لا ينبغي لعاقل أن يعرف بعادة فيدهى منها مثل أن يصعب عليه أمر فيقصد به ويؤذى ، أو يعرف أنه يحب أمرا فيؤاخذ به وحكي أن رجلا كان معروفا بأخذ الفأل فاشترك جماعة على حيلة يأخذون بها مالا فقصده واحد منهم على دفعه بضاعة أو قرضا وجلس الشركاء في الحيلة على بعد فنادى أحدهم صاحبه استخر الله فهذه جهة مباركة وقال الآخر نعم [ ص: 584 ] ما هو إلا صواب فلما سمع ذلك قويت عزيمته على دفعه وكان آخر يأكل ما يجده من الفتات ، فجعل له في فتاته سم فأكله فمات ، فاحذر من اغتفالالأعداء .