عمان – الرأي – أكدت دائرة الإفتاء العام أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرآن، ورواية سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم، وإنشاد شيء من المدائح النبوية ، ثم إكرام الحاضرين بالطعام أو الشراب من غير زيادة على ذلك سُنَّة حسنة.
وبين الدائرة أن في الاحتفال تعظيما وتوقيرا لقدر النبي صلى الله عليه وسلّم وإظهارا للفرح والاستبشار بمولده الشريف، إضافة إلى انه من السُّنن التي أشار إليها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: " من سن في الإسلام سنة حسنة ، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها . ولا ينقص من أجورهم شيء" رواه مسلم.
ودللت الافتاء على مشروعية الاحتفال بهذا اليوم بادلة كثيرة، منها:
أولا- قوله تعالى : ( وذكرهم بأيام الله) إبراهيم /5 أي: بنعم الله عليهم ، كما فسره ابن عباس ومجاهد وقتادة. القرطبي 9/341 ، وولادة النبي صلى الله عليه وسلم هي النعمة العظمى والمنة الكبرى على العالم كله، لا يشك مسلم في ذلك، فالاحتفال بيوم المولد هو من باب الامتثال لأمر الله تعالى بتذكر نعمه وآلائه.
ثانيا- قوله تعالى
قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا) يونس/58 ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فضل الله العلم ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء/ 107. الدر المنثور للسيوطي7/667، و الاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم مظهر من مظاهر الفرح المأمور به.
ثالثا- عن أبى قتادة الأنصارى رضي الله عنه قال : وسئل - النبى صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الاثنين فقال " ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أُنزل علىَّ فيه " رواه مسلم. فبيان النبي صلى الله عليه وسلم أن سبب صومه يوم الإثنين هو ولادته فيه دليل على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام ، والمسلم يحرص على زيادة الأجر والثواب في الأيام المباركة.
رابعا- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، وجدهم يصومون يوما ، يعني عاشوراء ، فقالوا : هذا يوم عظيم ، وهو يوم نجى الله فيه موسى ، وأغرق آل فرعون ، فصام موسى شكرا لله ، فقال : "أنا أولى بموسى منهم " . فصامه ، وأمر بصيامه . رواه البخاري. ووجه الدلالة: أن شكر الله تعالى في يوم على نعمة منّ بها، أو نقمة دفعها، مع تكرار ذلك في كل عام أمر جائز شرعا، ومن أعظم الآلاء و النعم نعمة ظهور النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم .
وختمت الإفتاء بالتذكير بضرورة التأسي بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وشمائله، فهو القدوة والقائد، من سار على نهجه نجا ومن تنكب الطريق عن هديه هلك.