أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
............
{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }الحجر42
........................
قال الحقُ سُبحانه وتعالى
..................
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48
...........
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : -
.......
" إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"
...........
الغرانيق
.........
وهو إسم يُطلقه العرب على طائرطويل وبالذات للجناحين ، يكون كامل البياض أو كامل السواد ، وهو من الطيور المُهاجرة وعادة تواجده هو قرب المياه والمجمعات المائية ، وعادة ما يطير على إرتفاعات عالية ، حتى أنه يُقال الآن للمرأة الطويلة التي تلبس على كامل جسمها اللباس الأسود والخمار بأنها كالغرنوق أو الجمع غرانيق . .
.............
ولم يُطلق العرب هذا الاسم ( الغرانيق ) على الأصنام ، أو قدسوا هذه الطيور ، حتى يأتي هذا الغبي ويرى أن في هذه الغرانيق التي تطير بنظره في العُلى ، بأن لها شفاعةٌ تُرتجى .
.............
لكن هذا السفيه أختار السجع وظن أن غباءه سيمر كما مرره في ذلك الكتاب الذي سُموهُ مُقدس .
...........
وسورة النجم سورةٌ مكيةٌ ، بينما سورة الحج مدنية ، وهذا ما وقع به أغبياء المدسوسات وفاتهم ذلك ، كيف يأتي التمني بعد عدة سنوات ، من تلك الإسطورة للغرانيق اليهودية والسجود لها .
...............
قال سُبحانه وتعالى
.......
{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ }الحاقة 44
...........
ولو....... ؟؟؟؟ !!!!!!.......بعض...؟؟؟؟؟!!!!
...........
قالــوا إن ألنبي صلى اللهُ عليه وسلم ، يعرض له الشيطان كما يعرض لغيره من الناس ، فيختلط عليه القرآن بغيره " أي تقول على الله " وحاشى والعياذُ بالله واستدلوا لهذه الفرية بقصة الغرانيق التي أوردها بعض المفسرون في سياق تفسيرهم لقوله تعالى : –
...........
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ الله مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ الله آيَاتِهِ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج: 52........ وهي سورةٌ مدنيةٌ.......
.......................
والقصة أو الرواية المؤلفة والمُفتراةُ تقول - وكما ذكرها وللأسف بعض المفسرون الذين أُبتليت الأُمة ببعض تفسيراتهم الرديئة - تتلخص في أن سيدنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم كان في مجلس لقريش ، فنزلت عليه سورة النجم ، فقرأها على المشركين حتى إذا بلغ قوله تعالى : -
............
{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى }{ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (النجم: 19-20...... وهي سورةٌ مكيةُ.....
فيقولون بأنه ألقى الشيطان على لسانه ما كان يُحدث به نفسه ويتمناه " تلك الغرانيق العُلى ، وإن شفاعتهن لتُرتَجى "
......................
ففرحت قريش لما سمعت ذلك ، ومضى في قراءة السورة إلى آخرها ، وسجدوا " المُشركين والكُفار " مع النبي في آخرها أي آخر السورة ، وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر........إلخ تلك الفرية عن الغرانيق......
جامع البيان، الطبري 18/664-670
.......................
وهي مهزلةٌ وفرية مفضوحةٌ لأن الرسول الأكرم لم يأتي ليقرأ ما يتنزل عليه مُباشرةً على المُشركين ، من أين جيء ومن هو هذا عالم الغيب الذي علم بأن رسول الله كان يتمنى ويُحدثه نفسه بما أورده من عفن ، ومن أين جيء بأن الرسول ذكر آلهتهم بأحسن الذكر .
...........
وما هو موجود في سورة النجم هو تحقير وذم لآلهتهم ، ثُم بالسجود للكُفار والمُشركين وهذا الافتراء والكذب ، وكأنها صلاةٌ جماعيةٌ ، وهذه المسخرة لم تُروى عن أحد من أهل الصحة ولا أسندها ثقة بسند صحيح أو سليم متصل وإنما رواها المفسرون والمؤرخون ، وليس كُلهم ولكن بعضهم ، من المولعون بكل غريب ، رغم طرقها الواهية والواهنة والمُرسلة وما فيها من نكارة في المتن ، ومن مناكير وضعاف ومُدلسي ومتروكي الأحاديث ، الذين لملموا كل صحيح وسقيم ، والذي يدل على ضعف هذه القصة اضطراب روايتها وانقطاع سندها.
.................
وأنكرها القاضي عياض وقال نحو ما قال الخازن بأنها واهنة وكذلك القرطبي .
................
والتي منها بأنه حديثٌ مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد من طرق عديدة كلها ضعيفة أحسنُها حديث سعيد بن جبير، وعن أبن عباس وفيها اضطراب واضح يوجب تضعيف الحديث.
.............
وقال الرازي إن هذه القصة باطلة وموضوعة لا يجوز القول بها ، وقال البيضاوي إن القول بها مردود عند المحققين وما ورد في السيرة الحلبية وقال ابن خزيمة فيما نقله الشوكاني إن هذه القصة طعن فيها جمع وقالوا إنها باطلة ووضعها الزنادقة ، يقول النسفي إن القول بها غير مرضي ، وقال النووي أما ما يرويه الإخباريون والمفسرون أن سبب سجود المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو ما جرى على لسانه من الثناء على آلهتهم فباطل لا يصح منه شئ لا من جهة النقل ولا من جهة العقل ، وفي سيرة السيد أحمد دحلان أن قصة الغرانيق نفاها الكثيرون وقالوا إنها كذب لا أصل لها..
..................
وأن ورود هذه الروايات في كتب المفسرين أو قصاص السير لا يعني صحتها ولا توثيقها بحال من الأحوال يؤكد صحتها
.......
وقد أكد على ذلك غير واحد من العلماء ، ومنهم الطبري في تاريخه بقوله: "ما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ، أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا ، وإنما أُتِي من قبل بعض ناقليه إلينا ، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أُدِي إلينا "
تاريخ الأمم والملوك، الطبري 1/2
...........
فسيدنا مُحمد إبنُ عبدُ الله صلى اللهُ عليه وسلم ، هو النبي والرسول الذي وعد الله بأنه سيجعل كلامه في فمه ، وبأنه هو النبي الذي لا يمكن أن ينطق عن الهوى ، وبأن كلامه سيكون وحيٌ يوحى من الله .
.............
وبالتالي كُل ما نطق به هو وحي من الله وحق أراده الله ، أما غرانيقهم وشفاعتهن فهذا وحي الشيطان لهم ، أوحى الشيطان لشياطينه من الإنس فألفوا تلك القذارة كقذارتهم .
..................
قال سُبحانه تعالى : -
..............
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }{ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم 3-4
............
وبأنه هو النبي والرسول الذي وعد الله بأنه لن يُقتل على يد أحد لا من أعداءه ولا من غيرهم ، ويأنه سيُقتل فقط إذا تقول على الله "...ولو...بعض..." ، أو إذا أخذ وصاياه من غير الله" وحاشى "
.......................
قال سُبحانه وتعالى
.......
{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ }{ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ }{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ }{ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ }الحاقة 44 -46
..........
والوتين أو الإبهر هو حبل أو عرق القلب الرئيسي ، والذي إذا قُُطع مات الشخص ، لأنه الوريد والشريان الرئيسي للقلب لتغذية الجسم بالدم .
........
أي أن هذا النبي الكريم والعظيم مُحمد إبنُ عبدالله صلى اللهُ عليه وسلم ، لو تقول على الله وقال بغير ما أراده وأمره الله به ، ولو... بعض الأقاويل....، لأُخذ بشدة وبقوةٍ بقطع عرق الوتين منهُ وهو عرق الإبهر ، أي الوريد أو الشريان الرئيسي للقلب ، والذي إذا قُطع مات الشخص فوراً .
.......................
وما من مُسلم إلا وبيقينه بأن سيدنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، لو أراد كتم ما كان يتلقاه من ربه ، لكتم هذا التهديد وهذا الوعيد ، وهو من أقوى ما يُستدل به على أن هذا القرءان وهذا الوحي الذي تلقاه هو من الله العلي القدير .
..............
والذي فيه ما يُثبت بأن هذا القرءان الكريم لا يمكن أن يكون فيه ولو حرف واحد تم التقول به على الله ، ولذلك جاء التوضيحُ من الله بأن هذا النبي والرسول الأكرم ، إما أن يموت الموت الطبيعي وهو ما قدره الله لصدقه ، أو يُقتل....إذا حدث ما هدد به الله...وحاشى...
.........
قال سُبحانه وتعالى
........
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144
..........................
أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ
...........
وما من رسول أو نبي إذا تمنى فيُلقي الشيطان في أُمنيته ، ولكن الله سُبحانه وتعالى تكفل بنسخ وإلغاء وإبطال وإزالة ما يُلقيه الشيطان ، بحيث أن النبي لا يمكن أن يعلم أو يعرف ما ألقاهُ الشيطان ، ليُبقي الله آياته مُحكمة وكاملة الإحكام .
..............
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } الحج 52
...............
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ }سورةالحج 51-55
************************************************
القى الشيطان في الأمنية ، والإلقاء في الأُمنية يتم لمرة واحدة ، وما في الأمنية لا يعلمه أحد ، ومع ذلك تكفل الله بنسخه ومحوه وإزالته وإبطاله وإلغاءه نهائياً ، ولا يمكن لنبيه أو رسوله أن يعلمه .
..........
ولكن اليهود الأنجاس كانوا يرقبون ما يتلقاهُ نبيُنا ورسولُنا الأكرم من قرءان ليؤلفوا مدسوساتهم وفرياتهم وإسرائيلياتهم ، فعندما تنزلت تلك الآية ( الحج 52 ) ...القى الشيطان في أُمنيته.... ، فقالوا لأنفسهم لنؤلف ما ألقى الشيطان ، ألفوا من عندهم ما القاه الشيطان ، فهُم والشيطان عائلةٌ واحدةٌ وهو يرأسهم ويقودهم ، فكانت غرانيقهم وشفاعتهم لا أشفع الله بهم ، ولكن العيب فيمن أوجد العيب .
...............
فكانت مدسوستهم مُخزيةٌ ومفضوحةٌ لا تمر على مجنون وليس على عاقل ، فكيف تمر على العالم ، وكيف يتم تمريرها على علوم عند المُسلمين لم تتوفر لأمة من قبلهم ولا من بعدهم ، بل كيف تُمرر هذه المهزلة ، على كتابٍ تكفل الله هو بحفظه وبجمعه وبقرءانه .
...........
ولكن لنا سؤال لهم ، بما أنه ما نبي إلا والقى الشيطان في أُميته ، وبما أنهم يعلمون الغيب " وخسئوا " فما هو الذي ألقاهُ الشيطان في أُمنية أكبر أنياءهم ورسلهم سيدنا موسى عليه السلام ، وكذلك ما الذي تم إلقاءه من قبل الشيطان في أُمنية بقية أنبياءهم ورُسلهم ، وكذلك للمسيحيين ما هو الذي ألقاهُ الشيطان في أُمنية الههم وربهم يسوع ، فهم يعترفون بأنه نبي ورسول بالإضافة انه إله ورب لهم ، ولا بُد أن الشيطان ألقى في أُمنيته .
...........
أم أن سيدنا مُحمد هو النبي الوحيد الذي يجب أن يعلم شياطين الإنس ما تم إلقاءه من قبل سيدهم الشيطان إبليس ، بينما أنبياءهم ورسلهم لا يتم العلم به .
..............
ولذلك جاء وعد الله لسيدنا موسى عليه السلام في التوراة ، بأنه سيجعل كلامه في فم هذا النبي ، وأن هذا النبي إذا أخذ وصاياه من غير الله أي تقول على الله ، فستكون نهايته القتل ، وهذا طابق ما جاء ي القرءان الكريم ، بأن هذا النبي لا يمكن أن ينطق بحرف واحد لا يكون حق ولا يكون بوحي من الله بعد أن يُرسله الله .
................
ومن البديهي لو نطق رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ، بهذا الإفتراء وهذا الكذب ، لكان قرءان في هذا القرءان ولكان وحيٌ وحق من الله العلي القدير " وحاشى "
.................
ورد في التثنيه {18 :18-20 }" أُقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيُكلمهم بكُل ما أُوصيه به. ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلاميالذي يتكلم به بإسمي أنا أُطالبه. وأما النبي الذي يُطغي فيتكلم بإسمي كلاماً لم أُوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم بإسم آلهه أُخرى فيموت ( الكُل سيموت ، ولكن ليس الكُل سيموت مقتولاً ، وبالتالي هذا سوء ترجمه للنقل الكلمة الأصلية يُقتل ، أي أن النبي الذي يطغى ولا يتقيد بكلامي ووحيي يُقتل) ذلك النبي ( بالذات هذا النبي المعني بهذه البشاره إن لم يكُن نبياً صادقاً سوف يتمكن منهُ ويقتله أعداءُه ، ولم يُقتل نبي الله ورسوله مُحمد ، بل توفي وأنقل للرفيق الأعلى بعد تخييره ) "
..........................................................
وأجعل كلامي في فمه
...........
الذي يتكلم بإسم آلهه أُخرى فيموت " يُقتل "
........
ولذلك فإن ذلك النبي سيدنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، هو النبي الذي وعد الله بأنه لن يُقتل ، بل سيموت وسيُتوفى وفاةٍ طبيعيةٍ ، وأنه هو النبي الذي إذا نطق كلاماً فسيكون حق ، وسيكون إما قرءاناً أو سُنةً ، إي أن ما سيتكلم به هو كلام الله .
..........
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ }{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ }الحاقة46
........
أي لو تقول على الله وقال بغير ما أمره الله به ، لأماته الله بقطع عرق وشريان قلبه الإبهر أو الوتين .
...............................
وبحسب ما جاء في هذه البشارة الرئيسية والهامة ، فإن هذا النبي والرسول إذا طغى وتكلم بغير ما أراده الله وتقول على الله ، أو تكلم باسم جهةٍ أُخرى ، فسيكون مصيره القتل ، وإذا تم ذلك فهذا يدل على أنه نبي كذاب مُدعي للنبوة " وحاشى " كمسيلمة الكذاب وغيره ، الذي قتل وقُتل ما جاء به معه .
ولذلك من هو الأصدق وحيُ الله في كتابه " القرءان الكريم " ووحيه في كتابه " التوراة " وفي غيرهما أم....... والعياذُ بالله وحاشى ، أم........؟؟؟؟!!!!.
.................
وأما " تلك الغرانيق العُلى ، وإن شفاعتهن لتُرتجى.."
.........
فيردها الله في حلوق اليهود من ألفوها ، وفي حلوق من صدقوها وآمنوا بها ، لأن رسول الله لو نطق هذا لكان حقاً ولكان قرءاناً ، ولكان في هذا القرءان " وحاشى والعياذُ بالله " .
..........................
ولنرى كيف تم إدخال ذلك العفن الشاذ وهو كلام شياطين ، وكيف بدى شاذاً وغبياً كغباء من ألفه ، وسنورد الوحي الأصلي
...................
قال المولى سُبحانه وتعالى
.......
{أفرأيتم اللات والعزى }{ ومناة الثالثة الأخرى }{ ألكم الذكر وله الأنثى }{ تلك إذا قسمة ضيزى }{ {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى }
................
نرى كيف جاءت تلك الآيات الشيطانية
..........
{أفرأيتم اللات والعزى }{ ومناة الثالثة الأخرى }{ تلك الغرانيق العلى }{ وإن شفاعتهن لترتجى }{ ألكم الذكر وله الأنثى }{ تلك إذا قسمة ضيزى }{ {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى }
................
ظن السفيه أن هُناك مدحٌ للات والعُزى ومناة ، فأضاف غرانيقه وشفاعتهن ، وهي نوع من الطيور لم تؤله أو تُعبد في يوم من الأيام ، وما درى أن هُناك تنديد وتحقير وذم وتشنيع بأصنام المشركين ومعبوداتهم ، فيها يندد بهذه الألهة والأصنام التي تم إتخاذها وتسفيهٌ لعقول من سموها ومن أتخذوها هُم وآباءهم.....إلخ فوقع في شر غباءه وسذاجته ، ظناً منهُ أنه يكتب ويؤلف في الكتاب الذي سموه ( الكتاب المُقدس ) .
.............
فلو كان النبي نطق بتلك الكلمات فإن في السياق ما يبين براءته من الأصنام وكفره بها ، فلو كان المشركون سمعوا من النبي مدحاً لأصنامهم وهو يقرأ آيات سورة النجم المشنعة على هذه المعبودات الباطلة لقالوا له ما بالك تشتم آلهتنا وتذكر أنها معبودات باطلة نعبدها نحن وآباؤنا من غير سلطان من الله ، ثم أنت تقول شفاعتهن ترتجى! لكن شيئاً من ذلك لم يكن ، لأن القصة مختلقة وغير صحيحة.
...........
ولا شبيه لذلك كمن زج نفسه في جمعٍ ينتظرون لكي يُعاقبون ويُجلدون ، ظناً منهُ أنهم ينتظرون جوائز توُزع عليهم ، فعوقب وجُلد معهم .
**************************
فمن العلماء الذين حكموا على هذه القصة المكذوبة بالوضع : ابن العربي في " أحكام القرآن " 2/73-75 ، والفخر الرازي في " تفسيره " 6/193-197 ، والعيني في " عمدة القاري " 19/16 .
...............
قال ابن حجر في " فتح الباري " 8/558 عقب ( 4740 : ((فإنَّ ذلك لا يجوز حمله على ظاهره ؛ لأنَّه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أنْ يزيد في القرآن عمداً ما ليس منه ، وكذا سهواً إذا كان مغايراً لما جاء من التوحيد لمكان عصمته .
................
[center][b]