الإخوة الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة علي اشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا وقُرة أعيننا
المصطفي صلي الله عليه وسلم ...
والذي علمّنا كيف نؤمن بالله وكيف نعمل لذلك لتوطيد إيماننا فعلياً وليس بالقول الزائف والذي يعلمه صلي الله عليه وسلم ..
قبل ان يعلمه المؤمنين ...
بأن نكتب في المواضيع الإسلامية ...
مجرد كلام ولا ننفذه
ومجرد مشاركات لا تعنينا في شيء سوي عددها ...
ونصائح ولا نعمل بها ...
ودعاء ولا نعنيه ...
وكأننا نقوله رياء وظهورا ليعلم الجميع إننا مميزين ونشطين ونعرف مانكتب وما نقول وما نحس ...
ومن تذلل وادعا لحب الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
من ناحية ومن ناحية أخري نهرول باحثين عن مايغضبه
وعن ما يجعلنا حقيقتا نخجل أمام أنفسنا ...وأمامه..
وفي كلام يتعدي الشك في آن كاتبه انسان غير مؤمن
بل من يقرأه يقول ما شاء الله علي هذا الكاتب أو هذه الكاتبة
فكلامها يوحي بصدقها وإيمانها وإتباعها لسسن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.....
والذي علمّنا أن الشريعة والدين الإسلامي الحنيف ليس عادات وطقوس جافة تهتم بالعبادات فقط من صلاة وزكاة وحج وصيام
بل لها فسحة فيها الفرح وفيها التهنئة وهي أعيادنا الدينية في عيدي الفطر والاضحي المباركين...
بل تتعداها للسلوك والتعامل ولإصلاح البيئة المحيطة بنا لنجعلها تدور في فلك الإسلام وطبائعه ....
وفي الشريعة وقوانينها ومحفزاتها ...
وفي الفقه في مناهيه ومستحباته وممنوعا ته ومكروها ته ومحرماته ..
وفي التعامل وتثبيت مقولة الدين معاملة ...
والذي علمّنا ان الأدران التي تغلف القلوب هي في واقعها بسيط ويسمي( اللمم ) يكبر وينموا كالزرع الخبيث ....
فلا فائدة فيه وتتمكن في آخر المطاف من تغليف القلب وجعله فاسد لا فائدة فيه ...
عندها ينحرف المسلم من الفطرة النقية الطيبة إلي فطرة نتنة فاسدةفتُفسد من حولها من مزروعات طيبة نافعة ...
والذي علمّنا ان هناك منهج وخطة عمل زرعها في أصحابه فنفذوها وقاموا فيما بعد بالتأكيد علي منهج الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم .....
اللهم صل وسلم وبارك عليه
فأستمر طيبا إلي أن وصل الينا ....
فماذا فعلنا ....إخوتي وأخواتي .....؟
لقد حرفتاه فأصبح فاسداً ....فكثر اللمم والأدران والخطايا ، حتي وصلنا الي مرحلة الاستساغة والقبول بهذه المفاسد ، وكأنها تحصيل حاصل وسبب من أسباب الرقي والتقدم والحضارة ...
فانتشرت فيما بيننا عادات وممارسات ما انزل الله بها من سلطان
عندها يومئذ كيف سنقابل...
الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
ونحن قد حرفنا ما نهانا عنه فعملناه .....
فبأي وجه سنقابله وهو الذي كان حريصاً علي الدعاء لنا ومراقبة أعمالنا كما جاء في الحديث الشريف انه قال:
تعرض عليا أعمالكم يومي الاثنين والخميس فإن وجدت فيها خيراً حمدت الله وإن وجدت فيها غير ذلك استغفرت لكم الله ....
حسبي الله ونعم الوكيل ....
فبأي وجه أيضا نقابله وهو الذي نهانا عن أتباع اليهود والنصاري..فماذا سنقول له ....؟
هل سنقول له ( عادي مش مشكلة ) ...
أم نقول له ( فيها أيه أننا نهني بعضنا في الكريسماس ) ....
أم نقول له نحن متحضرون وهذه من مزايا التحضر ....
أم نقول له ان اليهود والنصاري هم أبناء عمومة ، وبالتالي فما العيب أننا نجاملهم في أعيادهم .....
ام نقول له هكذا تعلمنا طوال أعمارنا بأن التهنئة بأعياد الميلاد لابأس بها ...وأن أخلاق المسلم تحتم عليه مسايرة أبناء عمومته ... ام نقول له وبكل صفاقة ....إن ماقلته لنا وما وصلنا من مخالفة اليهود والنصاري وعدم أتباعهم .....لاينفع اتخاذه مبدي ومنهج في عصرنا هذا وهو كما يقال ( دئة اديمة ) ورجعية وتخلف ....
ام نقول له ونحن نعلم إننا نكذب عليه....لقد احتفلنا ب
( الكريسماس ) ونهنئ.بعضنا به ونحتفل بأعياد الميلاد ...
لأنهم أي اليهود والنصاري
قد رفعوا من شأنك يارسول الله وقاموا بالاحتفال بمولدك كل سنة ولم يشتموك ولم يهينوك...!!!!
ولم يطعنوا في رسالتك التي شقيت وتعبت وتحملت الآلام حتي وصلت الينا ولم يطعنوا حتي في أحب الناس إليك الفاضلة عائشة( رضي الله عنها ) ...!!!!
ولم يطعنوا في اصحابك ...
والاهم من ذلك أنهم لم يطعنوا في القرآن الكريم
ولم يحرفوه ويتخذون هزؤوا ....
ولم يفكروا يوما بأنهم لا يحتفلون بأعيادنا الدينية ويتخذونها كمجاملاتليس لنا ....بل لبعضهم بعض كما نفعل نحن ...
وان الدين معاملة ليست مقتصرة علي المسلمين بينهم وبين بعض بل تعداها إلي اليهود والنصارى فأصبحنا أخوة في الله ولافرق بيننا وبينهم...!!!!
كل هذا عملوه لنا فلازم ولابد وحتما أن نسايرهم ونتعلم منهم كيفية التهنئة والتبركيات والدعوات في أعياد الميلاد ...
ولا نسمح لأحد مهما كان أن يقول لنا مانعمل ومن نعامل ومن نهنيئ ومن نطفي له الشمعات ...
فإن تكلم احد ...
عندنا مانقول له ونسكته ونخرس لسانه ...وهو
مالدليل من الكتاب والسنة علي ماتقول من إن الاحتفال الأعياد الميلادومسايرة أخواننا وأبناء عمومتنا غير شرعي وحرام ...
عندها سيسكت وننتصر نحن ...فلا تخاف علينا نحن لها ...
فلا تلومنا عن ذلك .يارسول الله .....
ودعنا نفرح ونسري علي أنفسنا قليلا من مشاق المشاكل والتعب الذي أصابنا والذي جعلنا بعيدين عن دينك الذي تعبت من اجله ...
ودعنا يارسول الله نجامل بعض وننافق بعض ...
نعم ننافق بعض علي حساب وصاياك ...
وعلي حساب نصائحك ...
وعلي حساب منهجك...
وفي الاخير علي حساب غفران ذنوبنا ...
فليس المهم أن تكثر ....
المهم أننا نافقنا بعضنا وسايرنا بعضنا وفرحنا بأعياد ميلاد بعضناوبالكريسماس ...
المهم عملنا ( اللي نفسنا فيه ) ....
واخيرا انستطيع ان نقول له لم أننا لم نسمع بما قال الله وما قلته انتمن ان الاحتفال بأعياد الميلاد هي صفة تجعل فاعلها متشبها بالنصاري ....!!!!
بألتأكيد اخوتي الكرام لم يعرفوا هؤلاء الاتي : قال تعالي
{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} الجاثية 18
والحديث الشريف الذي روي عن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم والذي ويبين ان الاعياد التي جعلها الله لنا امة الاسلام هي عيدان فقط
فقد ورد عنه وهو ينصح الانصار عن الاحتفال بعيدهم في ايام الجاهلية فقال:
إن الله قد ابدلكما خيراً منها ، يومي الاضحي وعيد الفطر ...رواه ابو داود والنسائي ......
وهي ادلة تبين عدم التشبه بالكفار من اليهود والنصاري
فأصبحنا اخوتي الكرام نلقي لليهود والنصاري بالمودة وهذه الكلمة تحوي علي كل انواع المودة فمنها الرحمة ومنها التعامل الحسن ومنها ايضا مشاركتهم افراحهم واتراحهم .
.فقال تعالي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ} الممتحنة1
وقال تعالي ايضا :
{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون } الجاثية 18
نحن للاسف الشديد اننا استسغنا اتباع اهوائهم بحجج العلمانية والتطور وتطبيق مقولة سماحة الدين تطبيقا حق يراد به باطل
بالمقولة صحيحة وهدفها نبيل ولكن استعملت هذه الايام اسعمال باطل وخطيء فقالوها وجعلوا منها كلمة حق يراد بها باطل ...
والباطل هنا هو التشبه بأعداء والدين واعداء الرسول صلي الله عليه وسلم في مناحي الحياة فكان الاحتفال باعياد الميلاد والكريسماس من الاصول الصحيحة وكلام الله والرسول من الامور التي يكثر فيها الجدل حيت يصبح الانسان قريبا مشككا حتي في كلام الله وفي كلام رسوله
حيث قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا:
يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن.....؟
(رواه البخاري ومسلم ) ونحن اخوتي الافاضل واخواتي الحرائر
للاسف لقد تبعناهم ولايقول لي احد اننا لم نفعل ...
فكيف نفسر التهاني والتبركيات بالموالد واعياد الميلاد ....؟
فقد دخلنا في جحر الضب بالفعل ، حتي غار منّا الضب وترك لنا مكانه. وقد تناسينا في الواقع ولم ننسي ، فالتناسي هو اخضاع العقل في نسيان شيء هو موجود ومعلوم ، فعندما قال :
صلى الله عليه وسلم:
من تشبه بقوم فهو منهم..... رواه أبو داود وأحمد
قلنا وفسرنا الامر علي انه تشبه في اللباس وفي امور اخري ، ولكن التشبه في كل شيء في المأكل والمشرف واللباس والعادات والتقاليد والاعياد والاحتفال بها ....
حتي وصل بنا الامر( ولايقول لي احد ليس موجود ) وصل الامر انك تجد في معضم بيوت المسلمين شجرة الميلاد ....
وكأننا نؤكد الثالوث المقدس عند النصاري والكفر البواح وهو الاب والابن والام ...
حسبي الله ونعم الوكيل
إخوتي الكرام آتي الان للدليل الشرعي من القرآن الكريم والسنة النبوية علي ان مايقام هذه الايام في بلاد المسلمين من تبادل تهنئة بين والمسلمين ومشاركة النصاري في اعيادهم ...
قال تعالى:
{ لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ } الحج 7 ...
والأعياد من جملة المناسك قال ابن تيمية:
الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع..
فالموافقة فيها موافقة في أخص الشرائع
وعندما قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
وبين ان المناسك هي خصوصية لكل امة ، يعني كل امة من الامم لها مناسكها في العبادة والا حتفال فلا تتشبهوا بهم ....
فقال:
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال صلى الله عليه وسلم:
من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة.........
رواه البيهقي في السنن الكبرى
واخيرا اخوتي الكرام
اقول لكم ان العلة في النهي عن مجاراتهم والتشبه بهم هي بسيطة ويمكن فهمها وبسهولة ...فالعلة هي انك مثلا حينما تتشبه بي انا كا اندبها وتلبس ما البس وتاكل ما آكل وتمشي كما امشي ...
كل هذا من الطيبعي افتتان بي ومحبة لي ...فحينما اسمع واعلم انك تتشبه بي اكون سعيدا هنا استطيع ان املي عليك أي شيء وآمرك ان تفعل أي شيء حتي وإن كان خطأ ...فلماذا تفعل ذلك ...؟
لانك ببساطة تركت شخصيتك المستقلة ودينك ومناسباتك ومناسكك ولباسك وتشبهت بي وكأنك لاتملك أي شيء ..
فالطيبيعي انك ستحبني وتتمني ان تكون مثلي ...
هنا اخوتي تأتي المشكلة......
وهي ان معضم للاسف الشديد الشباب المسلم في قرارة نفسه يتمني ان يكون كالنصاري واليهود ليس من ناحية الدين بل من ناحية الحرية الشخصية والاحتفالات وكل شيء فهم اصبحوا لهم قدوة ...
السؤال الاخير ....هو
متي اخوتي الكرام تكون لنا شخصيه مستقلة اسلامية لاتخضع لكل المؤثرات التي حولنا والتي تجعل الشباب المسلم يقول أن ديننا ومنهجنا وشريعتنا ....
تخلف ورجعية وضيق افق وووووو.......؟
فهل ترضون ان نهنيئ الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بأعياد الميلاد هذه .....؟
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم
التواب الرحيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم بديع السموات والارض ومابينهما من جميع جرمي واسرافي علي نفسي واتوب اليه ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيكم ..... اندبها