بسم الله الرحمن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
أحبتي في الله
اهتمَّ الإسلام بمسألة احتمال وقوع الخلاف بين المؤمنين وأخذها بعين الاعتبار ؛ وذلك لأن المؤمنين بَشَر يخطئون ويصيبون ، ويعسر أن تتَّفق آراؤهم أو تتوحَّد اتجاهاتهم دائماً ، ولهذا عالج الإسلام مسألة الخلاف على اختلاف مستوياتها بدءاً من مرحلة المشاحنة والمجادلة ، ومروراً بالهجر والتباعد ، وانتهاءً بمرحلة الاعتداء والقتال ، والإسلام دين يتشوّف إلى الصلح ويسعى له وينادي إليه ، وليس ثمة خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة يصلح فيها العبد بين اثنين ويقرب فيها بين قلبين ، فبالإصلاح تكون الطمأنينة والهدوء والاستقرار والأمن وتتفجر ينابيع الألفة والمحبة .
وتعود أهمية الإصلاح . والإصلاح عبادة جليلة وخلق جميل يحبه الله ورسوله ، وهو خير كله " والصلح خير وبالإصلاح تكون الأمة وحدة متماسكة ، يعز فيها الضعف ويندر فيها الخلل ويقوى رباطها ويسعى بعضها في إصلاح بعض و بالإصلاح يصلح المجتمع وتأتلف القلوب وتجتمع الكلمة وينبذ الخلاف وتزرع المحبة والمودة و الإصلاح عنوان الإيمان في الإخوان " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ " [ الحجرات : 10 ]
و إذا فقد الإصلاح هلكت الشعوب والأمم وفسدت البيوت والأسر وتبددت الثروات وانتهكت الحرمات وعم الشر القريب والبعيد و الذي لا يقبل الصلح ولا يسعى فيه رجل قاسي القلب قد فسد باطنه وخبثت نيته وساء خلقه وغلظت كبده فهو إلى الشر أقرب وعن الخير أبعد و المصلح قلبه من أحسن القلوب وأطهرها ، نفسه تواقة للخير مشتاقة ، يبذل جهده ووقته وماله من أجل الإصلاح .
ونسمع كثيرا من المصلحين
فلان لايقصد أن يقول لك ذلك .. إنه يحترمك كثيرا .. ولكن ربما كان في لحظة غضب
أو يعاني من ضغط نفسي ..
ولم يكن يتعمد الإساءة إليك ثم أن الناس ياصديقي بيئات ومجتمعات
وربما لم يتح له مجتمعه تعلم فن التعامل مع الآخرأو نشأ بهذه الطريقة ولايعرف سواها ..
واحمد الله أن نشأت في أسرة طيبة فلا ترد الأساءة بالإساءة
وعامله بالحسنى عسى أن يتأثر بأسلوبك ويكون لك أجر الإحسان إلى مسلم
تأملوا أحبتي الامثله السابقه
ولتتسع الصدور للإصلاح بين الناس وإنها والله لمهمة النفوس العظيمة التي تعمل بصمت وتحتسب الأجر فماذا تحتسب أخي المسلم عند الإصلاح بين الناس:
1ـ الأجر العظيم ..
قال تعالى:
لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيما ً(النساء:114)
2ـ يرحمك الله...
قال تعالى
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10)
3ـ احتساب أجر دفع الضرر والأذى عن المسلمين
فإن بقاء الخصومة بين المتنازعين يضرهما في الدنيا والآخرة .
4ـ أجر الإحسان بين المتنازعين بالإصلاح بينهما .
قال تعالى ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ)(الإسراء: من الآية7)
5ـ أن تحصل على درجة أفضل من درجة نافلة الصلاة والصيام والصدقة
قال عليه الصلاة والسلام ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟
قالوا بلى : قال:صلاح ذات البين ..فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) أي تحلق الدين.
6ـ أن يكون أجرك على الله .
ولن تستطيع أن تتخيل عظم هذا الأجر فالأمر مطلق مفتوح..
قال تعالى (مَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)(الشورى: من الآية40)
قال ابن شهاب ولم اسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث
الحرب والإصلاح بين الناس
وحديث الرجل لأمرته وحديث المرأة لزوجها رواه البخاري
اسال الله ان نكون من المتحابين والمصلحين دائماً