجلهُ،
وإن سأل الله أعطاه، وإن استعاذه أعاذه. لا والله بل سيسعد سعادة لا وصف لها.
كذلك الذكر قال تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))، فمن صادفته مشكلة أو محنة أو أذنب ذنباً
فليفزع إلى الله فيذكره فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب))، والاستغفار نوع من أنواع الذكر.
فمن يذكر الله يجعل الشيطان يخنس ويهرب فلا يجد إلى قلب المرء سبيلاً فيكون المؤمن قد أنزل همه ومصيبته
على الله وترك وأعرض عن الخلق فيبدله الله مكان الحزنِ سروراً، ومكان الضيق انشراحاً.
دعــــــــــــــــــــــــــاء الكــــــــــــــــــرب
((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم))
دعاء المُصاب بالهم والحزن
((ما أصاب أحداً قط همّ ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ،
ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك ،
أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
ألا ذهب الله همّه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجاً قال : فقيل : يا رسول الله ، ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها))
ختاماً /
أثق ثقةً تامةً بأن من لزم الصلاة والذكر عند نزول وحلول المصائب به فسيتلذذ بها ويتمنى استمرارها؛
لِما يجد من السعادة والراحة النفسية وذلك لأنها كانت سبباً في قربهِ من الله وجعل الله منزلّ شكواه
اللهم أهدينـآ يا الله