أثبت باحثون أميركيون تسبب ضرب الكرة المتكرر بالرأس في أضرار مهمة في بنية الدماغ وفي الذاكرة، مشددين على ضرورة تثقيف اللاعبين بتعريفهم أعراض إصابات الرأس.
يذكر أن أكثر الإصابات تحدث أثناء التمرين، لأن معدل ضرب الكرة بالرأس أثناءه يكون تقريبا ضعف عدد المرات أثناء المباريات.
وقام الباحثون في كلية الطب في جامعة "البرت اينشتاين" بفحص دماغ 37 لاعب كرة قدم شاب لمعرفة تأثير الرض المتكرر على الرأس الناجم عن ضرب الكرة بالرأس، ولاحظوا وجود تغيرات
في بنية دماغ هؤلاء مشابهة للتغيرات الحاصلة بسبب رضوض الرأس الناجمة عن أسباب أخرى. كما بينت النتائج التي نُشرت على موقع الجامعة الرسمي أن لاعبي كرة القدم يعانون من ضعف ذاكرة.
وأضافت الدراسة أن حوالي خُمس أذيات الرأس الرضية عند الأطفال والمراهقين تحدث نتيجة للرياضة والنشاطات الترفيهية.
يُذكر أن لرضوض الرأس عدة درجات حسب خطورتها، ويعتبر ارتجاج الدماغ أبسط الإصابات ويحدث بسبب صدمة أو ضربة على الرأس أو تحركه بشكل سريع، ويتجلى بفقدان الوعي لعدة دقائق
كما قد يحدث دون فقدان ولكن مع شعور بدوار وميل للنوم وفقدان ذاكرة واضطراب رؤية. ويمكن لهذه الإصابات البسيطة المتكررة أن تؤدي لأذية الدماغ على المدى الطويل.
أما النزف فوق الجافية حيث يتموضع الدم بين الجمجمة والسحايا، فيعد من الإصابات الخطيرة والمهددة للحياة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بشكل سريع. وتحدث هذه الإصابة عند الذكور أكثر
من الإناث، وتتجلى بصداع شديد ودوار وإعياء وتوسع بحدقة إحدى العينين مع ضعف في أحد الأطراف.
وتؤكد الدراسات على ضرورة تثقيف اللاعبين على التعرف على أعراض إصابات الرأس الرضية، وذلك لعلاجها بأسرع وقت. إلا أن معظم اللاعبين وطلاب الجامعة الذين يمارسون الرياضة لا يعرفون
أعراض رضوض الرأس، حسب ما كشف عنه المسح الذي أجري في جامعة "جيل" الأميركية.
ويعد ركوب الدراجات العادية أكثر أنواع الرياضة تسبباً بأذية الرأس. كما يعتبر ارتداء القبعة الواقية
أو بدلة حماية الرأس أكثر الوسائل فعالية لحماية الدماغ. ويجب ارتداؤها عند لعب البيسبول وركوب
الدراجات العادية والنارية وممارسة كرة القدم الأميركية والهوكي وركوب الخيل والتزلج على الجليد والمصارعة.