عدد المساهمات : 1712تاريخ التسجيل : 16/03/2013العمر : 44الموقع : تونس
موضوع: أولئك هم المفلحون الخميس 25 أبريل 2013, 2:30 pm
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون [ ص: 28 ] هذا كلام مستأنف استئنافا بيانيا ، كأنه قيل : كيف حال هؤلاء الجامعين بين التقوى والإيمان بالغيب والإتيان بالفرائض والإيمان بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى من قبله من الأنبياءعليهم الصلاة والسلام فقيل :أولئك على هدىويمكن أن يكون هذا خبرا عن الذين يؤمنون بالغيب إلخ فيكون متصلا بما قبله .
قال في الكشاف : ومعنى الاستعلاء في قوله : على هدى مثل لتمكنهم من الهدى واستقرارهم عليه وتمسكهم به ، شبهت حالهم حال من اعتلى الشيء وركبه ، ونحوه : هو على الحق وعلى الباطل .
وقد صرحوا بذلك في قوله : جعل الغواية مركبا وامتطى الجهل واقتعد عازب الهوى انتهى .
وقد أطال المحققون الكلام على هذا بما لا يتسع له المقام ، واشتهر الخلاف في ذلك بين المحققالسعدوالمحققالشريف.
واختلف من بعدهم في ترجيح الراجح من القولين ، وقد جمعت في ذلك رسالة سميتها [ الطود المنيف في ترجيحما قالهالسعدعلى ما قالهالشريف]فليرجع إليها من أراد أن يتضح له المقام ويجمع بين أطراف الكلام على التمام .
وقالابن جرير:إن معنىأولئك على هدى من ربهمعلى نور من ربهم وبرهان واستقامة وسداد بتسديد الله إياهم وتوفيقه لهم ، والمفلحون أي المنجحون المدكرون ما طلبوا عند الله بأعمالهم وإيمانهم بالله وكتبه ورسله .
هذا معنى كلامه .
والفلاح أصله في اللغة : الشق والقطع ، قالهأبو عبيد:ويقال الذي شقت شفته أفلح ، ومنه سمي الأكار فلاحا لأنه شق الأرض بالحرث ، فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه .
قالالقرطبي:وقد يستعمل في الفوز والبقاء وهو أصله أيضا في اللغة ، فمعنىأولئك هم المفلحونالفائزون بالجنة والباقون .
وقال في الكشاف : المفلح الفائز بالبغية ، كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر ولم تستغلق عليه انتهى .
وقد استعمل الفلاح في السحور ، ومنه الحديث الذي أخرجهأبو داود"حتى كاد يفوتنا الفلاح مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" .
قلت : وما الفلاح ؟ قال : السحور .
فكأن معنى الحديث : أن السحور به بقاء الصوم فلهذا سمي فلاحا .
وفي تكرير اسم الإشارة دلالة على أن كلا من الهدى والفلاح مستقل بتميزهم به عن غيرهم ، بحيث لو انفرد أحدهما لكفى تميزا على حياله .
وفائدة ضمير الفصل الدلالة على اختصاص المسند إليه بالمسند دون غيره .
وأخرجابن أبي حاتممن حديثعبد الله بن عمروعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :قيل : يا رسول الله إنا نقرأ من القرآن فنرجو ونقرأ فنكاد أن نيأس أو كما قال : فقال : ألا أخبركم عن أهلالجنة وأهل النار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال :المذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقينإلى قوله :المفلحون[البقرة : 1 - 5 ] هؤلاء أهل الجنة ، قالوا : إنا نرجو أن نكون هؤلاء ، ثم قال :إن الذين كفروا سواء عليهم[البقرة : 6 ] إلى قوله :عظيم، هؤلاء أهل النار ، قالوا : ألسنا هم يا رسول الله ؟ قال : أجل.
وقد ورد في فضل هذه الآيات الشريفة أحاديث : منها ما أخرجهعبد الله بن أحمدفي زوائد المسندوالحاكموالبيهقيعنأبي بن كعبقال :كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فجاء أعرابي فقال : يا نبي الله إن لي أخا وبه وجع فقال : وما وجعه ؟ قال : به لمم ، قال : فائتني به ، فوضعه بين يديه ، فعوذه النبي بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة ، وهاتين الآيتينوإلهكم إله واحد[البقرة : 163 ] وآية الكرسي وثلاث آيات من آخر سورة البقرة ، وآية من آل عمرانشهد الله أنه لا إله إلا هو[آل عمران : 18 ] ، وآية من الأعرافإن ربكم الله[الأعراف : 54 ] ، وآخر سورة المؤمنينفتعالى الله الملك الحق[المؤمنون : 114 ] ، وآية من سورة الجنوأنه تعالى جد ربنا[الجن : 3 ] ، وعشر آيات من أول الصافات ، وثلاث آيات من آخر سورة الحشر ، وقل هو الله أحد والمعوذتين ، فقام الرجل كأنه لم يشتك قط.
وأخرج نحوهابن السنيفي عمل اليوم والليلة من طريقعبد الرحمن بن أبي يعلىعن رجل عنأبيمثله .
وأخرجالدارميوابن الضريسعنابن مسعودقال : من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة وآية الكرسي وآيتين بعد آية الكرسي وثلاثا من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ، ولا شيء يكرهه في أهله ولا ماله ، ولا تقرأ على مجنون إلا أفاق.
وأخرجالدارميوابن المنذروالطبرانيعنه قال : "من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح:أربع من أولها ، وآية الكرسي ، وآيتان بعدها ، وثلاث خواتمها أولهالله ما في السماوات[البقرة : 284 ]" .
وأخرجالطبرانيوالبيهقيعنابن عمرقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :إذا مات أحدكم فلا تحبسوه ، وأسرعوا به إلى قبره ، وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمة سورة البقرةوقد ورد في ذلك غير هذا .
اسلام ويب
امين
مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1868تاريخ التسجيل : 19/07/2012الموقع : http://www.ahladalil.net/
موضوع: رد: أولئك هم المفلحون الجمعة 26 أبريل 2013, 6:28 pm