انتقال الحضاره الاسلاميه الي اوربا

انتقال الحضاره الاسلاميه الي اوربا

1- الأندلس ( أسبانيا حالياً )

لم تكن الأندلس (أٍسبانيا) بأفضل من باقي الدول الأوروبية في المجال الحضاري بل الكل كان يعيش في جهل وتأخر وفوضى بسبب النزاع الاجتماعي والانحلال الداخلي والخلافات الطائفية والحروب على السلطة .
ولما فتح المسلمون هذا القطر في مستهل القرن الثاني الهجري ( القرن الثامن الميلادي ) نقلوها إلى مرحلة من الاستقرار والبناء .فأحيوا الأرض بعد موتها ، وعمروا المدن الخربة ، ونشَّطوا التجارة الكاسدة ، وأنعشوا الصناعة المتأخرة حتى أصبحت عاصمتها قرطبة – عاصمة الأندلس في ظل الخلافة الأموية – أغنى الأقطار الأوروبية وأكثرها ازدحاماً بالسكان ثم انصرف المسلمون إلى العناية بالعلوم والآداب والفنون فابتكروا وزادوا وجددوا أشياء كثيرة مما جعل من مناهل العلم في الأندلس مورداً عذباً لأوروبا لقد بلغت الحضارة الإسلامية ذروتها بالأندلس وذلك في القرن الرابع الهجري ( النصف الثاني من القرن العاشر للميلاد ) عندما أصبحت
قرطبة من أعظم مدن العالم المتحضر وقد بلغ سكانها آنذاك مليون نسمة .وقد حق لهؤلاء السكان أن يفخروا بأنهم يستطيعون المشي في شوارعها ليلاً على ضوء المصابيح العامة في حين ظلت لندن سبعة قرون لا يوجد في طرقها مصباح عام واحد يضيء ليلاً ، لقد استمر نور الحضارة الإسلامية ساطعاً في الأندلس في مختلف مجالاته حتى امتد ليضيء غرب أوروبا في القرنين السادس والسابع الهجري ( الثاني عشر والثالث عشر الميلادي ) وما بعدهما .لقد ساعدت على انتشار النهضة سياسة التسامح تجاه أهل الذمة في أقطار الدولة الإسلامية ، ومن بينها الأندلس ، التي أقبل أهلها الأسبان على استخدام اللغة العربية التي فضلوها على اللاتينية .كما تتلمذ الكثير منهم على الأساتذة المسلمين ، وبذلك كون هؤلاء مدرسة استطاع أعضاؤها الطلبة القيام بدور السفراء بين الحضارة الإسلامية وأهل غرب أوروبا ، لا سيما فرنسا ، الذين كانوا في لهف للاستفادة من تلك الحضارة الزاخرة بضروب العلم والمعرفة ومختلف الفنون
والصناعات .ولقد قال أحد الكتب النصارى من الذين عاشوا في القرن التاسع الميلادي إن النصارى كانوا يدرسون كتب فقهاء المسلمين ليتعلموا الأسلوب العربي البليغ، وإن المتعلمين منهم أقبلوا على كتب العرب في نهم وشغف وأخذوا يجمعونها بمكتبات كبيرة تكلفهم الأموال الطائلة ) .ولقد ازداد تدفق سيل الطلبة على جامعات الأندلس لا سيما بعد أن أخذت بعض المدن تسقط في أيدي الأسبان ، وقد نشطت حركة الترجمة عن اللغة العربية نشاطاً كبيراً حتى إنه في عام 1130 م بدأ مكتب للترجمة في طليطلة بنقل الكتب العربية إلى اللاتينية تحت رعاية أحد الأساقفة .ومن بين ما ترجم مؤلفات الرازي وأبي القاسم وابن سينا وابن رشد وغيرهم كما ترجم عن العربية كثير من مؤلفات اليونانيين أمثال جالينوس وبقراط وأفلاطون وأرسطوا وإقليدس وغيرهم .ولقد اهتم بعض حاكم الأندلس الإسبان بالثقافة العربية الإسلامية مثل الفونس الخامس ملك قشتالة وليون .وقد استمرت حركة الترجمة هذه حتى ( القرن الخامس عشر الميلادي ) .كما استمرت ترجمات الكتب العربية تدرس
في الجامعات الأوروبية طوال ستة قرون

.

.:عــمــل الــطــالــبــة:.
.::وداد صــالــح الــمــحــمــدي::.

جزاك الله كل خير

طرح

رائع

الله يعطيك العافيه

فائقة الجمال والروعة
كم هو رائع موضوعكِ
دوما اختياراتكِ مميزة
سلم لنا ذوقكِ الرفيع
كل الشكر والتقدير

موضوع قيم ومعلومات جديدة
وإضافات رائعة
تسلم على الطرح المفيد

» عقيدتنا الاسلاميه
» العماره الاسلاميه
» مجموعة روابط مواقع الاسلاميه رائعه
» معجزة الذبح بالطريقه الاسلاميه .. سبحان الله