انور صالح ابو البصل
الادارة العليا
عدد المساهمات : 7858 تاريخ التسجيل : 26/10/2011 الموقع : https://anwarbasal.yoo7.com العمل/الترفيه : ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
| موضوع: تاريخ الحروب الصليبيه المقدسه الأحد 28 أبريل 2013, 10:10 pm | |
| تاريخ الحروب الصليبيه المقدسه
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بنعبدالله وعلى من اتبعه بإحسان إلى يوم الدين
اما بعد
بهذاالبحث الذى أنا بصدده إن شاء الله هو (تاريخ الحروب الصليبيه) وأنا أعرف أن الموضوعمكرر نظراً لأن الأخ الأستاذ جلال على قد كتب فى هذا الموضوع من قبل على سبيلالاختصار من وجهة نظرى على الأقل ، وقد أجاد ووفى ولكن على سبيل تمام الفائدة رأيتأنه من الانصاف أن أكتب فى هذا الموضوع مع شرح وتفصيل تام.
وأرجو من الإخوهالأعضاء والمشرفين أن يكونوا معى بدعواتهم لى على أن استطيع أن اكمل هذا الموضوعالضخم ، وأن أجد صدوراً رحبه من الإخوه المشرفين على هذا المنتدى القيم فى مساندتى.
تقديم للبحث:
أولاً أحب أن أنوه أن هذا الموضوع مأخوذ من كتابتاريخ الحروب الصليبيه للمولف استيفن رنصيمان
سواء اعتبرنا الحروبالصليبيه أروع أو أعنف ما قام به المسيحيون فى الغرب من مغامرات أم آخر ما قام بهالمتبربرون من غارات فإنها تؤلف حقيقه أساسيه فى تاريخ العصور الوسطى ، فالمعروف أنمركز المدنيه قبل الحروب الصليبيه يقع فى بيزنطه وفى بلدان الخلافه الإسلاميه غيرأن التفوق فى المدنيه انتقل إلى الغرب قبل أن تنتهى الحروب الصليبيه ومن ثنايا هذاالإنتقال نبت التاريخ الحديث.
ولفهم الحركه الصليبيه ينبغى علينا آلا ندرسفحسب الأحوال فى غرب أوروبا ما أدى إلى الباعث الصليبى بل لا بد أيضا - ولعل ذلكلا يقل أهميه - أن نفهم أحوال الشرق ما هيأ للصليبين الفرصه ورسم طريق تقدمهم.
لذا ينبغى أن يتحرك نظرنا أثناء البحث من المحيط الأطلسى إلى منغوليا ،فإذا جرت الرؤيه لهذا التاريخ من وجهه نظر عربيه فقط أو فرنجيه فقط أو من وجه نظرضحاياها الأولون وهم المسيحيون فى الشرق فإن ذلك يجعلهاتفتقد الدلاله والأهميهلأنها على قول المستشرق حيبون قصه نزاععالمى..
الحلقه الاولى (وحشة الخراب)
فى احد ايام شهر فبراير سنه 638 م دخل الى بيت المقدس الخليفة عمر بن الخطاب راكبا جملا ابيضا، وكان وقت ذاك يرتدى ثيابا خشنه.. ومع ان الجيش الذى كان يقوده كان خشنا فانه بلغ الاكتمال فى نظامه ، وسار الى جانب الخليفة البطريرك صفرونيوس باعتباره راس رجال الاداره الرومانيه فى المدينه التى اذعنت على ان عمر بن الخطاب بادر بالتوجه راسا الى موقع هيكل سليمان الذى صعد منه صاحبه سيدنا محمد الى السماء ، وبينما كان البطريرك ينظر اليه اثناء وقوفه تذكر قول المسيح عليه السلام : ( فمتى نظرتم رجسه الخراب التى قال عنها دانيال النبى)..
ثم طلب الخليفهزياره المشاهد المسيحيه فصحبه البطريرك الى كنيسه القيامه واطلعه على كل ما بها،وبينما كان فى الكنيسه اقترب موعد الصلاه عند المسلمين فتساءل الخليفه : اين يستطيعان يفرش قباءه اثناء الصلاة ؟ ، فتوسل اليه البطريك ان يصلى مكانه ، غير انه غيّرمكانه الى خارج الكنيسه كيلا يزعم احد اتباعه أن عمر صلى فى هذا المكان وان الاسلامله حق فى هذا المكان الذى صلى فيه!!!!!!!!!
اضطراباحوال الشام
ازداد الموقف سوءا اثناء القرن السادس الميلادى اذ انحروب الإمبراطور جستنيان استغرقت وقتا طويلا وكلفت الدوله اموالا باهظة ، وكانتسوريا اكثر ماتعرض من البلاد للخسارة ، فبالاضافه الى ما تحملته من عبء مالى تعرضتلسلسله من الغارات العنيفه التى شنتها الجيوش الفارسيه فضلا عن هزات ارضيه بالغهالخطورة..
فى سنه 602 استولى على السلطه فوكاس قائد احدى الكتائبالامبراطوريه واغتصب العرش الامبراطورى و طفح عهده بالهمجيه وانعدام الكفايه فبينماعانت القسطنطينيه من عهد الارهاب ساد الاقاليم ما نشب من الفتن والحروب الداخليهبين الاحزاب والمذاهب الدينيه المتنازعه..
ففى انطاكيه مثلا عقد عقدالبطريركان اليعقوبى والنسطورى مجمعا مشتركا للتشاور فى اتخاذ اجراء مشترك لمناهضهالارثوذكس ، غير ان فوكاس انزل بهما العقاب بعد ان انفذ جيشا ضخمااجهز على اعدادضخمه من اتباعهما ، وبذل اليهود المساعده عن طيب خاطر.. وبعد سنتين ثار اليهودبالمدينه وعذبوا البطريرك الارثوذزكسى ثم ذبحوه..
الحربالفارسيه
وفى سنه 610 م ازاح فوكاس عن العرش نبيل شاب ينتمى الى اصلارمنى وهو هرقل ابن حاكم افريقيه.......
للقصه بقيه ان شاء الله ولاتستغربوا من سردى لهذا التاريخ المبكر عن الحروب الصليبيه ولكنه مرتبط بموضوعناالذى نتحدث عنه ان شاء الله
تابع
وفى نفس السنه اتم كسرى الثانى ( ابرويز ) ملك الفرس استعداداته الحربيه لغزو الامبراطوريه وتقطيع اوصالها..
واستمر ت الحرب 19 سنه على انالمبراطوريه ظلت 12 سنه تتخذ خطه دفاعيه بينما احتلت الجيوش الفارسيه هضبه الاناضول، وقام جيش فارسى اخر بفتح الشام فسقطت فى ايديهم انطاكيه سنه 611 ، ودمشق سنه 613، وفى ربيع سنه 614 دخل فلسطين القائد الفارسى شهربراز فصار ينهب الاراضى ويحرقالكنائس اينما سار ، ولم يفلت من يده الا كنيسه المهد فى بيت لحم لما كان يعلوبابها من فسيفساء تصور الحكماء القادمين من الشرق فى ازياء فارسيه ، وفى 15 ابريلسنه 614 اقتحم شهربراز بيت المقدس واستعدالبطريرك زكريا لتسليم المدينه لتجنب اراقةالدماء غير ان السكان المسيحيين رفضوا الاستكانه والاستسلام..
وفى 5 مايوسنه 614 وبفضل مساعدة اليهود المقيمن فى المدينه شق الفرس طريقهم الى المدينه ،فتلى ذلك من الشناعه ما يفوق الوصف إذ صحب اشتعال الكنائس قتل المسيحين دون تمييز ،بينما زاد عدد الذين لقوا مصرعهم على ايدى اليهود فقط 60 ألفاً فى بعض الروايات ،اما الارقاء فزادوا على 35 الفاً ، اما المقدسات الدينيه مثل صليب الصلبوت وادواتتعذيب المسيح اختفت!!! غير انه عثر عليها وتقرر ارسالها مع البطريرك الى الشرقللملكه مريم النسطورية..
وما حل من الخراب داخل المدينه وما حولها قد بلغ منالضخامه ان الاراضى المحيطه بها لم تنتعش او تهض حتى اليوم..
وزحف الفرس علىمصر بعد ثلاث سنوات سنه 617 واضحوا سادتها فى سنة ، وفى تللك الاثناء زحفت جيوشالفرس شمالا حتى البسفور..
على ان سقوط بيت المقدس فى ايدى الفرس كان صدمةكبيرة فى العالم المسيحي ، وما قام به اليهود من دور مطلقا لم يجر نسيانه واغتفاره، فاتخذت الحرب مع الفرس صفة الحرب المقدسة!!
فلما اتم هرقل استعداداتهالحربيه سنه 622 نذر نفسه وجيشه لله ان يطهر .. ومضى على انه محارب مسيحى يقاتل قوىالشر ، فتصورته الاجيال التاليه على أنه اول محارب صليبى.
وحينما الف وليمالصورى بعد خمسه قرون تاريخه عن الحروب الصليبيه ضمن هرقل ضمن قصه الحرب الفارسيه ،واشتهر كتابه فى ترجمته الى الفرنسيه باسم كتاب هرقل!!
ونجحت الحرب الصليبيهواستطاع هرقل اخر الامر ان ينزل الهزيمه الساحقه بالفرس عند نينوى فى ديسمبر سنه627، على ان كسرى (ابرويز ) لقى مصرعه سنه 628 ، وسكر خليفته لعقد الصلح ، ومع ذلكفان السلام لم يستقر ، ولم تسترد الامبراطوريه اقاليمهاالتى استولى عليها الفرس الاسنه 629 ، واحتفل هرقل بانتصاره فى القسطنطينيه ، وفى الربيع التالى ارتحل نحوالجنوب لتسلم الصليب المقدس.
اما الاجراءات التى اتخذها هرقل ضد اليهود فعلىالرغم من انه لم يكن لهم الكراهيه والعداء فانه وقف على التفاصيل لما قاموا به مندور اثناء الغزو الفارسى للامبراطوريه وذلك حينما نزل ضيفا على رجل يهودى كريم فىطبريه فى طريقه الى بيت المقدس.
واذ تاثر ايضا فيما يبدو بنبوءه غامضه عنعنصر يتخذ عادة الختان سوف يدمر الامبراطوريه فاصدر امرا يفرض التنصير على جميعاليهود فى الامبراطوريه ، وكتب الى ملوك الغرب يحثهم على ان يحذو حذوه..
كانمن المستحيل تنفيذ هذا الامر الا انه هيأ الفرصه الرائعه للمسيحين لاجراء مذبحه فىهذا العنصر البغيض ، ولم تكن النتيجه الوحيدة لذلك سوى ازدياد كره اليهودللامبراطورية..
بلاد العرب قبل الاسلام
بينما كان هرقل سنه 629 يستقبل السفارات من الهند وفرنسا قالت الروايه انه استقبل وقتذاك كتابا وجهه اليه زعيم عربى !!!!!!!!! أعلن انه رسول الله ، وامر الامبراطور بان يعتنق دينه ، وجرى انفاذ كتب مثله الى ملك فارس ونجاشى الحبشه ووالى مصر..
وما اشتهر به محمد ( صلى الله عليه وسلم) من عبقريه فذه رائعه يضافالى ذلك ما ادخره من مهاره سياسية نادرة هيأت له فى عشر سنوات ان يقيم من العدمامبراطوريه تجهزت لقهر العالم ، ففى سنه 622 وهى السنه التى هاجر فيها النبى صلىالله عليه وسلم ولم يتجاوز اتباعه أهل داره وطائفة قليله من العدد من اصدقائه ،وحينما توفى سنه 632 صار سيدا على بلاد العرب وصارت جيوشه تعبر الحدود..
علىان ظهور المغامرين الفجائى لم يكن مالوفا فى الشرق على ان تداعيهم يحدث ايضا فجأةغير ان محمدا صلى الله عليه وسلم خلف نظاما متينا كفل له القران الدوام والبقاء ،والواقع ان ما للاسلام من قوه يرجع الى بساطته فلا اله الا الله فى السموات واميرالمؤمنين على الارض يحكم بكلامه الذى هو القران.
واصابت الغارات اقاليمالامبراطوريه اثناء حياه النبى الا انها لم تحرز نجاحا كبيرا ، على ان سياسه التوسعاضحت جليه فى زمن ابو بكر الصديق رضى الله عنه فاكتمل فتح بلاد العرب بطرد الفرس منالبحرين، بينما اجتاز جيش عربى اخر عبر البتراء مخترقا الطريق التجارى الى ساحلفلسطين الجنوبى فانزل هزيمه بحاكم المنطقه سيجيوس فى مكان يقع بالقرب من البحرالميت واستولى على غزة..
وولى بعد خلافه ابو بكر سنه 634 عمر بن الخطاب الذىاتصف مثل ابو بكر بالعزم والاصرار على مد سلطان الاسلام..
ملحوظة هامة..
رأى المؤلف (استيفن رنسيمان) فىالمسلمين عامه رأى صليبى بحت وان ادعى غير ذلك ، والدليل على كلامى سيرد من خلالالروايه حيث انه على الرغم من كلامه فى المقدمه من التزام الاعتدال فى الروايه الاانه لم يستطع التخلى عن روحه الصليبية.
وما حدث بعد ذلك من فتوحات اسلاميه روته كتب التاريخ بالتفصيل فنحن فى غنى عن تكرارها مره اخرى..
ثم مر عهد الخلفاء الراشدين على ما سلف من فتوحات ،وجاء عهد الامويين الذى تميز بالهدوء والاعتدال من جانب الخلفاء تجاه المسيحيين ،فمااشتهر به الخلفاء الامويون من الكفايه النادره والتسامح الشديد كفل للمسيحيينالرخاء ، اوما اصابوه من الثراء ما يزيد على ما كانو عليه زمن الاباطره البيزنطييناذ استتب الامن ونشطت التجارة وازداد هبوط الضرائب ، يضاف إلى ذلك ان الامبراطورالمسيحى خلال الشطر الاكبر من القرن الثامن كان مناهضا لعباده الصور ظالما لكلالارثوزكس الذين يبجلون الصور ( راجع تاريخ الامبراطور ليو الايسورىواسرته).
الخلافه العباسية
على انهذه الفترة السعيده لم تستمر اذ تداعى الامويين بسبب الحروب الاهليه التى ادت الىقيام العباسيين ببغداد سنه 750 الذى اثار الاضطراب والفوضى مما ادى ببعض الحكامالمحليين فى فلسطين وسوريا بجبايه الاموال ومصادره الكنائس..
على ان انتصارالعباسيين اعاد الامن الى نصابه..
على ان العباسيين كانوا يفوقون الامويينفى شده التعلق بالايمان ويقلون عنهم فى التسامح مع المسيحيين..
ومع ذلك لميكن المسيحييون من الاشقياء فى ظل الحكم العباسي.
فيصح انهم تعرضوا الىالهجمات العنيفه من قبل المؤلفين المسلمين كالجاحظ فى القرن التاسع غير أن ذلك يرجعالى ما اصابوه ثراء وافر والى أنهم ازدادو تجبرا وعتوا وانهم لم يابهوا للشهاداتالتى صدرت ضدهم من البابا فى روما.. على ان بطريرك بيت المقدس عند كتبته احوال ذلكالوقت إلى زميله فى القسطنطينيه ( هذه الرساله موجهه من تيودوسيوس بطريرك بيتالمقدس الى اجناتيوس بطريرك القسطنطينيه) يقول عن السلطات الاسلامية : ( إنها عادلهولم تنزل بنا الضرر ولم تظهر شيئا من العنف نحونا).
شارلمان وفسطين
والواقع ان المسيحيين الارثوذكس فىالشرق اكتشفوا عدوا جديدا فما حدث من ظهور امبراطور الكارولنيجين فى الغرب لم يغبعن بال الشرق ، فحينما أظهر شارلمان اهتماما خاصا برفاهيه الاماكن المقدسه فى الشرقلقى ترحيبا من جهات عديدة ؛ واذ فرح هارون الرشيد بالعثور على حليف ضد بيزنطه بذلله كل تشجيع لانشاء موسسات فى بيت المقدس ولإرسال الصدقات الى كنيسة القيامه، فحلشارل فترة من الزمن محل الامبراطور البيزنطى باعتباره ملكا له من السلطه ما يكفىلحمايه الارثوزكس فى فلسطين.
على ان ما حدث من انهيار امبراطوريته زمنالخلافه ونهوض بيزنطه فى نفس الوقت جعل تدخل الفرنجه قصير الاجل ، ولم يعد لهم منذكرى سوى بعض الفنادق التى انشأها شارل .. وفي الراهبات اللاتينيات اللاتى يباشرنالخدمه فى كنيسه القيامة..
غير ان هذا الحادث لم يجر نسيانه مطلقا من الغرب، اذ بالغ فيه ما ذاع من اساطير ، ولم يلبث الناس ان ظنوا ان شارل اجرى حمايه شرعيهعلى الاماكن المقدسه فى الشرق ، بل شاع فى وقت من الاوقات ان شارل قام بنفسه إلىالحج فى تلك الجهات.. وبذلك جرى الاعتراف والاقرار بما للفرنجة من حقوق فى الاجيالالمتأخرة فى حق الحكم بيت المقدس.
افاقه البيزنطيين
اشتد اهتمام المسيحيين الشرقين بافاقه الدوله البيزنطيه اذ انه طوال القرن التاسع ظلت تلتزم خطه دفاعيه فسقطت كريت وصقليه فى ايدى المسلمين وكل سنه تشهد غاره عنيفة من المسلمين على جوف اسيا الصغرى ، على انه جرى فى منتصف القرن التاسع إعاده تنظيم البحريه البيزنطيه من جديد ، ويرجع الفضل فى ذلك الى ما اتخذته الامبراطوره تيودورا من تدابير اقتصاديه سليمة ، وبفضل قوه الاسطول البيزنطى لم تلبث من جديد ان توطدت على جنوب ايطاليا ودالماشيا..
ظهرت اسرات حاكمه محليه فى الموصل وحلبمنهم الحمدانيون والاخشيديون فى مصر ، وقد اشتهر الاولون بانهم مقاتلون بواسلواستمرت فتره من الزمن سياجا مانعا لكل اعتداء من قبل بيزنطه ، غير انهم لم يكنبوسعهم ان يمنعوا تداعي الدوله الاسلاميه بل انهم اسهموا فيه وزادوه بما لجأوا اليهمن حروب داخليه ، وفى اثناء الحروب الداخليه ظفر الاخشيديون بفلسطين وجنوب الشام ،وبادر البيزنطيون بالافاده من الموقف فالتزموا اول الأمر الحذر فىالهجوم..
غير انه حدث فى سنه 945 ورغم بسالة الامير سيف الدين الحمدانى انحاز يوحنا كراكوس لللامبراطوريه البيزنطيه من البلاد والمناطق فى اعالى الجزيره مالم تشهد جيشا مسيحيا منذ ثلاثه قرون...
وازدادت الامور سرعه بعد عام 960حينما تولى الجندى الكبير نقفور فوقاس قياده الجيش الامبراطورى ، ففى سنه 961 استردنقفور جزيره كريت ، وفى 962توجه بحمله الى طرف قلقيليا فاستولى على عين زربه ومرعشفعزل بذلك قلقيليه الاسلامية.. على ان نقفور امضى سنه 963 فى بيزنطه حيث دبرالانقلاب الذى جاء به الى العرش بمسانده الجيش والامبراطوره الوصيه ، وعاد نقفورإلى الشرق سنه 964 ، فاتم سنه 965 فتح قلقيليه ، وأرسل حمله الى قبرص أعادت سيطرهبيزنطه المطلقة على الجزيرة..
وفى سنه 966 توجه نقفور بحمله الى الحوضالاوسط لنهر الفرات كيما يقطع الاتصال بين حلب والموصل ، فنهض كل الشرق المسيحيوأدرك ان الخلاص قد قرب ، وكتب اليه البطريك يوحنا بطريرك بيت المقدس يحثه علىالقدوم الى بيت المقدس ، على ان هذه الخيانه بلغت من الشدة ما استنفد صبر المسلمينفتقرر القاء القبض على يوحنا وبادر الثائرون إلى إحراقه..
والواقع ان آمالالبطريرك كانت سابقة لاوانها، ففى سنه 967 انصرف نقفور إلى ما يجرى من احداث الىالمنطقه الشماليه من الامبراطورية ، غير انه قاد سنه 969 جيشه صوب الجنوب مره اخرىالى جوف بلاد الشام ، فاتخذ طريق وادى الاورنت ومضى فى الاستيلاء على المدن الكبيرةونهبها الواحده بعد الاخرى أمثال شيرز وحماه وحمص ، ثم اجتاز البلاد الى الساحل حتىاجتاز ارباد طرابلس ، ثم عاد الى الشمال بعد ان ترك وراءه انطرسوس وجبيل واللاذقيه،وقد اشتعلت فيها النيران ، بينما قام نوابه بالقاء الحصار على انطاكيه وحلب فسقطتفى اكتوبر الحاضرة القديمة انطاكية ، واستسلمت حلب فى نهايه السنة..
الصلح بين مصر وبيزنطه
هذه الحروب جعلت من الامبراطوريه المسيحيه مره اخرى من الدول الكبيره فى الشرق ، واذ اضحى الامل فى تخليص المسيحيين فى الشرق قريب المنال نالت هذه الحروب الصفه الدينية.
وكلما احتفل الإمبراطور بالنصر على المسلمين هتف المنشدون( المجد لله الذى قهر العرب ) واصر نقفور على أن حروبه كانت مسيحية.
على اننقفور فى انذاره الحافل بالشتائم الذى وجهه الى الخليفه العباسى قبل المضى فى حملتهسنه 946 اعتبر نفسه بطل المسيحيين بل انه حدد ان يزحف الى مكه ليقيم بها عرشالمسيح.
وتراءى اخر الامر احتمال عوده الارض المقدسة الى حكم المسيحيين غيران انتظار الارثوذكس ضاع هباء ؛ ذلك ان خليفه يوحنا على العرش وهو الإمبراطور باسيلالثانى لم تتهيأ له الفرصه مطلقا فى الزحف جنوبا على الرغم من انه اصبيح قائداكبيرا، فما حدث من الحروب الاهليه التى تلت حرب البلغار الطويله الامد تطلب منه كلالاهتمام.
ولم يقم بزياره الشام الا مرتين لكي يعيد السياده البيزنطيه علىحلب سنه 995 ويمضى فى سيره على الساحل حتى طرابلس سنه 999 ، على انه قرر سنه 1001على انه لا جدوى فى مواصله الفتوح فانعقدت الهدنه مع الخليفه الفاطمى لمده عشرسنوات.. فتقرر ان يجرى الحد الفاصل بين الإمبراطوريتين من نقطه على الساحل بينبانياس وانطرسوس حتى جنوب شيرز فبقيت حلب رسميافى منطقه نفوذ البيزنطين غير انالاسره المرادسيه التى استقرت فى حلب قامت بالاستقلال فعلا سنه 1030 بعد ان هزماميرها جيشا بيزنطيا غير ان ضياع حلب عوضه ماحدث فى السنه التاليه من ادماج الرهافى الامبراطوريه البيزنطية.
ولقى الصلح قبولا بين البيزنطيين والفاطميينلان كلا منهما ازعجه من نهوض الخلافه فى بغداد على يد المغامرين الترك القادمين منوسط اسيا (السلاجقة).
الخوف من السلاجقه
اعتبر البيزنطيون ان حدهم الشرقى الاكثر تعرضا للخطر من الحد الجنوبى ، وترتب على الخوف من الترك (السلاجقه)ان بادر باسيل الثانى الى ان يضيف إلى الامبراطوريه اقرب ما يقع اليها من الاقاليم الارمينيه بان استولى على اماره فاسبوركان التى كانت تقع فى اقصى الجنوب الشرقى من الامبراطوريه.. وواصل خلفاؤه هذه السياسه ففى سنه 1045 قام ملك انى اكبر ملوك ارمينيابتسليم بلاده الى الامبراطور ، وفى سنه 1064 ابتلعت الامبراطوريه آخر اقليم ارمينى مستقل وهو قارس.
الخليفة الحاكم الفاطمي:
انتقل شمال الشام الى حكمالمسيحيين غير ان المسيحيين فى الجنوب لم يجدوا ما يضايقهم فى سلطه الفاطميين غيرما كان من الخليفه الحاكم بامر الله الفاطمى اذ خضع هذا الخليفه منذ الصغر الىموثرات حيث كانت امه مسيحيه وتلقى الجانب الاكبر من تعليمه على ايدى مسيحيين ، ففىمده عشر سنوات منذ سنه 1004 حتى 1014 ورغم احتجاجات الامبراطور البيزنطى اصدرالحاكم القرارات ضد المسيحين استهلها بمصادره الكنائس ثم امر باحراق الصلبانوبتشييد مساجد صغيره فوق سقوف الكنائس ، وقرر اخر الامر باحراق الكنائس نفسها ، وفىسنه 1009 امر بتدمير كنيسه القيامه نفسهااذ زعم ان ما يحدث كل سنه من معجزة النورالمقدس التى يحتفل بها الناس مساء عيد الميلاد من البهتان ولا تتفق مع الدين، وفىسنه 1014 بلغ عدد من تعرض للحريق والنهب من الكنائس 30 الف كنيسه ، وتظاهر عدد كبيرمن المسيحين باعتناق الاسلام للنجاة بارواحههم.
وهذه التدابير اتخذها ايضاضد اليهود على انه ليكن ملحوظا ان المسلمين أنفسهم تعرضوا للاضطهاد على يد زعيمعقيدتهم (خليفتهم) غير ان الاضطهاد لم يتوقف الا حين اعتقد الحاكم انه اله واعلنالوهيته على الملأ سنه 1016 صديقه الدرزى.
واذ بلغ الارتياع بالمسلمينلتصرف زعيمهم الدينى من الشدة مالم ياخذ الذميين اخذ الحاكم يسترضى المسيحيينواليهود ويهاجم المسلمين ، فحرم الصوم فى رمضان وتاديه الحج ، وفى سنه 1017 ارتد6000 من المسيحيين الذين كانو اسلموا تحت وطأة الحاكم الى دينهم ، وفى سنه 1020استعادت الكنائس ما كان صودر من املاكها، غير انه فى ذلك الوقت ثارت ثائرة المسلمينالذى استبدل باسمه اسم الله فهرب الدرزى الى الشام ، اما الحاكم فقد اختفى سنه 1021ولا يزال مصيره سراً خفياً.
استولى صالح بن مرادس على فلسطين لفترة وجيزةبعد وفاة الحاكم غير أن حكم الفاطميين عاد من جديد سنه 1029 إلى كلالبلاد.
الحلقه الثانية ( الطريق الى الكارثة)
ساد العالم الذى يقع شرق البحر المتوسط من الهدوء والسلام فى منتصف القرنالحادى عشر ما تراءى انه سوف يستمر الى سنوات عديده اذ تم الوفاق بين اكبر دولتينفى المنطقه (البيزنطيين والفاطميين) فلم تعتد احداهما على الاخرى بل ارادت كلمنهماان تكبح الامارات الاسلاميه الواقعه الى الشرق منهما حيث اثار المغامرين التركالاضطرابات والقلاقل.
| |
|
نحب الصالحين
الادارة العليا
عدد المساهمات : 1712 تاريخ التسجيل : 16/03/2013 العمر : 44 الموقع : تونس
| |
alaa_eg
مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1277 تاريخ التسجيل : 05/05/2012 العمر : 31 الموقع : https://bramjnet.forumattivo.com العمل/الترفيه : https://absba.foroactivo.com
| موضوع: رد: تاريخ الحروب الصليبيه المقدسه الأحد 14 يوليو 2013, 8:59 am | |
| موضوع قيم ومعلومات جديدة وإضافات رائعة تسلم على الطرح المفيد
| |
|
ستوك تايمز
عضو نشيط
عدد المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 08/07/2013
| موضوع: رد: تاريخ الحروب الصليبيه المقدسه الخميس 18 يوليو 2013, 9:01 am | |
| مشكووور يا أخي موضوع روعة | |
|
أمل عربية
عضو مميز
عدد المساهمات : 62 تاريخ التسجيل : 06/11/2012 الموقع : http://amalal3arabiet.montadalhilal.com/
| موضوع: رد: تاريخ الحروب الصليبيه المقدسه الخميس 18 يوليو 2013, 2:14 pm | |
|
چزآآآآگ آلله خيرآ.. على هذآ آلمچهود آلرآئــع.. پــآرگ آلله فيــگ على آلموضـــوع .. آلى آلأمـــآم.. لآتپـخل عليــنآ پچـــديــدگ.. و تقـپل مروريـ.. تحيآتي..
| |
|