موضوع: الحضارة الإسلامية بين الحضارات الأحد 21 أبريل 2013, 7:54 am
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحضارة الإسلامية بين الحضارات
د. محمد ظفر الله خان
تهيمن الحضارة العالمية الحديثة بخيرها و شرها على الأفكار و الثقافة و الحياة و الواقع الاجتماعي حتى كاد الإنسان لا يفكر بغيرها أو ينتظر بديلاً عنها أو يتطلع إلى مصحح لعيوبها و انحرافاتها مع أن الإخلاص للإنسانية و للحضارة ذاتها يقتضي معرفة محاسنها و مساوئها ، و بما يمكن أن تقوم به حضارة أخرى من دور بناء إيجابي يتسم بمقومات الخلود و الثبات و الأمن و الاستقرار . و نحن بدورنا كجزء كبير من هذا العالم نستطيع المساهمة في توجيه الحضارة وجهة أسلم و أقوم أو على الأقل محاولة إقامة حضارة ذاتية تتطلبها أمتنا في العصر الحاضر لتتمكن من إثبات ذاتها و توفير البرهان العملي على مدى صلاح هذه الحضارة و جدارتها بالوجود و التنافس الشريف . و في معرض هذا الحديث يمكننا إلقاء الأضواء الكاشفة عن مقومات الحضارة الإسلامية المتميزة بسماتها البارزة و خصائصها الواضحة التي تخلق منها وحدة شخصية تامة ذات معالم مستقلة عن غيرها في أساس الحضارة و غايتها و مبادئها مع التنويه لما يوجد بينها و بين غيرها من قدر مشترك يحتمه الواقع و تدفع إليه الحاجة و يمليه المنطق و تقتضيه المصلحة . إن أساس حضارة الإسلام ليس هو تمجيد العقل كما هو الشأن عند الإغريق ، و لا تمجيد القوة و بسط النفوذ و السلطان كما كان عند الرومان ، و لا الاهتمام بالملذات الجسدية و القوة الحربية و السطوة السياسية كما هو الأمر عند الفرس ، و لا الاعتداد بالقوة الروحانية كما عند الهنود و بعض الصينيين ، و لا الافتتان بالعلوم المادية و الاستفادة من ذخائر الكون و بالمادية الطاغية كما هو منهج الحضارة الحديثة المتوارثة عند اليونان و الرومان ـ و إنما أساس حضارتنا هو فكري ـ علمي ـ نفسي يشمل جميع شعب الحياة الإنسانية و بهذا كانت حضارة الإسلام مستقلة كاملة ذات دستور محدد شامل تختلف به اختلافاً جذرياً عن مبادئ الحضارة الغربية و تصطرع معها كما تصارعت مع الحضارات القديمة فصرعتها بسبب سيطرة الدين على القوى الفكرية و العملية و لقوة روح الجهاد و الاجتهاد لأن الإسلام لا يمنع العلم ـ طريق الحضارة ـ و إنما يضع له المنهج الملائم لمبادئه . و إذا كان التقدم الحضاري الصادق بوسائله المدنية المختلفة ليس مقصوداً لذاته و لا غاية في نفسه ، فإن غاية الحضارة الصحيحة تحقيق السعادة النفسية و الطمأنينة القلبية و التوصل إلى ما هو خير و نافع و البعد عما هو شر و ضار . لكن الحضارة الحديثة لم تحقق الغاية المنشودة و إنما أدت إلى القلق و الاضطراب و طحن الإنسان في حمى المادية الطاغية و البعد عن الخلق و الفضيلة و الدين و نحوها من القيم الإنسانية . و أما الحضارة في تقدير الإسلام فغايتها الأولى تحقيق الطمأنينة و السلام و الأمن و إقامة المجتمع الفاضل و إسعاد البشرية بما هو خير و محاربة كل عوامل الشر . و بما أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه فلا يصح أن يتخذ المرء في حياته غاية سوى ابتغاء مرضاة الله مصدر الأمن و هي الغاية السامية التي تتخطى مجرد طلب الملذات الحسية أو الغايات المادية الدنيئة و تحقق الانسجام و التوافق بين الفطرة الإنسانية و الغاية العقلية كما أنها تهيئ التجاوب و الانسجام الشامل في أفكار الإنسان و خيالاته و إراداته و نياته و عقائده و أعماله و حركاته ... و هذا يعني أن غاية حضارتنا إعداد الإنسان للسعادة الأخروية المتوقفة على العمل الصالح في الحياة الحاضرة في نطاق الدين و الدنيا معاً . إذ ليس الإسلام ديناً روحانياً بحتاً يعزل أتباعه عن الحياة و لا مادياً صرفاً يوقع الناس في أوحال الدنيا ، و إنما هو يعتبر وسيلة و مزرعة للآخرة ، و لا تعني الوسيلة أنه دين تقشف فلا يكون دين حضارة ، فالتقشف و الزهد في الإسلام هدف أخلاقي رفيع يتفاعل مع الحياة و يصرف المرء عن التكالب على متطلبات العيش و يوحي بضرورة التزام مبدأ القناعة الشريف الذي لا يؤدي إلى مصادمة الآخرين و إيقاد نار المنازعات و الشرور . إذن ، فالإسلام في حقيقته مصدر الحضارة الإنسانية التي شعّ نورها بامتداد الدعوة الإسلامية بعد الاستقرار في المدينة و بناء الدولة فيها عقب اكتمال بناء الفرد في مكة ، و ذلك لأن الإسلام هو دستور التقدم الإنساني بالقرآن العظيم و السنة النبوية الشريفة . فكل ما يعد تقدماً و عمراناً هو من الإسلام ، و كل تخلف مضاد للتقدم ليس من الإسلام في شيء . لذا يخطئ الكاتبون سهواً الذين يريدون التوفيق بين الإسلام و الحضارة كأنهما أمران متغايران أو ضدان ، إذ لا خلاف مطلقاً بين الإسلام و الحضارة ، فالحضارة نتيجة من نتائج النظام الإسلامي و الفلسفة الإسلامية التجريبية العملية . و الإسلام أب الحضارة و راعيها يتقبل منها قديماً و حديثاً كل ما ينفع و يرفض كل ما يضر لأن ((الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها)) و لأن الانتفاء و الاصطفاء عن عقل و تمييز هو من صلب تعاليم الإسلام التي تقر الأعراف الصالحة و تنبذ العادات و التقاليد الفاسدة أو المعارضة لمبادئ التشريع و نصوصه ـ و ليس أجل على ذلك من أن الإسلام تبنى ما كان صالحاً من حضارات البلاد التي فتحها في الشام و مصر و بلاد الروم و الفرس و ضم المسلمون إلى ساحتهم كل مخلفات الحركة العلمية لدى اليونان في مجال العلوم الطبيعية و الطبية و الرياضية ، ثم أضافوا إليها معارف و مكتشفات جديدة صبوها في أبهى قالب في بلاد الأندلس التي كانت مصدر الحضارة الحديثة . فليس دور المسلمين مجرد تلقي لما عند الآخرين كما زعم المغرضون ، و إنما كان لهم مشاركة إيجابية بناءة حققت لهم أرفع معاني العزة و السيادة و السبق الحضاري و هكذا كان المسلمون في كل عصر مصدر إشعاع لكل تقدم و خير و كانوا سباقين للمعالي و القدوة الطيبة للفضائل و المكارم ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله)) ـ و قادة العلم و التثقيف و التوجيه ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))، و في توجيه آخر للرسول عليه الصلاة و السلام ((مَن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)) . و الآن ، مع الأسف حيث صرنا في حالة ضعف و كلمة الضعيف لا تسمع و لو كانت حقاً و عدلاً و شوهت حضارتنا و زيفت معالمها و سرق محتواها و تشكك الناس في مبادئها فلم يعد أمامنا إلا محاولة استعادة قوتنا المادية ، و لكن على أساس صحيح من هدى الإسلام . و لا شك أن المبادئ هي القيم الخالدة التي توقظ الغافلين و تهدي إلى الطريق المستقيم دون أن تحجبها مظاهر الضعف و التخلف و أحوال الانحطاط التي تتعرض لها الأمم في بعض الأدوار التاريخية و مياديننا الحضارية ما تزال هي المشعل الوضاء التي تدفعنا نحو متابعة الخطى و دوام العمل و الكفاح و أعمال الإرادة و الفكر . و أهم مبادئ أو خصائص الحضارة السلامية ما يأتي : 1- مبدأ التوحيد (الألوهية و الربوبية) : إن أبرز صفة حضارية للإسلام أنه دين توحيد الألوهية و الربوبية أي أن الإله المعبود بحق هو الله سبحانه لا شريك له ، و الناس جميعاً متساوون في الانتماء إليه و الاتجاه إلى عظمته من دون واسطة بشرية . و هذا الإله هو الحاكم المطلق الذي يسن للناس التشريعات و القوانين ، و ما على المسلم إلا أن يتبع أوامر الله و ينفذ التشريع المنزل . و في هذا يشعر الإنسان بكرامته الشخصية و أنه لا يستذل لأحد من خلق الله فيعمل و يفكر بحرية و يتجه في عمله و فكره لإرضاء مولاه بفعل الخير و تجنب الشر و التخلص من كل مظاهر الوثنية سواء في صورتها القديمة التي تعني بالتماثيل و الأصنام ، أم في صورتها الحديثة الموجهة نحو تقديس الدولة الحاكمة و عبادة الأشخاص في أحوال الظلم . 2- الصبغة الإنسانية العامة : ليست حضارة الإسلام محدودة المكان أو وطنية النزعة أو قومية مغلقة على أهلها أو طبقية محصورة في أسرة معينة ، و إنما هي إنسانية عالمية واسعة الأفق تخاطب أي إنسان في أي مكان و تصلح للانتشار في أي بقعة أرضية و تقيم أخوة إنسانية عالمية ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . إن الله عليم خبير)) يعم خيرها الجميع و تفيد كل امرئ بما تقدمه من علم نافع و عمل صالح لأن ((الخلق كلهم عيال الله ، و أحب الخلق أنفعهم لعياله)) و هذا المعنى من عظمة الله بدليل أنه يرزق الكافر و المؤمن و يمنح المواهب مَن يشاء و حينئذ تتفتح العبقريات في كل شعب و في كل زمان و مكان . و إذا كان العطاء الإلهي عاماً وجب أن يكون النتاج الحضاري عاماً لا حكراً على أناس دون غيرهم لأن رائد الحضارة الأصيل هو إسعاد البشرية جمعاء و صعيدها العدل و الحق و الخير و الكرامة . و هذه هي حقيقة تعاليم الإسلام التي تنفر من كل فكرة استعمارية أو نظرة إقليمية أو قومية ضيقة أو عصبية أو طائفية ، باعتبار أن روح الإسلام عالمية لا تعرف متعصب إلا للخير العام و في سبيل الصالح العام و من أجل إقرار الحق ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ...)) ـ ((و يحق الله الحق بكلماته و لو كره المجرمون)) . 3- النظرة الشاملة للإنسان و الحياة : لقد تبين من تاريخ الحضارة أن كلا من الروحية البحتة أو المادية البحتة وحدها لا تصلح أن تكون سبيلاً لسعادة الإنسان ، فليس في مسلك الروحية البحت سوى التخلف و تعطيل الإرادة و التفكير و طاقات العمل و قتل آدمية الإنسان و خسارة منافع الكون ، و كذلك ليس في مسلك المادية البحت سوى الطغيان و الظلم و الاستعباد و الذل و التحكم الغاشم بالأرواح و الأموال و الأعراض . أما حضارة الإسلام الخالدة فقامت على أساس الجمع أو التوازن بين المادية و الروحية الإنسانية فتصبح الروحية المهذبة أساس المادية المهذبة ، و عندها ينعم الإنسان بالإرادة و الحرية و التفكير و ثمرة الجهود و العمل في إطار من الإيمان و الأخلاق القائمة على العدل و الأمن و الاستقرار و الرحمة و المحبة . و بهذا العنصر الإنساني تميزت حضارة الإسلام التي سبقت كل الحضارات القديمة و الحديثة كما أنها تميزت بامتداد جذورها إلى جميع نواحي الحياة الجديرة بالإعزاز و المحققة لسعادة الإنسانية . قال الله تعالى واضعاً جوهر رسالةالنبي صلى الله عليه و سلم : ((و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) و أما المرتكزات الحضارية المادية من تفكير و إرادة و تضحية و عمل فقد حوتها آية أخرى و هي ((و أتبع فيما أتاك الله الدارة الآخرة و لا تنسى نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك و لا تبغ الفساد في الأرض . إن الله لا يحب المفسدين)) . 4- رسالة الأخلاق : إن سياج الحضارة الإسلامية هو الدين و الأخلاق ، فمبادئ الأخلاق تتدخل في كل نظم الحياة و في مختلف أوجه نشاطها سواء في السلوك الشخصي أم في السلوك الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي . و من المحال إقامة النظام الصالح أو المجتمع الفاضل من دون أخلاق و قيم شريفة ، و هذه القيم و نحوها هي صمام أمان يكفل دوام الحضارة و يمنع انحرافاتها و تعثرها بدليل قيام الحضارة الحديثة عليها في مبدأ الأمر و تعرضها للإفلاس و الانهيار في شرخ قوتها عندما طغت عليها الصفة المادية . 5- دور العلم : أقام الإسلام حضارته الرفيعة على منهج العلم و المعرفة و العقل و البحث و التجربة و الاستنباط تقديراً منه لحيوية العلوم في بناء الدولة و المجتمع فابتدأ بالقضاء على الجهل و الأمية و التنديد بالتقليد الأعمى ثم أشاد بالعلم و العلماء في مختلف الاختصاصات الشاملة لكل إدراك يفيد الإنسان في القيام برسالته في الحياة و هي تعمير الأرض و الاستفادة من خيراتها و كنوزها كما يرشد إليه إطلاق النصوص القرآنية : ((يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات)) ((و قل ربي زدني علماً)) ((إنما يخشى الله من عباده العلماء)) .. و كان حب العلم لذاته هو خلق العلماء القدامى دون التفات لمكسب مادي أو مغنم أدبي رخيص أو بقصد الشهرة و إذاعة الصيت و لم يجعل العلم وسيلة للمعاش إلا في عصور التخلف ، و في أوقات الحاجة المهيمنة الآن إلى كسب الرزق . و ما أجدرنا أن يكون الدافع ذاتياً إلى تعلم العلوم الحديثة و أن تهيئ الدولة كل المناخ الملائم لتطبيق النظريات العلمية الحديثة ليطلع فجر الحضارة الإسلامية من جديد و تمتلئ الحياة بالمجالس و المناقشات و الأبحاث العلمية و التطبيقية ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : ((و مَن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ... سهل الله له طريقاً إلى الجنة)) . 6- الحفاظ على الشخصية الذاتية : إن الأخذ بأسباب الحضارة الغربية لا يعني ضياع الشخصية الإسلامية و إهدار المقومات الذاتية ، فلقد استفاد المسلمون في الماضي من حضارة غيرهم مع طبعها بطابعهم الشخصي و المحافظة على القيم الإسلامية أما الإصرار على جعل المدنية الغربية طريقاً وحيداً لإحياء الحضارة الإسلامية فهو تشكيك للنفوس و قتل للمعنويات و إهدار للجهود ، و دعم الزعم القائل بعدم كفايتنا و إبقائنا عالة على غيرنا دون أن نستطيع مواجهة الغرب فضلاً عن مناهضته و مغالبته . 7- الاعتصام بالحق و الخير : الإسلام دين الحق كما عرفنا و طريق الدعوة إلى الخير و حضارته تقوم على مبدأ مناصرة الحق و العدل و مكافحة الباطل و عمل الخير و قمع الشر .. فلا ظلم و لا هضم للحقوق و لا إنتاج إلا للخير و لا ابتكار لما يضر و لا ينفع . و إحقاق الحق و تثبيته يتطلب تخطيطاً و ثباتاً و قوة و تفانياً . و الخير الذي يشمل كل أنواع الرقي المادي و المعنوي لا يتوفر بدون تعاون الفرد و الجماعة و الحاكم و المحكومين ، و أما الشر فيمثل كل مظاهر الانحراف و الشذوذ و التخلف . 8- الإيمان صمام الأمان : الإيمان في مفهوم الحضارة الإسلامية هو الذي يقيم قواعدها و يميز عناصرها الصالحة من الرديئة ، و ليس الإيمان مجرد عقيدة قلبية أو ديانة شخصية و إنما معناه الإسلام بكامله . و الإسلام نظام متكامل للأخلاق و المدنية و الاجتماع و الاقتصاد و السياسة ، فهو الذي يوحد الأمة و يحفظ جهودها و يحافظ على وجودها و حضاراتها ، و كلما قوي الإيمان قويت الحضارة ، و كلما ضعف الإيمان ضعفت الحضارة و بقدر سيطرة تعاليم الإسلام على المجتمع بقدر ما يكون ازدهارها في المجال الحضاري . و إذا كنا نجد الآن خلاف كل هذا في مجتمعنا تبين لنا بحق سبب تأخر المسلمين و ما أصابهم من تقهقر اقتصادي و تمزق سياسي ، و إمعاناً في بقاء هذه الحال مع أشد الأسف نرى الاتجاه العام يسير نحو عزل الإسلام عن الحياة و العلم و الثقافة سيراً وراء النواعق التي تنعق بأن الإسلام لا يستوعب الحضارة المعاصرة أو جهلاً بحقيقة الإسلام أو مشاركة في الخيانة المفضوحة أو المقنعة لإبقاء حالة الضعف القائمة و تأمين مصالح الرؤوس الكبيرة و الدول العظيمة . و لكنا ما زلنا نؤمن بأن النصر و المستقبل سيكون لدولة الحق و الإسلام المشرق بحضارته الوضاءة ، لما نجده في النفوس من بقية طيبة من الإيمان و الألفة و العزة و الحمية و الغيرة و لما نعيشه من واقع مؤلم تتوالى فيه الضربات و الطعنات و تدمى منها القلوب و الحناجر و الصدور و تهتز الأرض من تحت الأرجل و تتهدد العروش و الكراسي باحتلال الغاصب و ظلم المستعبد و نار المستغل . و لن يعود مجد الإسلام و حضارته إلا بالثقة بالنفس و دفن العجز و اليأس و القنوط و تغيير ما في الصدور (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .