أ.د. جابر بن سالم القحطاني
نبات الأستراجالس نبات معمر لا يزيد ارتفاعه على 50 سم له أسواق شعراء
وأوراق مركبة تحوي كل ورقة ما بين 12-18 زوجاً من الوريقات. يحمل أزهاراً
صغيرة صفراء. جذره سميك يشبه في شكله الجزر له جلد سميك ليفي والجزء
الداخلي للجذر أصفر اللون. والجزء المستعمل من النبات هو الجذور. يعرف
الاستراجالس بعدة أسماء مثل هوانج كي والقائد الأصفر وبيقة اللبن. أما
علمياً فيعرف باسم Astragalus membranaceus من الفصيلة القرنية
Leguminosae.
الموطن الأصلي للنبات :
الموطن الأصلي منغوليا
وشمالي الصين وشرقيها . تجنى جذور النبات بعد بلوغها 4 سنوات في فصل
الخريف. ونبات الاستراجالس غير معروف في الغرب رغم أنه يعتبر إحدى أكثر
الأعشاب المقوية شهرة في الصين.
المحتويات الكيميائية للجذور :
تحتوي الجذور على اسباراجين وكالسيوسين وفورمونونيتين واستراجلوكوزيدات وكوماتاكينين وستيرولات.
الاستعمالات :
يطلق
الصينيون على الأستراجالس هوانج كي والتي تعني " مقوي كي " وكلمة كي Chi
بالصينية تعني قوة الحياة ، والخصوبة ، ومقاومة المرض وقوة الاحتمال
والقدرة على التعامل مع الضغوط العصبية والنفسية. لقد تم تسجيل أول استعمال
طبي للاستراجالس في الصين منذ 2000 عام مضت ويعتقد الممارسون المعاصرون
للطب الصيني أن العشب يقوي كل أجهزة الجسم وهو فعال بشكل خاص في علاج
الأمراض وخاصة تلك التي تسبب الإجهاد. كما يعتبرونه مماثلاً للجنسنج
ويصفونه لمرضى السكر وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وهو مقو مدفئ مناسب
للصغار خاصة وللأشخاص النشيطين جسدياً إذ يزيد قدرتهم على التحمل ويحسن
مقاومتهم للبرد وهو من أهم مقويات الدم.
إن أول دراسة غربية عن
الأستراجالس كانت في عام 1983م في جامعة تكساس بمركز د. أندرسون للسرطان في
هيوستن جرب العشب في 19 مريضاً بالسرطان كانوا يعالجون بالعقاقير
الكيميائية المثبطة للمناعة حيث جرب هذا العشب على ضعف المناعة وأعطى نتائج
مذهلة في رفع المناعة واستعادة عمل المناعة السوي عند مرضى السرطان وتوصي
الأدلة السريرية أن مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو
الاشعاعي يتعافون بسرعة أكبر ويعيشون مدة أطول إذا أعطوا الاستراجالس في
الوقت نفسه . منذ ذلك الحين أظهرت الدراسات أن تناول الاستراجالس سواء عن
طريق الحقن أو عن طريق الفم حسن كثيراً في قياسات الوظائف المناعية
المختلفة. ففي إحدى الدراسات أصبحت الخلايا الليمفية T الخاصة بمهاجمة
العدوى أكثر شراسة بصورة ملحوظة بعد العلاج بالاستراجالس . وفي دراسة صينية
تم إعطاء 10 أشخاص مصابين بعدوى فيروسية بالقلب مع ضعف بالجهاز المناعي 8
جم من مستخلص الاستراجالس عن طريق الحقن فتحسن الجهاز المناعي للمرضى بصورة
ملحوظة.
بعد الدراسات السريرية التي تمت على جذور نبات
الاستراجالس في الولايات المتحدة الأمريكية أدخل العقار في دستور الدواء
الأمريكي العشبي American Herbal Pharmacopoeia وعمل ملخص خاص بالدراسات
الدقيقة على هذا النبات حيث يعتبر من أقوى النبات للجهاز المناعي.
عملت
دراسات على تلف الكبد في الصين حيث عرضوا العلماء الصينيون الفئران إلى
عقار Stilbenemide والذي يعد علاجاً كيميائياً للسرطان ويسبب تلف الكبد
كغرض جانبي للفيران فوجدوا أن الفئران التي أعطيت العقار المذكور فقط أصيبت
بتلف كبدي شديد، بينما الفئران التي تناولت خلاصة الاستراجالس عن طريق
الفم مع العقار المذكور لم تصب على الاطلاق بتلف كبدي . تقول دراسات صينية
أخرى أن الاستراجالس أثبت نجاحاً في حركة الحيوانات المنوية، وتخفيض الضغط
ويحسن وظائف القلب ويحفز الجهاز المناعي في المرضى المصابين بفيروس نقص
المناعة الذي يسببه الأيدز . يقول العلماء رغم أن الاستراجالس موسع للأوعية
( يشجع الدم على التدفق نحو السطح إلا أنه يستخدم للتعرق المفرط بما في
ذلك التعرق الليلي. كما أنه مفيد في تفريج احتباس السوائل وخفض العطش ويشجع
الجهاز على العمل بشكل سوي. إن الاستراجالس ليس عشبة للمرض الحاد، ومع ذلك
فهو دواء مفيد جداً للعدوى الفيروسية مثل الزكام. كما وجد أن الاستراجالس
يعالج الحالات الهابطة وبخاصة الرحم، كما أنه مفيد لنزيف الرحم وغالباً ما
يمزج مع حشيشة الملاك الصينية Angelica sinensis كمقوي للدم ولعلاج فقر
الدم.
المستحضرات الموجودة من جذور الاستراجالس هي المسحوق والذي
يؤخذ بقدر ما بين 9-30 جرام في اليوم الواحد، كما يوجد كبسولات عيار 200
مجم و 250 مجم و 400 مجم ، 470 مجم و 500 مجم ، 250 مجم. كما يوجد على هيئة
مادة سائلة ( شراب ) وكذلك Tec bags تؤخذ الكبسولات بمعدل كبسولتين ثلاث
مرات في اليوم، أما الخلاصة السائلة فتؤخذ بجرعة ما بين 4-12 ملم في اليوم.
طريقة استخدام الجذور هو أخذ ملئ ملعقة صغيرة من مجروش الجذور وإضافتها
إلى ملئ كوب ماء وتركها تنقع لمدة ساعة ثم يصفى ويشرب بمعدل 3 مرات يومياً.
عامل الأمان :
يعتبر
جذور الاستراجالس آمنة بشكل عام عند استخدامه كما يوصى به ولكن إذا زادت
الجرعات عن الحد الأقصى فقد وجد اختبار معملي أن مغلي جذور الاستراجالس
القوي جداً أحدث طفرة في الجينات، إشارة إلى أن العشب قد يكون مسبباً
للسرطان. ينصح العلماء الصينيون التقليديون باستخدام العشب لبضعة أصابيع
(
فقط أثناء المرض وليس بصورة مستمرة أو روتينية. كما نصح الممارسون
الصينيون بعدم تناول العشب أثناء العدوى الحادة بل بدلاً من ذلك نصحوا
بحفظها لتقوية الجسد بعد بداية الالتئام.
في الصين، يتم تقشير
الجذور وتجفيفها بعد أن يغمروها في العسل أحياناً ثم يتم قطعها في شرائح
طويلة. تبيع المتاجر الصينية الجذور على شكل شرائح ، وفي الولايات المتحدة
فيتم سحق الجذور وبيعه في كبسولات أو مسحوق يباع بأوزان مختلفة حسب طلب
المشتري.