ما هي ظاهرة هجر القرآن وكيف القضاء عليها؟
ما الذي يتبادر إلى ذهنك أختي عندما تسمعين أحد الدعاة أو الأئمة يحذر ويقول لا تهجروا القرءان فقد
قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ الفرقان: 30 . ؟؟؟
أنا شخصيا منذ سنوات كنت أظن هجر القرءان يعني ترك تلاوته وعدم قراءته بسبب أنشفالنا في مشاغل الحياة الدنيا , لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير وأوسع نسأل الله تعالى العفو والمغفرة .
فقد ذكر ابن القيم في كتابه القيم " الفوائد ": وهجر القرآن أنواع: أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه. والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به. والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين، وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم. والرابع: هجر تدبره وتفهمه، ومعرفة ما أراد المتكلم به منه. والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به ... وإن كان بعض الهجر أهون من بعض.( الفوائد ص 107 *108)
وجميع هذه الأنواع من هجر القرآن واقعة بيننا ومتفشية فينا الآن. ومن صور هذا الهجران ما يلي:
- عدم قراءته. فمن منا يقرأ القرآن يوميا؟! إن القرآن مقسم إلى ثلاثين جزء، ومتوسط كل جزء عشرون صفحة. فهل من الصعب قراءة عشرين صفحة يوميا؟ إنه أمر لا يستغرق منك سوى نصف ساعة. إن قراءة الصحف اليومية تستغرق من المرء أكثر من ساعة يوميا، فهل قراءة تلك الصحف أهم من قراءة القرآن؟!!
- سماع القرآن ... لقد استبدتله فئة كبيرة من شبابنا بسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والتمثيليات ومتابعة المباريات.
- أخلاقنا الآن في وادٍ وما ينادي به القرآن من الأخلاق في وادٍ آخر. نعرف حلاله وحرامه ولا نقف عندهما، بل منا من يتفاخر بالتملص منهما.
- التخلي عن التحاكم إليه في حياتنا اليومية وفي معاملاتنا المادية والاجتماعية.
- تركنا فهم معانيه ومن ثم تدبر آياته، وأصبح معظم ما نعرفه عنه تكهنات وفرضيات عكس المراد به
- تركنا تعلم لغته ولجأنا إلى لغات الغرب المستعمر، وأصبح تجنب الحديث باللغة العربية والطنطة بهذه اللغات مصدر فخر وإعزاز بيننا!!
- تركنا التداوي به ولجأنا إلى الاعتماد على الأسباب المادية فقط.
قرأت في موقع روح الأسلام:
إن خط الابتعاد عن كتاب الله يتسارع بشكل مخيف، وتمادت الأمة في التخلي عنه شيئا فشيئا، فعاقبها الله بأن سلبه من يدها، إلى أن أصبحت لا تعمل به. إني لأعجب من أمة تهجر كتاب ربها وتُعرض عن سنة نبيها، ثم بعد ذلك تتوقع أن ينصرها ربها؟ إن هذا مخالف لسنن الله في الأرض. إن التمكين الذي وعد به الله، والذي تحقق من قبل لهذه الأمة، كان بفضل التمسك بكتاب الله عز وجل، الدستور الرباني الذي فيه النجاة مما أصابنا الآن.
إن الذين يحلمون بنزول النصر من الله لمجرد أننا مسلمون لواهمين. ذلك أن تحقق النصر له شروط. قال تعالى:
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي اْلأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُ! دُونَنِي َلا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55] .فعودوا إلى كتاب ربكم واقبلوا على تلاوته وفهمه وتطبيقه في حياتكم تنالوا الخير والرفعة في الدنيا وشفاعة القرآن في الآخرة.*
نصائــح هـامــة:
• لا تجعلي أخيتي يوما يمر عليك دون أن تتعبد الى الله بالنظر في كتابه وقراءة ولو صفحات يسيرة لن تأخذ من وقتك الكثير.
• حاولي أن تستمعي للقرآن في وقت يصفو فيه ذهنك لبعض المقرئين الذين تتأثرين بتلاوتهم.
• احملي معك مصحفا في جيبك واصطحبيه معك في كل مكان. هل من الصعب أن تتعاملين مع المصحف كما تتعامل مع جوالك؟!
• اجعلي نسخة من برامج المصحف على جوالك. كثيراً ما نتعرضين لأوقات الانتظار في السفر والمعاملات اليومية، فتخيلي كم من الحسنات ستكسب لتلاوة آيات القرآن بدل أن تضيعي هذه الأوقات سدى في التململ.
• اشتري نسخة من المصحف تحوي معاني الكلمات في الهامش ولا تجعلي كلمة تمر عليك حتى تفهمي معناها.
• اقتني أحد التفاسير المبسطة كالتفسير الميسر أو تفسير السعدي أو غيرهما وحاولي أن تقرأي منه بانتظام حتى تختمي القرآن.
جاء في متن الشاطبية:
وإن كتاب الله أوثق شافع وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سنا متهللا
هنالك يهينه مقيلا وروضة ومن أجله في ذروة العز يجتلا
يناشد في إرضائه لحبيبه وأجدر به سؤلا إليه موصلا
فيا أيها القاري به متمسكا مجلا له في كل حال مبجلا
هنيئا مرئيا والداك عليهما ملابس أنوار من التاج والحلا
وأخيرا ندعو الله تعالى أن يهدي شباب أمتنا (خاصة) والمسلمين عامة حتى يعودوا إلى كلام الله العزيز ويتدبروه أولا ثم يعملوا بهما جاء فيه فهو الخير كله وهو باب السعادة في الدنيا والآخملاحظة : جزء من الموضوع منقول من موقع روح الاسلام