دققوا فيما قال النبي:" فناره جنة، وجنته نار "، كلام دقيق جدا وعميق، ينبغي أن تحافظ على دينك، وعلى مبادئك، وعلى قيمك، وعلى رضاء الله عز وجل، ولو عشت حياة خشنة فأنت في جنة، ذهبت إلى هناك ورأيتُ بعيني بيوت يصعب أن أصفها لكم ضمن البيت مسبح دولي بمقاييس دولية، ساخن في الشتاء بارد في الصيف، قصور مِن الرخام، شيء لا يُصدقُ، لكن بعد خريف العمر تشعر أن الأب يكاد يتمزق، ابنه غير مسلم، ابنته غير مسلمة، إذا وجد ابنته ومعها صديقها بالفراش وغضب يكون غير حضاري، همجي ، تُقام عليه دعوى، يكتب تعهدا بالمخفر أو بالقَسم على ألاّ يعود إلى هذا الغضب، كل شيء دنيوي ميسَّر إلى درجة لا تُصدقُ، وكل شيء متعلق بالآخرة ممنوع، الشهوات مستعرة، والإنسان بعد حينٍ يألف المجتمع ويصير وضعه الأخلاقي صعبا جدا، أِلف الحياة المادية المرفهة وباع دينه شيئا فشيئا إلى أن يأتي إلى بلده الأصلي فيحتقر بلده، وضعه لا يحتمل تجد عقله غربيا، قيمه غربية، همه الدنيا فقط أما الآخرة كلها خارج حسابه، قال:" وأن معه جنة ونارا، فناره جنة، وجنته نار" ، صدقوا فهو النبي الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، قال سعد:
((ثلاثة، أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك، أنا واحد من الناس، ما سمعت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا علمت أنه حق من الله تعالى))
حدثني أخ كريم، قال: لي قريبة تُوفيت بمطار بأمريكا، قلت: كيف ؟ قال: ذهبت إلى هناك لتزور ابنها، ولابنها بنت شابة، فلما نالت درجة الثانوية , العادة أن يذهب الشباب إلى ولايات أخرى ليتابعوا تعليمهم الجامعي، وألِف الناسُ أنْ يعيش وحده، ويحقق ذاته وحده، الأب أخذ ابنته إلى ولاية أخرى، أدخلها الجامعة، وأمَّن لها بيتًا ورجع، يأتي من الشام شاب مهندس وسيم من أسرة راقية جدا، فالأب قال: هذا الشاب مناسب جداً لابنتي , فاتصل بها ليقنعها أن تعود لترى هذا الشاب، فاعتذرت بأن عندها امتحانات , قالت له: بعد أسبوعين، فذهب الأب والأم والجدة إلى هناك، أمه التي جاءت لتزوره إلى المطار لاستقبال ابنتهم، فإذا هذه الفتاة تنزل من سلم الطائرة ويدها بيد شاب فالجدة، قالت لها: يا بنيتي، مَن هذا الشاب ؟ قالت: هذا صديقي، ولماذا جاء معك ؟ قالت ليبقى معي في غرفتي فوقعت وأصابتها أزمة قلبية , وماتت على أثرها بأرض المطار، يبدو أنها امرأة نشأت على طاعة الله، والاستقامة، والطهر، فلم تحتمل أن تكون حفيدتها بهذه الأخلاق.