اليد العليا
عضو نشيط
عدد المساهمات : 25 تاريخ التسجيل : 22/05/2015
| موضوع: ماهية وكنه المرض.. الجمعة 08 أبريل 2016, 9:17 pm | |
| ماهية وكنه المرض. الله اكبر بسم الله الرحمن الرحيم السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماهية المرض . الجزء الاول . (نبذة عن الاصل ) .المرض ايها السادة طبعا كما تعلمون : لسنا فيه اول المتحدثون ولا آخر المتفلسفون .ولكنها قد تختلف بعض الشيء رؤيتنا عن السابقون وفي النهاية فجميعها لاتزيد عن كونها مجرد وجهات نظر .ولكن : أليس لكل وجهات النظر قواعد وأسس وقوانين مرجعية تحكمها وترجع اليها ؟ أم ان وجهات النظر قد جعلت عامة وقد عدمت النظر ؟ وهل هي قد أصبحت لكل بصير ذو نظر و لكل أعمي يلقي بنفسه وبالناس في هاوية الخطر ؟ السيدات والسادة الكرام . وعن نفسي :عندما اريد ان اتحدث عن المرض اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرون بما بحمل من معانات من المرض وبما يكتنفه من ألام و مشقة وعدوان وارهاب وتعنت من المرض .وأيضا بما يضم بين جنباته من عباقرة ومفكرون وباحثون . وأيضا بما تدل عليه جميع المؤشرات والمقاييس وتؤكده من انتصار باهر وفوز رهيب وساحق للمرض علي جنس البشر من قديم الزمان وحتي الان . فلابد ان أذكركم بما اعلناه سابقا بان المسبب الرئيسي في المرض ما هو الا كائن حي ومخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالي وأداة من أدوات التخريب والتدمير التي وضعت في الارض. فكما وضع الله سبحانه وتعالي أدوات للبناء والتعمير والاصلاح في الارض فكذلكم وضع أدوات التخريب والتدمير والفساد وجعلها ثانوية ولم يأمر الانسان باللجوء اليها او بالاقتراب منها وحذره من استخدامها ولم يأمره الا باستخدام واستعمال ادوات التعمير والاصلاح والبناء في كافة المجالات فقط . طبعا نحن متفقون علي ذلك ؟؟
ويجب علينا أن نتفق أيضا علي مبدأ آخر لا يقل أهمية : وهو انه يجب أن نتفق جميعا علي: أن الكائن الحي لا يمكن أن يهدم بنيانه الا كلئن حي آخر مضاد له في الفعل والطبع والتركيب. وذلك كما تعلمون لان الكائن الحي سواء كان نباتا أو حيوانا او طيرا او انسانا أو حشرة فهو كائن متجدد الخلايا . يحمل بين خلاياه جهازا دفاعيا لا يموت الا بموت هذا الكائن . فلابد لمن يستطيع الفتك بهذا الكائن وهزيمة اجهزته الدفاعية والمناعية واضعافه ثم القضاء عليه لابد أن يكون كائن حي أقوي وأشد منه ومضاد له في البنيان وفي الطبع والتركيب .فاذا ما اتفقنا علي تلك المبادئ والاسس فلا خلاف بعد ذلك أبدا .
فتلك الاداة صاحبة هذا الفضل في افساد وتدمير البنيان الجسدي البشري والحيواني قد خلقت وسيدها وولي أمرها قبل خلق البشر وان المرض باشكاله وانواعه وأعراضه المختلفة ماهو الا اثر من آثار هذا المخلوق وذلكم الكائن الدل عليه وعلي وجوده بالجسد البشري . فهكذا أخبرنا القرءان الكريم . فالبعرة تدل علي البعير والأثر يدل علي المسير . وذكرنا أيضا بان ذلكم الكائن وتلكم النواة لاتفرق بين عربي ولا أعجمي ولا تفرق بين مسلم ولا مسيحي ولا يهودي أو بوذي ولا نبي يخيفها ولا تقي . فجميع البشر أعداؤها. ونوهنا ايضا بانها لاتزيد في الحجم او الوزن عن جناح البعوضة تتسلل الي داخل الجسد البشري دون شعور ودون ادني انذار ولقد جعل سبحانه لتلك النواة وليا وسيدا وموجها ومرشدا .وقد وهب الله سبحانه وتعالي هذا الكائن أو تلكم النواة خصائص لا تتعارض مع خصائص وطبيعة وتكوين سيدها ومولاها والقيم عليها ولكنها للاسف تتعارض كليا مع تكوين وطبيعة وخصائص البنيان البشري . ولقدجعل سبحانه طاعتها لسيدها طاعة كاملة وعمياء .فهي مجرد أداة يوجهها صاحبها الي من يشاء ومتي شاء . ولنا تفاصيل أكثر في موضوعها : ( الاصل المرضي ) باذن الله .
( الموت ) وما ادراك ما الموت . وما علاقته بالمرض ؟ السيدات والسادة وحتي لا يعتقد البعض اننا خرجنا من الموضوع وانزلقنا الي موضوع آخر فأود ان انوه الي اننا مازلنا نغوص في قلب ماهية المرض. ولكننا فقط نلقي الضوء علي جميع الجزئيات المرتبطة بالموضوع حتي نصل جميعا الي الحقائق الغائبة والي العلوم المفقودة . ومحاولين الوصول جميعا الي الصواب المطلق دون خطأ او اسفاف . فالموت ايها السادة لاي كائن كان يعني: خروج الروح من الجسد كائنا ما كان . وطبعا نحن متفقون ! أليس كذلك ؟ وبما ان الحي القيوم يقول : (وجعلنا لكل شيء سببا ) فانه لابد لخروج الروح التي هي اهم اعمدة قوام الحياة في الجسد لابد لها من سبب واضح وصريح ومقنع وتصريح لها للخروج من الجسد. ألسنا متفقون ؟ و يقولون : تعددت الاسباب والموت واحد . ونحن نقول : اذا تعددت الاسباب فالموت ليس واحدا أبدا. فالموت واحد في حالة واحدة فقط . السيدات والسادة الكرام . نعلم جميعا بان الموت كان من نصيبنا أولا قبل أن توهب لنا الحياة فجميعنا كنا ذات يوم أمواتا ليس لنا أي وجود . وعندما اكرمنا الله سبحانه وتعالي ووهب لنا روحا خالدة من عنده وبالتالي الحياة . وتم انفصالنا عن الموت وخروجنا من دائرته والافلات من قبضته فان الموت الذي كان يكتنفنا ويحتضننا لم يدعنا وشأننا ولم يتخلي عنا أو يتركنا الي حال سبيلنا بل اتبعنا وركض خلفنا وراقب خطواتنا والتصق بنا منتظرا الفرصة السانحة والسبب المناسب للانقضاض علينا وارجاعنا لاحضانه كما كنا أمواتا . ولكن : ما الذي يمنع الموت من الانقضاض علينا في اي لحظة والقضاء علينا ؟ وما الذي يجعله يتكلف مشقة هذا الانتظار وعناء هذا التدبير ؟ فالذي يمنعه ايها السادة الكرام هو هذا القانون ( وجعلنا لكل شيء سببا ) فكما وضع الله سبحانه وتعالي ( سببا ) لخلق الانسان ووضع (أسبابا) في الارض لتعينه علي الحياة فلابد ان يكون هناك (سبب) أيضا لانهاء تلك الحياة . فالموت يظل مراقبا لنا ايها السادة متتبعا لخطواتنا حتي تسنح له الفرصة ويأتيه ( السبب ) الذي يمكنه من الانقضاض علينا ويمكنه من رقابنا وينتزع الروح من اجسادنا ونعود الي كنفه والي دائرته وتحت رعايته ووصايته كما سابقا كنا . ولكن : ماهي هذه الاسباب التي تمكنه من ذلك ؟ والاسباب التي تمكنه من ذلك ايها السادة الكرام هما سببان فقط ولا ثالث لهما . السبب الاول أيها السادة هو هذا القانون : ( انك ميت وانهم ميتون ) وهو النهاية الطبيعية لجميع المخلوقات عندما ينقضي أجلها وتنتهي ساعات حياتها أولا فينقض الموت عندئذ علي الانسان شريطة أن تكون البنية الجسدية بكامل صلاحياتها وبكامل اعضاؤها وخلاياها ودون المساس باركان سلامة أعضاؤها لاي سبب مما يجبر الروح اجبارا علي الخروج مرغمة منها وهذا هو القانون العام الحاكم علي قانون الحياة ( الموت ) وليس ( القتل ) ( اينما تكونوا يدركم الموت ) فهذا هو مسمي ومعني ومفهوم كلمة الموت الطبيعي والذي يقصده القرآن الكريم . والذي تخرج فيه الروح من الجسد لانقضاء الاجل وانتهاء فترة اقامتها الطبيعية في الجسد وهي طائعة مختارة . وليست علي ذلك مجبرة ورغم أنفها ومقهورة .
( القتــل ) وما ادراك ما القتل . وما علاقته بالمرض ؟ بسم الله الرحمن الرحيم. ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله ) أي أنه هدم البنية الجسدية لاخيه ونقض أساس سلامتها أولا ونقضها نقضا لا تستطيع معه الروح ان تبقي او تظل بعده في الجسد وبالتالي خرجت الروح .وهذا هو مفهوم ( القتل )
وعندما نأتي ايها السادة الكرام الي السبب الثاني من أسباب انقضاض الموت وتسلطه علي الرقاب لاخراج عمادها في الحياة وهي الروح : فهوهدم مقومات البنية الجسدية ونقض اركان سلامتها وانهاء صلاحيتها أولا بحيث تصبح الروح غير قادرة علي البقاء في جسد مهلهل ويصبح الجسد غير قادر أيضا علي الاحتفاظ بالروح وبالتالي الحياة. فيفترقان . ويذهب . كل منهما الي مصدرة وموطنه الاصلي قبل ان يلتقيان باذن ربهما فهي تتخذ طريقها الي ربها وجسده ينزلق الي التراب ليطويه النسيان ويحتضنه الموت كما كان .وهذا السبب ايها السادة له وجهان أساسيان ولا ثالث لهما .وهما : الوجه الاول : هوهدم البنية الجسدية وزعزعت اركان الحياة فيها ونقض سلامتها بواسطة عامل : من داخل الجسد نفسه ومن أعماقه. والوجه الثاني: يكون بهدم البنية الجسدية وزعزعت اركان سلامتها ونقض اركان الحياة فيها بواسطة عامل : من خارج الجسد. الوجه الاول : للقتل . وهو هدم البنية الجسدية من الداخل وزعزعت اركان سلامتها من أعماق الجسد أولا ولا يكون ذلك الا بواسطة المرض .والمرض لايكون الا بوجود النواة وأدواتها التي هي المسبب الرئيسي في خلقه وتكوينه وولادته ونشأته وتربيته في الجسد البشري .فعندما يبدأ المرض نشاطه داخل الجسد عدة سنوات فانه يعمل يوما بعد يوم علي تثبيت أقدامه وترسيخ مخالبه في الخلايا وبالبطيء يهدم بنيانه ويهدم من الداخل اركانه الي ان يصبح الجسد خاو الوفاض وقد خربت اعضاؤه واساسياته فعندذ ينقض الموت علي الانسان ليسترد أمانته طالما ان الجسد قد اصبح غير أهل لها ولم يستطيع الانسان المحافظة علي سلامة جسده من اجلها واكراما لها .فاذا ما ترك الانسان نفسه وجسده لعبة يلهوا بها المرض فهذا يعني ان هذا الانسان لا يعنيه جسده ولا تعنيه روحه ولاتعنيه الحياة فستقول الروح عندئذ لنفسها هي الاخري : من تركك فاتركيه ومن لم يعنيك فلا تعنيه .وتتركك وتذهب لملاقاة ربها .مش كدا ولا اييييه ؟ والمريض ايها السادة الكرام ومنذ النشأة وحتي الآن ولا أعلم الي متي سيظل مظلوم مظلوم مظلوم فهو يقول : ماذا أفعل ! لقد ذهبت الي الطبيب وليس طبيبا واحدا بل ذهبت الي عدة أطباء والبعض منهم يحدوه الامل في السفر الي خارج بلادنا العربية الي بلاد العلم والتقنيات المتقدمة آملا في الشفاء ويا حسرتاه عندما يعود كما ذهب . فمعلومات المريض معدومة لايعلم شيئا عن سبب المرض ولا يعلم شيئا عن المرض ولا يعلم شيئا عن العلاج فماذا سيفعل ؟ فيضطر مرغما ومجبرا علي أن يسلم امره الي ولي أمره طبيا وعلاجيا متوسما فيه الخلاص مما هو فيه من معاناة وهو لا يعلم أنه قد أسلم نفسه الي من هو أجهل منه بالسبب وبالمرض وبالعلاج . فلابد اذن من أن يقتله المرض . نفهم من ذلك بان المرض هو : العامل الرئيسي في الهدم والتشوية لخلايا وأعضاء الجسد ونقض اساسيات البناء الجسدي للانسان من داخل الجسد أولا والذي يجعل الجسد البشري في وضع لا يؤهله لبقاء الروح فيه. وينزع من الجسد شرط الصلاحية العضوية الجسدية والذي تفرضه وتطلبه اقامة الروح الدائمة في الجسد . أليس ذلك بقتل صريح للبشر؟ حتي لو كان بطيئا في خطاه كفلسفة المرض ؟ المزيد من الموضوع في : القانون الحديث المفقود في الطب . http://madany.moontada.net
مع شكري وتقديري.
| |
|