غرائب وعجائب التاريخ في سلطة الملك والامارة والتنازع علي اهواء الدنيا
وليس بغريب خينما يبتعد البشرعن الزهد والتقي وتبدا حياة الترف واللهو والغني
سوف نلقي الضوء على قصة عبدالله بن ابي عامرمع والده وكيف كانت تصرفات المنصوربن ابي عامرمع ابنه
عبد الله ابن المنصور بن أبي عامر ، كان ناقماً على أبيه لأنه يؤثر أخاه
عبد الملك عليه ويصطفيه دونه ، ويوليه كل عطفه وثقته.
وكان عبد الله يومئذ
فتى في الحادية والعشرين من عمره ، وكان يشعر أنه يتفوق في الشجاعة والخلال
على أخيه الأكبر ، ولكن المنصور كان يشك في بنوة ولده عبد الله ، ويضن عليه
بحبه وثقته ، ويخشى نياته ومشاريعه (1) .
وكان عبد الله قد ذهب إلى سرقسطة ، ونزل عند صاحبها عبد الرحمن ، وهو متغير النفس على أبيه.
سرقسطة
فانتهز التجيبى
الفرصة ، واستمال عبد الله إليه ، وأذكى حقده على أبيه ، وائتمر الإثنان على
الوثوب بالمنصور في أول فرصة والقضاء عليه ، على أن يقتسما ملك الأندلس ، فيستولى عبد الله على قرطبة وما والاها ، ويستولى عبد الرحمن على الثغر وأحوازه ، وانضم إليهما في تلك المؤامرة بعض أكابر الجند ورجال الدولة ، من المعارضين
بوابة واسوارسرقسطة
للمنصور والناقمين عليه ، وفي مقدمتهم الوزير عبد الله بن عبد العزيز المروانى
حاكم طليطلة المعروف بالربضى .
وترامت أخبار هذه المؤامرة الخطيرة إلى المنصور قبل نضجها ، فأعمل الحيلة
في استدعاء ولده عبد الله من سرقسطة ، وأبدى له كثيراً من الرفق والعطف ، وصرف الوزير المروانى عن حكم طليطلة صرفاً جميلا ، ثم أقاله بعد ذلك من
الوزارة ، واعتقله بداره.
ثم خرج بالصائفة غازياً إلى أراضي قشتالة ، واستدعى
أمداد الثغور ، فتوافدت إلى لقائه ، وفيهم عبد الرحمن بن مطرف ورجاله .
واجتمعت الحشود بقوات قرطبة في مدينة وادي الحجارة.
وهناك أجمع أهل
.
_______
(1) البيان المغرب ج 2 ص 305 و306 .
إعداد/ هيام عبده مزيد