انور صالح ابو البصل
الادارة العليا
عدد المساهمات : 7858 تاريخ التسجيل : 26/10/2011 الموقع : https://anwarbasal.yoo7.com العمل/الترفيه : ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
| موضوع: كل نفس ذائقة الموت الثلاثاء 04 يونيو 2013, 8:24 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الموت باب وكل الناس داخلة يقول الله تبارك وتعالى فى محكم التنزيل بعد ان اعوذ با الله من الشيطان الرجيم (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ) وقال سبحانة وتعالى (قل ان الموت الذى تفرون منة فانة ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)) ( وجائت سكرة الموت با الحق ذلك ما كنت منة تحيد) 0000وقال سبحانة (كلا اذا بلغت التراقى وقيل من راق وظن انة الفراق والتفت الساق با الساق الى ربك يوم أذن المساق) وايات كثير انزلت من عند الله الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وايات كثيرة فى كتاب الله تتحدث عن هذ المصير المحتوم لكل خلق الله فقد اقر سبحانة على كل خلقة با الموت ولا يبقى الا الله تبارك وتعالى اذ يقول سبحانة وتعالى (كل من عليها فان ويبقى وجة ربك ذو الجلال والاكرام ) وقال رسول الله صلى الله علية وسلم (عش فى الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل )وجاء جبريل يوم ليقول لرسول الله علية الصلاة والسلام ( يامحمد عش ما شئت فانك ميت واحبب من شئت فانك مفارق واعمل ما شئت فانك مجزى به واعلم ان شرف المسلم فى قيام الليل وعزه فى استغنائه عن الناس ) وقال صلى الله عليه وسلم ( يا ابا ذر جدد السفينة فان البحر عميق واكثر الزاد فان السفر طويل واخلص العمل فان الناقدبصير ) وقالو :- من كان الموت طالبه والقبر بيته والتراب فراشه والدود انيسه فكيف يهنأ بالحياة )وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى نزعات الموت الى جواره ركوة وفيها ماء بارد ياخد منه ويمسح بجبينه ويقول (والله ان للموت لسكرات) وقالت فاطمةللصحابة وهم يدفنون رسول الله فى حجرته فقالت يا بلال كيف طوعت لكم انفسكم ان تهيلو التراب على رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال بلال والله يا ريحانة رسول الله لو استطعنا ان نصعد به الى السماء السابعة لفعلنا ولكن هو الذى علمنا قول الحق (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى وقال قائل : تزود من التقوى فانك لاتدرى ان جنى الليل هل تعيش الى الفجر فكم من سليم مات بغير علة وكم من عليل عاش حينا من الدهر وكم من فتى امسى واصبح لاهيا وقد نسجت اكفانه وهو لايدرى وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد دخلت اجسادهم ظلمة القبر وكم من عروس زينوها لزوجها وقد قبضت ارواحهم ليلة القدر اذا حام القدر وجاء الاجل وانتهى العمر وجاء ملك الموت ليقبض روح العبد فان كان عبدا طاهر طيبا مطيعا ناداه ملك الموت قائلا (ابشر يا ولى الله بروح وريحان ورب راض غير غضبان فترى المسكين بين اهله فى غمرات الموت وقد شخصت عيناه وبردت قدماه وعرق منه الجبين وضعف منه الجنان وارتخت اليدان وبدأ ملك الموت ينزعها من كل عرق وخلية من خلايا هذا الجسد فأما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ثم اذا خرجت تلك الروح حامت فوق بيتها وصرخت ونادت على اهلها (يا اهلنا يا احبابنا يا من سكنتم ديارنا واخذتم اموالنا لا تغرنكم الدنيا كما غرتنا ولا تلعبن بكم كما لعبت بنا هذه اموالنا قد جمعناها لكم من حلال وحرام وتركناها فلكم المال وعلينا الحساب ثم اذا وضع المغتسل وجرد من ملابسه ناداه منادى وقال :اين سمعك ما اصمك اين صوتك الشجى ما اخرسك اين ريحك الطيب ما غيرك ثم اذا حمل على اعناق الرجال وخرج من بيته للمرة الاخيرة خروج بلا عودة ان كان من الصالحين صرخ صرخة لا يسمعها الانس ولا الجان فقال قدمونى قدمونى وان كان من الضالين المجرمين صرخ صرخة لو سمعها النس والجان لسعقوا فقال يا ويلها اين تذهبون بها ثم اذا انزل الى قبره واغلقت عليه ابواب القبر واهيل عليه التراب وفارق الاهل والاحباب ناداه قبره ان كان صالحا اهلا ومرحبا بمن كان احب الناس وهو يمشى على ظهرى واليوم وقد فوضت بة فسيرى حسن صنيعى فيتسع قبره حتى يكون على مد البصر وان كان من اصحاب الجحيم تضايق عليه قبره حتى تختلف اضلعه وانا كان صالحا اوجد له الله مخلوقا على اجمل صورة فى قبره فقال له الميت من انت فوجهك الوجه الذى يبشر بالخير قال له انا عملك الصالح ثم تفتح له طاقة فى قبره فيرى موقعه من الجنة فيصرخ ويقول ربى اقم الساعه ربى اقم الساعه وان كان غير صالحا تفتح له طاقة فى قبره فيرى موقعه من النار يرى النار وهى تكاد تحطم بعضها بعضا فيصرخ ويقول ربى لا تقم الساعه ربى لا تقم الساعه ثم اذا جنى عليه الليل وكانت اول ليلة فى قبره وقد قالو لو ان الانسان عاش الف من السنين تذوق بها كل متع الحياة كل ذالك لا يساوى مبيته اول ليلة فى قبره فاذا كانت هذه الليلة ناداه ربى العالمين وقال يا عبدى لقد ذهبو وتركوك وبالتراب وضعوك ولو جلسو عند ما نفعوك واليوم ليس لك الا انا وانا الحى الذى لايموت ) وقال عليه
للموت في مخيلتنا وواقعنا وثقافتنا الشعبية وجه قبيح. فهو فراق للأحبة، وفيه فناء للجسد بتغيبيه في التراب، وفيه انقطاع للعمل وطي لصفحات الحياة. ولذلك يصحب الموت حزن ويرافقه أسى، ويكون من بعده حداد، وتقام أيام عزاء يخفف الحزن فيها إقبال الناس بالزيارة والدعاء للميت. إن الموت يرتبط لدى كثير من الناس بظاهر ما يحدث لجسد الإنسان وغياب ما وراء ذلك. ذلك أن المشاهد المحسوس المقطوع به هو أن الإنسان الذي مات يتغير؛ فالجسم يفقد الحياة والحركة والتفاعل والقدرة،كل ذلك يزول ويسلب منه ويتحول إلى جثمان، أي إلى جسد هامد يجثم مكانه ولا يتحرك بنفسه، ثم ما يتبع جثوم الجسد من مسارعة إلى دفنه في القبر، وما يرتبط به الدفن من تحلل الجسد وتلاشيه. فهل هذا هو الموت؟ هل الموت تلاش وفناء وانتهاء لمن كان ملء السمع والبصر والقلب؟ كثيرا ما يتوقف العقل البشري عند هذا المشهد ولا يتابع ما وراءه، إما عجزا عن الإدراك أو تقصيرا في استحضار المشهد الخفي الذي جاءتنا عنه نصوص صحيحة في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تجعلنا نرى ما لا تراه العين من حقيقة الموت، وما يكون مع الميت بعد انفصال الروح عن الجسد وانطلاقها إلى أفق لا ندركه بأعيننا ولا نسمع ما يجري فيه بآذاننا. القرآن الكريم لم يتركنا لخيالنا ولا لثقافتنا الشعبية.. القرآن الكريم رسم لنا خط الوجود منذ بداية الخلق إلى أن يدخل أهل الجنةِ الجنةَ وأهل النارِ النارَ، مما يقدم نظرة شاملة لا ظلمة فيها، بل هي واضحة لا عوج فيها ولا ضباب ولا جدران ولا منعطفات. ولذلك حين ننظر إلى الموت بنور القرآن الكريم وفي نور الهدي النبوي، نجده مرحلة ضمن مراحل ممتدة في رحلة الخلود. فلئن تخلى الإنسان عن جسده فإن روحه باقية، لأن الروح تولد عند الموت ولادة جديدة. فكما خرج الإنسان من رحم أمه من قبل، يخرج من رحم الدنيا، ويتخلى عن مشيمتها إلى كون أرحب. ولابد أن نستحضر عند الموت مشهدين متلازمين: مشهد الجسد الذي خلق من التراب وإلى التراب يعود: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾(طه:55)، ومشهد الروح التي تحررت من الجسد وانطلقت إلى البرزخ ولم تخرج من عالم وجود إلى عالم فناء. لقد حدثنا القرآن الكريم عن أحوال الموتى، فالمؤمنون تتلقاهم الملائكة في أحسن حال: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(النحل:32). وحدثنا القرآن الكريم عن الشهداء وبيّن أنهم أحياء عند ربهم يرزقون وأنهم فرحون بما نالوه من المنـزلة والأجر، قال الله تعالى مبيّنا ذلك: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾(آل عمران:169-170). وبيّن الرسول عليه وآله الصلاة والسلام، أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، تأكل من ثمار الجنة وتشرب من أنهارها وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، وأرواح المؤمنين من غير الشهداء طيور خضر تأكل من ثمرات الجنة وتشرب من أنهارها، فليس الموت فناء. وأستذكر هنا كلمة رائعة قالها أبو حازم الأعرج، التابعي الجليل لسليمان بن عبد الملك حين سأله: ما لنا نكره الموت ونحب الحياة؟ فقال: لأنكم عمّرتم دنياكم وخربتم آخرتكم، فأنتم تكرهون الانتقال من العمران إلى الخراب. وسأله سليمان: كيف القدوم على الله؟ فأجاب أبو حازم: أما المؤمن كاالغائب يرجع إلى أهله، وأما الكافر أو الفاسق فكاالعبد الآبق يرجع إلى سيده. ونستذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الدنيا: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" (رواه مسلم). فالمؤمن حين يخرج منها، حاله حال من يخرج من السجن، فهل يكون السجين حزيناً لفراق سجنه؟ ورحم الله بديع الزمان سعيد النورسي الذي ضرب لنا مثلاً للموت في "الكلمات"، مستمدا من بيئة الريف والمدينة بقوله: "هب أنه في هذه القرية (بارلا) رجلان اثنان، أحدهما قد رحل تسعة وتسعون بالمائة من أحبته إلى إسطنبول وهم يعيشون هناك عيشة طيبة جميلة، ولم يبق منهم هنا سوى شخص واحد فقط وهو أيضاً في طريقه إلى الالتحاق بهم. لذا فإن هذا الرجل مشتاق إلى إسطنبول أشد الاشتياق، بل يفكر بها ويرغب في أن يلتقي الأحباب دائماً. فلو قيل له في أي وقت من الأوقات "هيا اذهب إلى هناك" فإنه سيذهب فرحاً باسماً.. أما الرجل الثاني فقد رحل من احبته تسعة وتسعون بالمائة، ويظن أن بعضهم فني، ومنهم مَن انزوى في أماكن لا ترى. فهلكوا وتفرقوا حسب ظنه. فهذا الرجل المسكين ذو داء عضال يبحث عن أنيس وعن سلوان حتى عند سائح واحد، بدلاً من أولئك جميعاً، ويريد أن يغطي به على ألم الفراق الشديد". وقال رحمه الله في "اللمعات" مبيّنا ما وصل إليه من موقف من الموت بعد التفكر والتدبر في نور القرآن: "فنظرت أول ما نظرت إلى ذلك الوجه الذي يُرعب الجميع ويُتوهم أنه مخيف جداً وهو وجه "الموت"، فوجدت بنور القرآن الكريم أن الوجه الحقيقي للموت بالنسبة للمؤمن صبوح منور، على الرغم من أن حجابه مظلم والستر الذي يخفيه يكتنفه السواد القبيح المرعب. وقد أثبتنا وأوضحنا هذه الحقيقة بصورة قاطعة في كثير من الرسائل، وبخاصة في "الكلمة الثامنة" و"المكتوب العشرين" من أن الموت ليس إعداماً نهائياً، ولا هو فراقاً أبدياً، وإنما مقدمة وتمهيد للحياة الأبدية وبداية لها. وهو إنهاء لأعباء مهمة الحياة ووظائفها ورخصة منها وراحة وإعفاء، وهو تبديل مكان بمكان، وهو وصال ولقاء مع قافلة الأحباب الذين ارتحلوا إلى عالم البرزخ.. وهكذا، بمثل هذه الحقائق شاهدت وجه الموت المليح الصبوح. فلا غرو لم أنظر إليه خائفاً وجلاً، وإنما نظرت إليه بشيء من الاشتياق". هكذا ينظر المؤمن إلى الموت، وعلى عكس هذا الحال سيكون من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، ويرى الموت جداراً وسداً لا يعرف ما وراءه. فإنه سيعيش في لوعة وحسرة وحزن لا ينقضي. فشتان بين المؤمن وغير المؤمن في النظرة إلى الموت. ــــــــــــــــــــــ.
| |
|
ملك الحصريات
مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1018 تاريخ التسجيل : 27/02/2013 العمر : 44 الموقع : منتديات ميدو
| موضوع: رد: كل نفس ذائقة الموت الجمعة 07 يونيو 2013, 8:56 pm | |
| شكراااا جزيلا على الموضوع سلمت جودة المواضيع ننتظر كل جديد منك بفاارغ الصبر | |
|