في حياة بعض الناس معالم, بمعنى أنه قد يلتقي إنسان بإنسان, فيكون هذا اللقاء سبباً لغنى عريض, التقى مع إنسان, اتفقوا على إقامة شركة, الشركة ربحت أرباحاً طائلة؛ فهذا الغنى العريض, وهذه البحبوحة الكبيرة, سببها هذا اللقاء مع هذا الإنسان.
أحياناً يسلك الإنسان في الدراسة فرعاً معيناً في الجامعة, قد لا ينتبه لخطورته, فإذا هو من أفضل الفروع, يدرُّ عليه أرباحاً طائلة, اختصاص نادر مثلاً, وأحياناً يختار نوعاً من البضاعة, قد لا ينتبه لقيمتها, فإذا هي سبب حياة و بحبوحة كبيرة جداً.
على كلٍّ هذه العلاقات, أو هذه الصدف؛ بين لقائك مع إنسان, أو بين اختيارك لفرع معين, والنهاية سعيدة, في مقياس الناس هذه قد تكون صدفة , إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أنك إذا سلكت طريقاً تلتمس فيه علماً, أي توجهت إلى مسجد, ليس لك هدف دنيوي إطلاقاً إلا أن تطلب العلم, إلا أن تتعلم كتاب الله, أو سنة رسول الله, أو أن تتعلم أحكام الفقه, أو سيرة رسول الله, ما دام هذا السلوك, سلوك هذا الطريق الذي ينتهي بك إلى مسجد تطلب فيه علماً، يقول عليه الصلاة والسلام: هذا الطريق نفسه طريق إلى الجنة.
فالنبي ربط بين الجنة التي خلق الإنسان من أجلها، خُلق الإنسان لجنة عرضها السموات والأرض,
﴿إلا من رحم ربك وكذلك خلقهم﴾
وبين العلم.
إذاً: لا يوجد طريق للجنة إلا ويبدأ بالعلم, وأي طريق آخر لا يبدأ بالعلم هو طريق مسدود, غير سالك إلى الجنة.