حارس السراب
عضو مميز
عدد المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 14/05/2013 الموقع : www.egaswak.com
| موضوع: افتراضي هل سيجد الناس لك معروفاً ؟ الجزء الثاني السبت 08 يونيو 2013, 8:59 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم نكمل الجزء الثانى من هل سيجد الناس لك معروفا إن منع الآخرين من الإنتفاع بما تقدر عليه وتستطيعه ولا تحتاج إليه له عاقبة وخيمة فإلى جانب سخط الناس وبغضهم فإن الله سبحانه يجازي العباد على أفعالهم جزاءاً وفاقاً عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ) فذكر منهم (ورجل منع فضل ماء فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك) (البخاري /2369) ... إن سيد القوم خادمهم هكذا قالت العرب قديماً ولذلك لما سأل أعرابياً أناساً من أهل البصرة : من سيد القوم في بلدكم ؟ فقالوا الحسن أي البصري ..فقال بم سادهم ؟ قالو ا..احتاج الناس إلى علمه فنفعهم واستغنى هو عن دنياهم ... والله تعالى يقول تعالى ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)(الرعد: من الآية17) و عن أبى ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) (رواه مسلم)
إن لبذل المعروف وتقديم النفع ثمرات في الدنيا والآخرة تعود على من يقوم بهذا الخلق وعلى المجتمع من حوله فمن ذلك :- صرف البلاء وسوء القضاء في الدنيا والآخرة فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) [ابن ماجه ح2417] ... ولما عرض جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: (( زملوني زملوني )) فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: (كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب) .[البخاري ح4، مسلم ح160] ... وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)) [رواه الطبراني في معجمه الكبير ح8014، وقال الهيثمي: إسناده حسن 3/115]. ومن ذلك دخول الجنة وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول(إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف)) [رواه الطبراني في الكبير ح8015]. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)) [مسلم ح1914] ومن ذلك مغفرة الذنوب والنجاة من عذاب وأهوال الآخرة فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر)) [ مسلم/2244] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخذه، فشكر الله له فغفر له)) [البخاري/ 2471] .. إن بذل المعروف وتقديم النفع عبادة أحاطها النبي صلى الله عليه وسلم بآداب تضبطها وتحافظ عليها، وأولها أن يعي المسلمون أن بذل المعروف معاملة مع الله، لا توزن بالقلة والكثرة، بل تحمد عند الله على كل حال، فقليلها عنده كثير، وهين العمل عند الرب الكريم كبير «فاتقوا النار ولو بشق تمرة» [البخاري ح 1417، و مسلم ح 1016]. يقول جابر بن سليم الهُجيميّ: أتيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه، إنّا قوم من أهل البادية، فعلّمنا شيئًا ينفعنا اللّه تبارك وتعالى به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرنّ من المعروف شيئًا؛ ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلّم أخاك ووجهك إليه منبسط» [أحمد ح 20110.].. وبمثل هذا التعليم لأهل البادية علم صلى الله عليه وسلم أهل الحضر، فقال: «يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة» [ومسلم ح 1030]. إن باب المعروف كبير وواسع وأعماله لا تكاد تحصر وطرقه كثيرة جداً .. فالكلمة الطيبة معروف وتقديم النفع معروف والنصيحة معروف وتطييب الخاطر وإدخال السرور معروف وتقديم المصلحة العامة على الخاصة معروف وكف الأذى ومساعدة الآخرين والعفو والتسامح ولين الجانب معروف والتبسم وبشاشة النفس تجاه الآخرين معروف وقضاء الحاجة وسداد الدين وإطعام الطعام معروف ... فلنحرص على بذل المعروف وتقديم النفع فأبواب الخير في هذا الجانب كثيرة والموفق من وفقه الله إلى كل خير وكم ستجني هذه الأمة ويجني الفرد والمجتمع من هذا الخلق وكم من قضايا ومشاكل تعصف بالناس عصفاً سيجد الناس لها حلاً وكم ستقوى الروابط والأواصر بين أفراد المجتمع وينتشر الحب والتراحم وتطيب نفوسهم وتسعد أيامهم وكم من حقوق سترد لأصحابها وكم من مظلوم ستظهر براءته ويُزال الظلم عنه وكم من ضعيف سيجد القوة في هذا المعروف عدلاً ورحمة .. فهل سيجد الناس لك معروفاً تجد حلاوته وبره وثمرته عند الله ويكون له اثر إيجابي في إدخال السرور والسعادة على من حولك ... فكن إذاً صاحب معروف قبل الرحيل . | |
|
المشتاقة للجنة
المشرف العام
عدد المساهمات : 474 تاريخ التسجيل : 26/10/2011 العمر : 34
| |