أسمه :هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حَيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عُكابَة بن صعببن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بنجديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي، أحد الأئمة الأعلام. هكذا ساق نسبه ولده عبد اللهواعتمده أبو بكر الخطيب في ((تاريخه )) وغيرهنشأته :ولد في بغداد سنة 164هـ في شهر ربيع الأول لعام 780م وتنقّل بين الحجاز واليمن ودمشق. سمع من كبار المحدثينونال قسطاً وافراً من العلم والمعرفة، حتى قال فيه الإمام الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل".مذهبه :
يعتبر من أكثر المذاهب السنية
محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي. لذا تمسّك بالنص القرآني ثم بالبيّنة ثم
بإجماع الصحابة، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة.
منهجه العلمي ومميزات فقهه :
إشتُهِرَ
الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن
شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث
عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة
وخمسين حديث، و كان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه
بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو
تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال
وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة
قولين.
مميزات فقهه
:
في العبادات /لا يخرج عن
الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي و كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:" صلوا كما رأيتموني أصليويقول في الحج:" خذوا عني مناسككم "كان الإمام أحمد شديد الورع فيما
يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل
أو يتهاون فيه
في المعاملات /فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة و الصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب
عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك:" الأصل في
العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص "بينما عند بعض
الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص
* وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا
عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: " لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي
فأين أجدك لأخبرك؟.من شيوخه سفيان
بن عيينة والقاضي أبو يوسف ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي وخلق كثير.وروى عنه
من شيوخه عبد الرزاق ومن تلاميذه البخاري ومسلم أبو بكر المروزي أبو
داود. ومن أقرانه علي بن المديني
ويحيى بن معين. رحمهم الله
محنته :
اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في
الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأي المعتزلة
يحوِّل الله إلى فكرة
مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء
والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته عملا بقوله تعالي
:" إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان"..
وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة
المأمون. وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه، لأنّ
المأمون توعّد بقتل الإمام
أحمد. وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم ردّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس
ووَلِيَ الخلافة المعتصم، الذي امتحن الإمام، وتمّ تعرضه للضرب بين يديه ، وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية
وعشرين شهراً. ولما تولى الخلافة الواثق، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى
أن توفّي الواثق.
وحين وصل المتوكل ابن المعتصم والأخ الأصغر للواثق إلى السلطة،
خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل
في ذلك. وأكرم المتوكل الإمام
أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكنّ الإمام رفض قبول عطايا
الخليفة.
مؤلفاته
:
ترك الإمام أحمد عددًا من
المؤلفات يأتي في مقدمتها "المسند"، وهو أكبر دواوين السُّنّة؛ إذ يحوي أربعين ألف
حديث، استخلصها من 750 ألف حديث، وشرع في تأليفه بعدما جاوز السادسة
والثلاثين.
أما كتبه الأخرى فهي كتاب "الزهد"، وكتاب "السُّنّة"، وكتاب
"الصلاة وما يلزم فيها"، وكتاب "الورع والإيمان"، وكتاب "الأشربة"، وكتاب
"المسائل"، وكتاب "فضائل الصحابة" وكلها مطبوعة ومتداولة
وفاته
توفي الإمام يوم الجمعة 12 ربيع
الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين للهجرة، وله من العمر سبع وسبعون سنة. وقد اجتمع
الناس يوم جنازته حتى ملأوا الشوارع. وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء
ستين ألفاً، غير من كان في الطرق وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك.
وقد دفن الإمام أحمد بن حنبل في بغداد( في جانب الكرخ
قرب مدينة ماتسمى مدينة الكاظمية), قبره بين مقابر المسلمين وغير معروف سوى مكان
المقبرة, وقيل انه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود والنصارى
والمجوس