خفقان القلب المفاجئ (Palpitations Causes) يكون سببه نوع من الإخفاق الطفيف غير الضار في ايقاع ضربات القلب. ونوع قليل من هذا الخفقان قد يعكس مشكلة في القلب، او في اي مكان آخر من الجسم. وتمييز الخفقان الذي يدعو الى القلق عن الخفقان غير الضار، ليس بذلك الامر البسيط، اذ قد يسارع الاطباء الى ارجاع ذلك الى (التوتر والكآبة وبعض المشاكل العاطفية او النفسية.) وعلى الرغم من ان ذلك صحيح جدا في بعض الاحيان، الا ان من الاهمية بمكان تمييز الايقاع المؤذي للقلب، عن الاسباب النفسية والطبيعية الاخرى.
* حالات الخفقان والخفقان امر شائع جدا. وعلى الرغم من ان بعض الاشخاص يهملونه الا انه مع ذلك يقلق الكثير من الناس بحيث يبادرون الى طلب استشارة طبية اولية من اختصاصي امراض القلب
يختلف خفقان القلب المفاجئ من شخص لاخر. فقد تشعر كما لو ان قلبك يرفرف، او يرتعش، او يرتجف، او يترجرج، او يضرب، او يخفق، الى آخر ما هو موجود من هذه الحالات، او انه قد تجاوز ضربة واحدة من ضرباته. وايضا يوجد اشخاص يشعرون بالخفقان، كما لو انه ضربات في العنق، في حين يظهر لدى الآخرين شعور عام غير مريح.
وتظهر بعض حالات الخفقان بشكل مفاجئ لتختفي بعد ذلك فجأة. في حين ترتبط الحالات الاخرى ببعض النشاطات والفعاليات المحددة والاحداث، وحتى لدى الشعور ببعض الاحاسيس والمشاعر. ومن شأن بعض النشاطات البدنية والطبيعية التسبب في الخفقان، تماما مثلما يؤدي التوتر والكمد الى حدوثه. وبعض الناس يشعرون بالخفقان لدى ميلهم نحو الاغفاء والنوم، في حين يشعر البعض الاخر به لدى انتصاب قوامهم بعد ان ينحنوا لالتقاط شيء ما عن الارض. ان قائمة هذه الاسباب تطول ولا تقصر.
* مصادر المشكلة ومصدر بعض المشاكل هذه هي الجزء الاعلى من القلب، اي ان سبب الخفقان قد يكون نتيجة انقباضات الأذينين السابقة لأوانها عندما تقوم الحجيرتان العلويتان في القلب بالانقباض في جزء قليل من الثانية قبل الأوان، مما يجعلهما ترتاحان برهة اطول، لكي تعاودا الايقاع الصحيح بعد ذلك. وهكذا يبدو الامر كتجاوز نبضة من النبضات التي غالبا ما يتبعها انقباض قوي ملحوظ عندما يقوم البطينان بالتخلص من الدم الفائض، او الزائد، الذي تجمع خلال تلك الوقفة القصيرة. ومثل هذه الضربات التي تحصل قبل اوانها هي غير مؤذية بتاتا، مما يعني انها لا تشكل تهديدا للحياة، او اي علامة من علامات النوبات القلبية.
اما المشاكل الصادرة من الجزء السفلي للقلب فسببها ايضا الانقباضات السابقة لأوانها للبطينين، وهما الحجيرتان السفليتان للقلب. وانقباض احدهما قبل الاوان، او الاثنين معا لا يعني ان هناك مشكلة ما، ما لم يكن ذلك مصحوبا بعوارض مثل الاغماء وفقدان الوعي او قصر في التنفس. لكن تعاقب ذلك مرارا هو ما يقلق فعلا، نظرا الى امكانية تطور ذلك الى اضطراب قلبي مميت يعرف بالرجفان البطيني.
ومن الاسباب الاخرى وجود مشاكل في ساعة القلب التي تدعى العقدة الجيبية Sinus Node التي قد تسبب الخفقان. ومن الاسباب الاخرى ايضا انهيار التزامن بين الحجيرتين العلويتين والسفليتين. كما ان النسيج القلبي الذي اصابته الندوب نتيجة نوبة قلبية، او بسبب جرح ما، قد يؤدي ايضا الى الخفقان تماما مثل تدلي (عطب) الصمام التاجي.
* العثور على السبب خفقان القلب يأتي ويختفي. وغالبا ما يختفي عندما يصل المريض الى عيادة الطبيب. وهذا ما يجعل تحديد اسبابه، جهدا مشتركا بين الطبيب والمريض. واحدى اكثر المعلومات فائدة لدى ادلائك بالمعلومات للطبيب هي كيفية الشعور بالخفقان لدى الاصابة به. وكم عدد المرات التي تصاب بها ومتى؟ وكلما تمكنت من حشد المزيد من المعلومات، كان ذلك افضل. وعندما تصاب بالخفقان، حاول ان تقيس ايقاع ضربات القلب، وما اذا كنت تشعر بخفة في الرأس، او دوار، او صعوبة في التنفس، او ألم في الصدر، لاحظ ان كانت اعراضه متشابهة دوما، وهل يبدأ ويتوقف فجأة، ام تدريجيا؟ كما عليك ان تقدم وصفا لحالتك الصحية العامة، والطعام والشراب اللذين تتناولهما، والادوية والعقاقير الموصوفة لك، ولا تنس حتى الاعشاب والملحقات الغذائية الموصوفة لك، مع تبيان تاريخ عائلتك الطبي ايضا.
ومن شأن الفحوص الطبية ان تكشف عن اشارات لها دلالة، فلدى الاصغاء الى قلبك قد يسمع طبيبك حشرجة في الصدر، او اصواتا اخرى قد تكشف عن المشكلة، مثل اصابة احد صمامات القلب الذي قد يسبب مثل هذا الخفقان، او قد يكون السبب عدم توازن في الغدة الدرقية، او علامات تشير الى الاصابة بفقر الدم (انيميا)، او انخفاض في معدلات البوتاسيوم، او اسباب اخرى.
والتخطيط الكهربائي (ECG) هو الاداة العادية المتبعة لتقييم اصابة احدهم بالخفقان. ومثل هذا التسجيل لنشاط قلبك الكهربائي يظهر ايقاعه والاضطرابات الحاصلة فيه. ولكن لبرهة قصيرة لا تتجاوز الـ 12 ثانية، او ما شابه. وقد يرغب الطبيب في ان يسجل هذا الايقاع لفترة اطول للتعرف على اسباب الخفقان.
وفي اغلب الاوقات لا يكشف الفحص الطبي وتخطيط القلب الكهربائي اي علة، فاذا كان هذا الخفقان غير مصحوب بدوار او اي اعراض اخرى، واذا كنت لا تشكو من اضطراب، او اي مشكلة خلقية في القلب، واذا كانت الوفاة المفاجئة ليست موجودة في شجرة عائلتك، او تاريخها، فهذا كله يعني ان الخفقان ليس من علامات الخطورة. لكن اذا صاحب الخفقان الم في الصدر فقد يرغب طبيبك في ان تخضع الى تمارين ارهاق، فاذا حصل ذلك مع نبض متسارع، او دوار، فلا بد من فحص كهربائي عن طريق ادخال مسبار خاص داخل القلب.
وقد يكون البحث عن الاسباب الخفية للخفقان هو الذي يحمل سر معالجته. وقد يكون الحل من البساطة مثل التخفيف من الكافيين، او علاج فقر الدم، او تصحيح معدلات البوتاسيوم، او قد يتطلب الامر عملية اكبر كتدمير رقع صغيرة من الخلايا داخل القلب التي كانت السبب وراء ضرباته الخاطئة. وغالبا لا يسفر حتى البحث الكامل المتأني عن نتيجة ثابتة ومؤكدة.
والعلاج بالادوية والعقاقير ليس من الضروريات هنا، على الرغم من وجود العديد منها التي من شأنها كبت الضربات الاذينية والبطينية السابقة لأوانها. لكنّ لمثل هذه الادوية آثارا جانبية قد تسبب خفقانا اسوأ. وكانت العديد من الدراسات السابقة قد اظهرت ان الخفقان قد يقصر الحياة مقارنة مع الذين لا يتناولون اي علاج. وبالنسبة الى بعض الاشخاص فان تناول عقار "حاصرات بيتا"، او العقاقير المضادة للتوتر، قد تخفف من المشكلة من دون التسبب بأخرى. وبالاضافة الى المشروبات الغنية بالكافيين فان التدخين قد يكون له دور ايضا كالمشروبات الكحولية.
وحذّر كذلك من بعض الادوية المضادة للاحتقان التي تحتوي على "سيديوفيديرين" Pseudoephedrine او "فينيليفرين" Penylephrine. وتأكد من تناول الطعام بانتظام (لان انخفاض معدل السكر في الدم قد يسبب الخفقان)، كما ينبغي تناول الكثير من السوائل، مع ضرورة اخذ قسط كاف من النوم.
وقد يساعد التأمل والاسترخاء وتمارين اليوغا، التي تخفف كلها من التوتر، على علاج الخفقان.