سرطان الجلد والابتعاد من السولاريوم !

انها موضة العصر السولاريوم حيث يتم اللجوء
اليها من اجل الحصول على السمرة الاصطناعية الا ان شريحة مهمة من الناس لا
يدركون مساوئها و احتمال الاصابة بسرطان الجلد خصوصاً وان الاشعة الآتية
منها غير مضبوطة وهي لا تزوّد الجلد بالفيتامين (D) كما التعرّض للسمرة من
أشعة الشمس. هذا ما تمّ ذكره في الشهر العالمي للتوعية من سرطان الجلد، ضمن
لقاء طبيا" نظّمته روش سلّطت خلاله الضوء على كيفية الحماية لتخفيف اخطار
الاصابة بسرطان الجلد، ومن أسبابه المباشرة التعرّض الزائد لأشعة الشمس،
خصوصاً وانه يتم تشخيص نحو 602 حالة اصابة بسرطان الجلد في لبنان و44 حالة
اصابة بالميلانوما، وهو اخطر اشكال سرطان الجلد، وفقاً للسجل الوطني
للسرطان لعام 2007.

سرطان الجلد الى ارتفاع

يصيب سرطان الجلد اي شخص من اي عمر او لون
او بشرة، في اي موضع من الجسم. وغالباً ما يكون مرئياً من خلال التغييرات
في الجلد، مثل الكتل، او البقع الحمراء او الخشنة الملمس، او الشامات
المتفاوتة، او غيرها من البقع الملونة من الجلد. و في هذا الاطار تحدث
الاختصاصي في الامراض الجلدية البروفسور رولان طنب عن اهمية الوقاية من
التعرض لاشعة الشمس في شكل مفرط، ولكن دون المبالغة في التوعية: "لا نريد
منع الناس من التعرّض للشمس، رغم انها السبب المشترك للاصابة بسرطان الجلد،
وأنواعه العديدة من الخفيفة الى الخطرة". متوقفا" حول عدد أنواع الجلدة
المعرّضة أكثر كالبشرة الفاتحة، والسوداء الداكنة وهذا حسب كمية الميلانين
وتوزعها في الجسم، لسبب وراثي. "

و" ان 20 في المئة من الميلانوما حسب رأي
الدكتور طنب يظهر في الشاميات و80 في المئة في الجلد. محذّرا" من تعرض
الاطفال للشمس كثيراً لتفادي الاصابة بسرطان الجلد في الكبر، لإن سرطان
الجلد مرتبط بمدى التعرّض طيلة الحياة للاشعة فوق البنفسجية قائلا": "ممنوع
ان يحترق الاولاد من أشعة الشمس ومن الضروري ارتداء قميص وقبعة ونظارات
شمسية، الى الكريمات الواقعية (المعدنية) للصغار واخرى مقاومة للمياه
وتكرار وضعها، وتجنب الشمس من العاشرة قبل الظهر حتى الرابعة عصراً". كما
تحدث عن مراقبة الجلد بالعين المجردة وبأدوات مكبرة للكشف المبكر عن اي
تغيير يصيبها، وزيارة طبيب الجلد أقله مرة في العام لاجراء فحص الجلد
الروتيني، وتمنى عدم المبالغة في ازالة كل حبوب الكلف فهذا ليس عملي، لان
الندوب غير مستحبة."

بالمقابل تحدث رئيس الجمعية اللبنانية لطب
الاورام البروفسور جورج شاهين عن اهمية الكشف المبكر وازالة سرطان الجلد
للشفاء قائلا:" ان الحاجة الطبية ما زالت ماسة الى توافر العلاجات الفاعلة
خصوصاً بالنسبة الى مرضى الميلانوما، وهو اكثر انواع سرطان الجلد خطورة في
مرحلة تفشي المرض. ففي السنوات الثلاثين الاخيرة وحتى العام 2010 لم تطرا
تطورات على علاج سرطان الجلد المنتشر من نوع الميلانوما. وتقدّر نسبة
المرضى الذين يتجاوبون للعلاج القياسي الحالي بين 10 و20%. وقال ان العلاج
تقوم به مجموعة اطباء متخصصين، واهمية الجراحة في الاستئصال الكامل وليس
إزالة قسم من الجلد."

بدوره عرض الاختصاصي في الاورام والامراض
السرطانية الدكتور فادي نصر، لحالات دراسية مختلفة من سرطان الجلد قائلاً:
"ان المريض الذي يعاني سرطان الجلد المنتشر من نوع الميلانوما يكون معدّل
بقائه على قيد الحياة قصيراً. و ان سرطان الجلد يصيب صغار السن لانهم
يتعرضون للشمس بسن مبكرة، ويزيد الوضع خطورة مع موضة الاسمرار واستخدام
السولاريوم، وبيّنت دراسات وتوجهات عالمية انه تحت سن الـ 18 يعتبر خطراً
كبيراً." حيث نصح بعدم الجلوس لمدة طويلة تحت الشمس او اللجوء الى مقصورات
الاسمرار الداخلية التي تستخدم الاشعة فوق البنفسجية، لان ذلك يساهم في
الاصابة بسرطان الجلد. ويزيد التعرّض لأسرّة الاسمرار (السولاريوم) قبل
الخامسة والثلاثين من العمر من خطر الاصابة بسرطان الجلد من نوع الميلانوما
بنسبة 75%. ويؤدي استعمال أسرّة الاسمرار ولو مرة واحدة الى زيادة اخطار
سرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 67% وسرطان الخلايا القاعدية بنسبة 29%.كما
ودعا كبار السن الى ان يرتابوا من اي حبة لا تشفى او تقرّح كريه الرائحة،
فالميلانوما يمكن ان يظهر تحت الأظافر وفي الاغشية والانسجة.