حياتنا اليومية تذخر بالحركة الدائمة والانشطة المستمرة ولكل واحد منا اهدافه وامانيه منذ دخوله ميدان العمل في شرخ الشباب ويظل يعمل من اجل تحقيق هذه الاهداف بكل ما اوتي من جهد وقوة, وتتمثل هذه الاهداف في تكوين الثروة الكافية والارتقاء بالمكانة العلمية والاجتماعية وشغل أعلى المناصب الممكنة وتحقيق الشهرة والتألق. ومن المؤسف ان الانسان ينشغل باعماله وانشطته طمعاً في تحقيق هذه الاهداف واشباع جميع حاجاته المادية والمعنوية وينسى امراً بالغ الاهمية وهو صحته ولا عجب في ان يلجأ في نهاية المطاف الى انفاق جزء كبير من ثروته التي تعب في تجميعها على صحته وعلى العلاج والادوية اللازمة.
هذا يعني ان الانسان في عصرنا الحاضر يكد ويكدح لعلاج ما افسده الكد والكدح في النهاية, وهذا يعني بصراحة العودة الى نقطة البداية لان ما تم جمعه في الشباب يجري انفاقه على العلاج والادوية في الكهولة والشيخوخة حتى يسترد بعضاً من صحته التي كان يستمتع بها في الماضي, وفي نهاية كل يوم وبرغم كل ما يتم انفاقه على العلاج والدواء يشعر الانسان في هذه السن المتقدمة انه لم يعد يتمتع بالصحة العادية التي كان يستمتع بها في السابق.
في فترة الشباب كنا نستمتع بالشفاء من المرض بسرعة ملحوظة وكانت الكسور تلتئم في اقصر وقت ممكن والسبب كما هو واضح راجع الى قوة الجهاز المناعي والمعروف انه في الكهولة والشيخوخة تضعف فعالية الجهاز المناعي بشكل ملحوظ ويصبح الانسان اكثر عرضة للاصابة بالامراض ويزداد هذا الضعف بمرور الزمن خاصة مع اتباع نمط حياة سيء مثل السهر وعدم الحصول على قسط وافر من النوم والراحة وتناول أطعمة غثة لا تحتوي على العناصر الغذائية الاساسية التي يحتاج اليها الجسم كالفيتامينات والمعادن والالياف والبروتينات وقلة الحركة الجسمانية واهمال الرياضة والعجيب ان هناك اناساً في الستينات من اعمارهم يعتقدون ان بامكانهم اداء اعمال او القيام بانشطة كانوا يقومون بها وهم في الاربعينات ويفاجأون عند وقوع الحوادث بصعوبة الاصابات والاوجاع وبطء الشفاء بسبب كسل الجهاز المناعي وضعف المقاومة, ومن ناحية اخرى هناك امراض يصاب بها الكبار في السن, وليست لها علاقة بالشيخوخة وانما سببها عدم حصول الجسم على الغذاء الكافي الذي يحتوي على العناصر الاساسية اللازمة واهمال النشاط الجسماني وعدم ممارسة الرياضة وهذا الكسل مع الحرمان من الغذاء الكافي يؤدي الى خفض مستوى حيوية الجسم مع التقدم في السن اما زيادة النشاط والحركة مع تناول الغذاء الصحي فانهما يحققان اهدافا ايجابية ملموسة مع كبار السن, بل اتضح من الدراسات الاخيرة ان ممارسة التمرينات الرياضية تعمل على تنشيط الدفاع وحفز الذاكرة ودعم القدرات الذهنية والفكرية لدى الانسان وكلما زادت التمرينات الرياضيات والانشطة الجسمانية استفاد الانسان على المستويين البدني والذهني واستمتع بالمزيد من اليقظة الفكرية ويقول الخبراء: ان عدم النشاط البدني وقلة الحركة واهمال الرياضة من ابرز الاسباب التي تؤدي الى الاصابة بامراض خطيرة مثل السكري والسمنة وهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول والاصابة بامراض القلب واذا كنت راغباً في التمع بصحة جيدة وراحة نفسية متميزة وتفكير ذهني صاف في العقدين السابع والثامن فان عليك ممارسة الرياضة والقيام بنشاط بدني ملحوظ ويتم ذلك بصفة يومية من دون اهمال.
ان كثيراً من كبار السن للاسف لا يدركون ان اجراء تغييرات قليلة في حياتهم اليومية يمكنه ان يحقق نتائج ايجابية مدهشة وتخفف عنهم كثيراً من الآلام والاوجاع ومن بين هذه التغييرات المهمة تناول الغذاء الصحي الذي يعتمد اساساً على الخضراوات والفواكه والبقول والاسماك وممارسة الرياضة والحصول على قسط وافر من النوم والاسترخاء وعليك الا تنسى المكملات الغذائية من خلال جرعات اضافية مع تناول الوجبات الرئيسية وهذه المكملات تشمل الفيتامينات والمعادن والالياف والاحماض الدهنية مثل اوميغا 3 التي توجد في الاسماك الزيتية كالتونة والسردين والمكاريل والسلمون