وشجرة
الزيتون شجرة مباركة معطاءة في ثمرها غذاء وفي زيتها
شفاء وضياء وفي عودها وقود وفي ورقها رداء وهي من
أقدم نباتات الفاكهة التي اهتدي إليها الإنسان منذ أربعة
آلاف سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام
بدليل
ذكرها من خلال الكتب السماوية التوراة والإنجيل والقرآن,
وهناك الكثير من المخطوطات الإغريقية والرومانية والعربية,
ولقد عرف الأقدمون فضل شجرة الزيتون, وقدروا بذلها
فأكثروا من غرسها والعناية بها وكان لقدماء المصريين
اهتمام خاص بها وعرفت باللغة الفرعونية بـزيتنو وعثر
العلماء علي هذا الاسم في أحد أهرامات الأسرة السادسة
واتخذ الفراعنة من أغصانها أكاليل ووضعوها علي رؤوس
المومياوات.
ولقد زرعت شجرة الزيتون بكثرة في مدينة طيبة القديمة التي اشتهرت بإنتاج الزيت.
أما
العرب فقد عرفوا شجرة الزيتون قديما وحديثا, وجاء وصفها
من القرآن الكريم لقوله تعالي يوقد من شجرة مباركة
زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم
تمسسه نار نور علي نور يهدي الله لنوره من يشاء, كما
أقسم الله عز وجل بها في القرآن الكريم والتين
والزيتون وطور سينين كما حثنا رسول الله صلي الله عليه
وسلم علي التداوي بزيتها ولقد اشتهرت شجرة الزيتون في
الحكم الإسلامي في الدولة الإسلامية الكبيرة ويؤكد هذا
ما تركه الرحالة المسلمون في آثارهم الأدبية وكانت
فلسطين أكثر ولايات الإمبراطورية الإسلامية زرعا للزيوت
وأعظمها إنتاجا للزيت بدليل أنها القطر الوحيد الذي كان
يدفع ضريبته السنوية زيتا لخزينة الخليفة العباسي المأمون
وقد نقل العرب شجرة الزيتون إلي شمال أفريقيا وبعض
مناطق إسبانيا مما ساعد علي انتشارها في كل شبه
الجزيرة الايبيرية (إسبانيا ـ البرتغال) وساحلي البحر
الأبيض المتوسط الأوروبي والأفريقي), وتبلغ المساحة المزروعة
بالزيتون في العالم حوالي عشرة ملايين فدان وتشير
احصائيات منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) إلي أن
30% من المساحة المذكورة محملة بأشجار مختلفة والمتبقي
مغروس بالزيتون وحده وتتبوأ إسبانيا المرتبة الأولي عالميا
في إنتاج الزيتون تليها إيطاليا فاليونان والبرتغال
وفرنسا والجزائز وتونس وسوريا وفلسطين فالأردن علي
التوالي.