التّوكُّل
على الله من أشرف مقامات الموقنين، وأعزّ ثمرات اليقين، قال الله تعالى:
''فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ...'' آل عمران.159 وقال تعالى ''إِنَّ اللهَ
يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ'' آل عمران.159 وقال الله تعالى ''... وَعَلَى
اللهِ فَلْيَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ'' إبراهيم. وقال عليه الصّلاة
والسّلام: ''لو تَوكّلتُم على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطير
تَغْدوا خِمَاصًا (الخمص: الجوع) وتَروح بِطانًا'' أخرجه الترمذي وابن ماجه
وأحمد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
وأصل التَّوَكُّل يقين القلب بأنّ الأمور كلّها بيد الله وفي قبضته، وأنّه
لا ضار ولا نافع ولا مُعطي ولا مانع غير الله، ثمّ طمأنينة القلب وسكونه
إلى وعد الله وضمانه، حتّى لا يضطرب ولا يتزلزل عند ورود الشدائد والفاقات،
وحتّى لا يفزع ولا يرجع في المهمّات والملمات إلاّ إلى الله تعالى.
والتّوكّل
لا يقتضي ترك الأخذ بالأسباب، وليس شرط التّوكّل أن يكون متجرّدًا عن
أسباب الدنيا، بل قد يكون ملابسًا للأسباب مع التّوكّل، ولكنّه يكون
معتمدًا على الله لا على الأسباب.