((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين))
[مسلم عن عمر بن الخطاب]
مرة الذي توفي, ذهب لإجراء عملية بلندن, انصبت عليه مكالمات هاتفية, وانصبت رسائل بعدد فلكي, فسألوه بإذاعة لندن: ما سر هذه المكانة التي حباك الله إياها؟ قال: لأنني محسوب على الله, كلام رائع, أي أنا لست محسوباً على جهة أرضية, أنا محسوب, وقد لا أكون أهلاً, لكن لأنني محسوب على الله, الآن: فلان محسوب على فلان, فلان على الفئة الفلانية, كل الناس يعتزون بانتماء أرضي.
قال: لأنني محسوب على الله.
فهذا العلم شيء لا يصدق, معي تفاصيل عن سيرة العلماء السابقين.
يقول الظاهر بيبرس: "والله ما استقر ملكي حتى مات العز بن عبد السلام".
أي له مكانة تفوق أي مكانة في المجتمع, بسبب زهده في الدنيا, واستغنائه عن دنيا الناس, وبسبب أعماله الصالحة, هذا طريق العلم.
عندنا أحد علماء الشام, عندما توفي- كان شيخ القراء- مشي بجنازته مليون إنسان، إذا أردت أن تعرف مهنته, كان يعمل في صنع الدولات, أما القرآن فرفع شأنه.
الآن: علماء كبار, قد يكون أصله قصاباً, لكن هو الآن يعد أول قارئ في الشام مثلاً؛ فهناك علماء, و قراء, و مفسرون, و محدثون, فهذا العلم يرفع الإنسان, فأنت تحقق بالعلم كل أهدافك, حتى الأهداف المعنوية, الإنسان يحب العلو في الأرض, هكذا فطرته, أنت متواضع لله, لكن الله يرفع شأنك, يرفع لك ذكرك.
إنسان قد يسكن في بيت فخم, و قد يركب أجمل مركبة, و قد يتمتع بكل مباهج الدنيا, عندما يموت يترك كل شيء, أما من ترك علماً ينفع الناس من بعده, هذا ذهب إلى الآخرة, ومعه زاد كبير, والعبرة أن تغادر الدنيا ومعك زاد كبير.