كل شيء أمرك الله به فطرك وجبلك على محبته، وكل شيء نهاك الله عنه فطرك وجبلك على كرهه، والدليل:
﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ(7) ﴾
( سورة الحجرات)
إذا قلت مؤمن مرتبة علمية، يعني طلبت العلم، يعني آمنت بالله، وبأنبيائه، وبكتبه، وباليوم الآخر، وبالقضاء والقدر، لذلك الإيمان يحتاج إلى وقت، يحتاج إلى حضور مجالس علم، يحتاج إلى متابعة، يحتاج إلى دراسة، لأن بعضاً من شطر الإيمان مستوى معرفي، عرفت، فالمؤمن بشكل أو بآخر عرف الحقيقة المطلقة، عرف أنه إنسان، عرف أنه المخلوق الأول، عرف أن الله منحه حرية الاختيار وأودع فيه الشهوات، عرف أن منهج الله عز وجل يتناقض مع طبعه، والتناقض مع طبعه ثمن الجنة، عرف أن هذه الدنيا ممر وليست مقراً، عرف أن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي.