أول من أرضعه صلى الله عليه وسلم أمه السيدة آمنة الزهرية ثم أرضعته ثويبة الأسلمية أياما ،
وثويبة هي جارية أبي لهب أعتقها لما بشرته بولادته صلى الله عليه وآله
وسلم كما روى ذلك البخاري ، وكانت ثويبة تدخل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعدما تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها فيكرمها صلى الله عليه وسلم
وتكرمها السيدة خديجة رضي الله عنها ، وكان صلى الله عليه وسلم يبعث إليها
بعد الهجرة بالكسوة والصلة حتى ماتت .
ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية فأخذته معها إلى بلادها وراء الطائف في بني سعد
وأقام عندها في بني سعد أربعة أعوام على الصحيح فنالت برضاعته خيرا كثيرا ، وأي
خير من سعة الرزق ورغد العيش . وكانت الشيماء وهي بنت حليمة السعدية تحضنه
مع أمها ، وقد ردته حليمة خوفا عليه بعد حادث شق الصدر وهو ابن خمس سنين .
ثم لم تره بعد ذلك إلا مرتين ، إحداهما بعد تزويجه السيدة خديجة رضي الله عنها جاءت تشكو
إليه الجدب فأعطتها السيدة خديجة رضي الله عنها عشرين رأسا من غنم وبكرات ،
والمرة الثانية يوم حنين وحضنته صلى الله عليه وسلم أيضا أم أيمن بركة
الحبشية ، وكان ورثها من ابيه فلما كبر أعتقها وزوجها زيد بن حارثة .