ام المؤمنين خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم..
4 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
انور صالح ابو البصل
الادارة العليا
عدد المساهمات : 7858تاريخ التسجيل : 26/10/2011الموقع : https://anwarbasal.yoo7.com العمل/الترفيه : ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
موضوع: ام المؤمنين خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم.. الجمعة 17 مايو 2013, 2:52 am
خديجة بنت خويلد والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس حديث شريف
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة
بداية التعارف
كانت السيدة خديجة امرأة تاجرة ذات شرف و مال ، فلمّا بلغها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضـت عليه أن يخرج في مالٍ لها الى الشام تاجراً ، وتعطيـه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجـار ، مع غلام لها يقال له مَيْسَـرة ، فقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وخرج في مالها حتى قَدِم الشام وفي الطريق نزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من الرهبان فسأل الراهب ميسرة من هذا الرجل ؟) فأجابه رجل من قريش من أهل الحرم ) فقال الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قطٌ إلا نبي ) ثم وصلا الشام وباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سلعته التي خرج بها ، واشترى ما أراد ، ثم أقبل قافلاً الى مكة ومعه ميسرة ، فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدَّ الحرّ يرى مَلَكين يُظلاَّنه -صلى الله عليه وسلم- من الشمس وهو يسير على بعيره ولمّا قدم -صلى الله عليه وسلم- مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فربحت ما يقارب الضعف
الخطبة و الزواج وأخبر ميسرة السيدة خديجة بما كان من أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- فبعثت الى رسول الله وقالت له يا ابن عمّ ! إني قد رَغبْتُ فيك لقرابتك ، وشرفك في قومك وأمانتك ، وحُسْنِ خُلقِك ، وصِدْقِ حديثك ) ثم عرضت عليه نفسها ، فذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك لعمّه الحبيب الذي سُرَّ وقال له إن هذا رزقٌ ساقهُ الله تعالى إليك ) ووصل الخبر الى عم السيدة خديجة ، فأرسل الى رؤساء مُضَر ، وكبراءِ مكة وأشرافها لحضور عقد الزواج المبارك ، فكان وكيل السيدة عائشة عمّها عمرو بن أسد ، وشركه ابن عمها ورقة بن نوفل ، ووكيل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمّه أبو طالب وكان أول المتكلمين أبو طالب فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم ، وزرع إسماعيل وضئضئ معد ، وعنصر مضر ، وجعلنا حضنة بيته ، وسُوّاس حرمه ، وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرماً آمناً ، وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن ابن أخي هذا ، محمد بن عبد الله لا يوزن برجلٍ إلا رجح به ، وإن كان في المال قِلاّ ، فإن المال ظِلّ زائل ، وأمر حائل ، ومحمد مَنْ قد عرفتم قرابته ، وقد خطب خديجة بنت خويلد ، وقد بذل لها من الصداق ما آجله وعاجله اثنتا عشرة أوقية ذهباً ونشاً -أي نصف أوقية- وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم ، وخطر جليل ) ثم وقف ورقة بن نوفل فخطب قائلا الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضلنا على ما عددت ، فنحن سادة العرب وقادتها ، وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ، ولا يردُّ أحدٌ من الناس فخركم ولا شرفكم ، وقد رغبنا في الإتصال بحبلكم وشرفكم ، فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله ) كما تكلم عمُّهـا عمرو بن أسـد فقال اشهدوا عليّ يا معاشـر قريـش أنّي قد أنكحـت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد ) وشهـد على ذلك صناديـد قريـش
الذرية الصالحة تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- السيدة خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة ، وولدت السيدة خديجة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ولده كلهم إلا إبراهيم ، القاسم -وبه كان يكنى- ، والطاهر والطيب -لقبان لعبد الله - ، وزينب ، ورقيـة ، وأم كلثـوم ، وفاطمـة عليهم السلام فأما القاسـم وعبد اللـه فهلكوا في الجاهلية ، وأما بناتـه فكلهـن أدركـن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه -صلى الله عليه وسلم-
إسلام خديجة وبعد الزواج الميمون بخمسة عشر عاماً نزل الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمنت به خديجة ، وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله ، وصدق بما جاء منه ، فخفف الله بذلك عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا يسمع شيئاً مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، الا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عليه وتصدقه ، وتهون عليه أمر الناس ، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قَصَب -اللؤلؤ المنحوت- ، لا صخب فيه ولا نصب )
فضل خديجة جاء جبريل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال إن الله يقرأ على خديجة السلام ) فقالت إن الله هو السلام ، وعلى جبريل السلام ، وعليك السلام ورحمة الله ) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيرُ نسائها مريم ، وخير نسائها خديجة )
عام المقاطعة ولمّا قُضيَ على بني هاشم وبني عبد المطلب عام المقاطعة أن يخرجوا من مكة الى شعابها ، لم تتردد السيدة خديجة في الخروج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها وعلى الرغم من تقدمها بالسن ، فقد نأت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنها عاد إليها صباها ، وأقامت قي الشعاب ثلاث سنين ، وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى
عام الحزن وفي العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها- ، التي كانت للرسول -صلى الله عليه وسلم- وزير صدق على الإسلام ، يشكـو إليها ، وفي نفس العام توفـي عـم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبو طالب ، لهذا كان الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يسمي هذا العام بعام الحزن
الوفاء قد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السيدة خديجة ما لم يثن على غيرها ، فتقول السيدة عائشة كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة ، فقلت هل كانت إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها ) فغضب ثم قال لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس ، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء ) قالت عائشة فقلتْ في نفسي : لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً )
ولدت خديجة فكانت صورة عن والدتها فاطمة . فقد ورثت منها الجمال الرائع ، كما ورثت عن والدها خويلد الحزم والذكاء ، وعن إبن عمها ورقة بن نوفل العلم والحكمة . ونوفل هو أحد أربع رجال خاصموا قريش في عبادتها للأصنام ولما لم تستجب لهم اعتزلوهم .
لقد عرفت خديجة في قبيلتها بأنها الطاهرة . وبعد أن تزوجت رجلين وتوفيا ، كانت ترد الخطاب بأدب متذكرة رؤيا عظيمة مع تفسيرها سنذكرها لاحقا . وقد ورثت عن زوجها الأول مالا وفيرا، وأصبح لديها هند وهالة . أما من زوجها الثاني فقد ورثت مالا وفيرا أيضا ، لكنها لم تنجب منه أولاد .
وقد سمعت سيدتنا خديجة برسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان صيته بين الناس الأمين . يقدرون صفاته ، وأخلاقه ، ويحترمون أمانته وورعه ، ويثقون بحكمته .
في يوم من الأيام ، أرسلت سيدتنا خديجة إبن عمها خزيمة الى أبي طالب . وعرضت عليه عرضا سخيا مقابل أن يتولى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أمر تجارتها وقوافلها المحملة بمختلف البضائع .
وذهب ميسرة غلام سيدتنا خديجة مع الرسول الكريم في التجارة . وقد ألقى الله عز وجل على ميسرة محبة للرسول الكريم . فترى ميسرة في الرحلة شديد الإهتمام والمراعاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولقد رأى ميسرة من أمر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام شخصية خارقة ، خلق كريم ، كلمة متزنة ، مشية كلها الوقار ، حديث كله عذوبة ، أمانة ما بعدها أمانة ، صدق بالغ ، حِنكة ودراية يعجز عنها كبار التجار .
وكذلك رأى ما لا يمكن أن يستهان به . رأى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره . ورأى غمامة تتبعه في تنقلاته وتحركاته لتحميه من الحر الشديد .
وعندما آوى مرة الى شجرة ليستريح في ظلها ، أورقت وإخضرت وأزهرت . وهذه شجرة لا يستريح تحتها إلا نبي كما قال لميسرة نسطورا الراهب . كان ما رآه غير مألوفا لدى الناس . فازداد حرص ميسرة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
عادت القافلة وكان ما ربحته خديجة في تجارتها هذه تفوق أضعاف ما كانت تكسبه في المرات السابقة .
وأخبرها ميسرة بما حصل معه مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أثناء الرحلة . فكانت تستمع بإنصات وتفكر . هنا استحضرت خديجة الرؤيا التي رأتها منذ فترة وهي : " شمس عظيمة تهبط من سماء مكة لتستقر في دارها ، وتملأ جوانب الدار نورا وبهاء ، ويفيض ذلك النور ليغمر كل ما حولها بضياء يبهر النفوس . ففسرها نوفل إبن عمها أن نور النبوة ستدخل دارها ، ويفيض منها نور خاتم النبيين .
أحبت خديجة الإقتران بالرسول الكريم لما رأته من مكارم الأخلاق . وأحست بأنه نبي هذا الزمان لما سمعته من ورقة إبن نوفل عن صفاته ولما سمعته أيضا من ميسرة .
وكانت تعرف الرسول الكريم وعائلته . فأرسلت اليه نفيسة ورغبته بالزواج . ثم عرضت عليه ذات المال والجمال والشرف والكفاءة ، فكان رده عليه الصلاة والسلام بأنه لا يملك من المال ليتزوج به . فقالت نفيسة اعتبر هذا الأمر قد تم حله . فوافق النبي الكريم وتم الزواج . وكانت خديجة رضي الله عنها في سن اكتمال الأمومة ، وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في سن اكتمال الشباب . كان الزواج في حقيقته زواج عقل راجح الى عقل راجح ، وأدب جم وطيب خلق الى مثله .
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين