وان الرسول محمد (ص) قال في غدير قم (الا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه )
((((صحة الحديث))))
تابع معي::
وأثبته أكثر المؤلفين في الحديث والتاريخ والتفسير والكلام، وأفرده بالتأليف آخرون، فلن تجد له إلا رنة تصك المسامع منذ هتف به داعي الرشاد حتى عصرنا الحاضر، وسيبقى ذكره مخلدا ما تعاقب الملوان، فليس من يجابهه بالانكار إلا كمن يتعاما عن الشمس الضاحية، وإنما راقنا البحث عما قيل في ذلك إصحارا بحقيقة راهنة، ألا؟ وهي إصفاق علماء الفريقين على صحة الحديث وتواتره، ليعلم القارئ أن من يحيد عن تلكم الخطة شاذ عن الطريقة المثلى، خارج تجاه ما اجتمعت عليه الأمة، وهو يقول: إن الأمة لا تجتمع على خطأ. فمنهم:
1 - الحافظ أبو عيسى الترمذي المتوفى 279 * قال في صحيحه 2 ص 298 بعد ذكر الحديث: هذا حديث حسن صحيح.
2 - الحافظ أبو جعفر الطحاوي المتوفى 279 * قال في " مشكل الآثار " ج 2 ص 308: قال أبو جعفر: فدفع دافع هذا الحديث وزعم أنه مستحيل وذكر أن عليا لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم في خروجه إلى الحج من المدينة الذي مر في طريقه بغدير خم بالجحفة، وذكر في ذلك ما قد حدثنا أحمد بإسناده قال: ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال:
دخلنا على جابر بن عبد الله فذكر حديثه في حجة النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: فقدم علي من
اليمن ببدن النبي. ثم ذكر بقية الحديث.
قال أبو جعفر: فهذا الحديث صحيح الاسناد، ولا طعن لأحد في رواته، وفيه:
إن ذلك القول كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة.
فقال هذا القاتل: فإن هذا الحديث روي عن سعد بن أبي وقاص في هذه القصة، وإن ذلك القول إنما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم في خروجه من المدينة إلى الحج لا في رجوعه من الحج إلى المدينة.
قال أبو جعفر: وكان الصحيح في ذلك أن الحكم (1) ما أخذ هذا عن عايشة ابنة سعد وإنما أخذه عن مصعب بن سعد، كذلك رواه غير الليث في روايته المأمون عليها، الضابط لها، الحجة فيها، وهو شعبة بن الحجاج.
3 - الفقيه أبو عبد الله المحاملي البغدادي المتوفى 330 * صححه في " أماليه " كما مر ص 55
4 - أبو عبد الله الحاكم المتوفى 405 * رواه بعدة طرق وصححها في " المستدرك " كما مر في محلها.
5 - أبو محمد أحمد بن محمد العاصمي * قال في " زين الفتى ": قال النبي صلى الله عليه وسلم:
من كنت مولاه فعلي مولاه. وهذا حديث تلقته الأمة بالقبول، وهو موافق بالأصول.
ثم رواه بطريق شتى كما مرت في محلها.
6 - الحافظ ابن عبد البر القرطبي المتوفى 463 * قال في الاستيعاب ج 2 ص 373 بعد ذكر حديث المواخاة وحديثي الراية والغدير: هذه كلها آثار ثابتة.
7 - الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي المتوفى 483 * قال في كتابه " المناقب " بعد روايته الحديث عن شيخه أبي القاسم الفضل بن محمد الاصبهاني: قال أبو القاسم: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رواه نحو مائة نفس منهم العشرة المبشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد.
____________
(1) راجع حديث سعد بن أبي وقاص في رواة الحديث من الصحابة.
الصفحة 3
8 - حجة الاسلام أبو حامد الغزالي المتوفى 505 * قال في " سر العالمين " ص 9 أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر: بخ بخ. إلخ.
يأتي تمام الكلام في المفاد إنشاء الله.
9 - الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي المتوفى 597 * قال في " المناقب " إتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة وكان معه من الصحابة ومن الأعراب وممن يسكن حوالي مكة والمدينة مائة وعشرون ألفا وهم الذين شهدوا معه حجة الوداع وسمعوا منه هذه المقالة، وقد أكثر الشعراء في ذلك في تلك الحكاية.
10 - أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 * قال في تذكرته ص 18 بعد ذكره الحديث مع صدره وذيله وتهنئة عمر بعدة طرق: وكل هذه الروايات خرجها أحمد بن حنبل في الفضايل بزيادات، فإن قيل: فهذه الرواية التي فيها قول عمر رضي الله عنه: أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ضعيفة. فالجواب: إن هذه الرواية صحيحة. وإنما الضعيف حديث رواه أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب عن عبد الله بن علي بن بشر عن علي بن عمر الدارقطني عن أبي نصر حبشون (1) بن موسى بن أيوب الخلال يرفعه إلى أبي هريرة وقال في آخرة: لما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه. نزل قوله: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي الآية. قالوا:
وقد إنفرد بهذا الحديث حبشون ونحن نقول: نحن ما استدللنا بحديث حبشون بل بالحديث الذي رواه أحمد في الفضايل عن البراء بن عازب وإسناده صحيح. إلى أن قال: إتفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي حجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث. نص صلى الله عليه وسلم على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة. ا ه. وسيأتي تمام كلامه في المفاد إنشاء الله.
11 - ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 655 * عده في شرح نهج البلاغة ج 2
____________
(1) في التذكرة: أبي نضير خيشون. وفيه تصحيف. وسنوقفك على صحة حديث حبشون.
الصفحة 4
ص 449 من الأخبار العامة الشايعة من فضايل أمير المؤمنين، ومر عنه ص 148: استفاضة حديث احتجاج أمير المؤمنين يوم الشورى وفيه حديث الغدير.
12 - الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658 * قال في " كفاية الطالب " ص 15 بعد ذكر الحديث من طرق أحمد: أقول، هكذا أخرجه في مسنده وناهيك به راويا بسند واحد وكيف وقد جمع طرقه مثل هذا الإمام. وقال بعد روايته من طرق الحافظ أبي عيسى الترمذي في جامعه: وجمع الدارقطني الحافظ طرقه في جزء، وجمع الحافظ ابن عقدة الكوفي كتابا مفردا فيه، ورووا أهل السير والتواريخ قصة غدير خم، وذكره محدث الشام في كتابه بطرق شتى عن غير واحد من الصحابة والتابعين، أخبرني بذلك عاليا المشايخ. وروى بإسناده ص 17 عن المحاملي ثم قال: قلت: هذا حديث مشهور حسن روته الثقات، وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض حجة في صحة النقل.
13 - الشيخ أبو المكارم علاء الدين السمناني المتوفى 736 * قال (في العروة الوثقى): وقال " رسول الله " لعلي عليه السلام وسلام الملائكة الكرام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي. وقال في غدير خم بعد حجة الوداع على ملأ من المهاجرين والأنصار آخذا بكتفه: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. وهذا حديث متفق على صحته، فصار سيد الأولياء وكان قلبه على قلب محمد عليه التحية والسلام، وإلى هذا السر أشار سيد الصديقين صاحب غار النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر حين بعث أبا عبيدة ابن الجراح إلى علي لاستحضاره قال: يا أبا عبيدة؟ أنت أمين هذه الأمة أبعثك إلى من هو في مرتبة من فقدناه بالأمس ينبغي أن تتكلم عنده بحسن الأدب. إلى آخر مقالته بطولها.
14 - شمس الدين الذهبي الشافعي المتوفى 748 * مر ص 156: إنه أفرد كتابا في حديث الغدير. وذكره بطرق شتى في " تلخيص المستدرك " وصحح غير واحد منها ويأتيك قوله: صدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، و أما: أللهم؟ وال من والاه. فزيادة قوية الاسناد. واعتمد على تصحيحه جمع من أعلام أصحابه كما ستقف على كلمات بعضهم
الصفحة 5
15 - الحافظ عماد الدين ابن كثير الشافعي الدمشقي المتوفى 774 * روى في تأريخه 5 ص 209 عن سنن الحافظ النسائي عن محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش " سليمان " عن حبيب بن ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم بلفظه المذكور بطريق النسائي ص 30 ثم قال: تفرد به النسائي من هذا الوجه (1) قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح. وروى حديث المناشدة في الرحبة وقال: هذا إسناد جيد. ورواه بطرق أحمد عن زيد وقال: هذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن، وقد صحح الترمذي بهذا السند حديثا في الريث. ورواه بطريق ابن جرير الطبري عن سعد بن أبي وقاص وقال: قال شيخنا الذهبي: وهذا حديث حسن غريب (2) ورواه بطريق آخر عن جابر بن عبد الله وقال: قال شيخنا الذهبي:
هذا حديث حسن. ورواه بطرق أخرى ثم قال: قال الذهبي: وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله قاله. وأما: أللهم؟ وال من والاه. فزيادة قوية الاسناد.
16 - الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى 807 * روى في مجمع الزوايد 9 ص 104 - 109 حديث الركبان المذكور من طريق أحمد والطبراني فقال رجال أحمد ثقات. وروى حديث المناشدة من طريق أحمد عن أبي الطفيل وقال: رجاله رجال الصحيح إلا فطر وهو ثقة. ورواه من طريق أحمد الآخر عن سعيد بن وهب وقال: رجاله رجال الصحيح. ورواه من طريق البزار عن سعيد وزيد ثم قال: رجاله رجال الصحيح إلا فطر وهو ثقة. ورواه من طريق أبي يعلى عن عبد الرحمن بن أبي يعلى ووثق رجاله. ورواه من طريق أحمد عن زياد بن أبي زياد ووثق رجاله. ورواه عن حبشي بن جنادة من طريق الطبراني ووثق رجاله. ورواه بطرق وأسانيد أخرى وصححها ووثق رجالها كما مرت في محلها.
17 - شمس الدين الجزري الشافعي المتوفى 833 * روى حديث الغدير بثمانين طريقا، وأفرد في إثبات تواتره رسالته " أسنى المطالب " المطبوعة، وقال بعد ذكر مناشدة أمير المؤمنين يوم الرحبة: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة
____________
(1) تحكم باطل يظهر على من راجع طرق زيد من كتابنا ص 29 - 37.
(2) لا أعرف للحديث غرابة إلا كونه في فضل أمير المؤمنين.
الصفحة 6
تواتر عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وهو متواتر أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلم فقد ورد مرفوعا عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير ابن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، والعباس بن عبد المطلب وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وحبشي بن جنادة، وعبد الله بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وأسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري، و سهل بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وصح عن جماعة منهم ممن يحصل القطع بخبرهم، وثبت أيضا أن هذا القول كان منه صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم كما أخبرنا شيخنا أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي قرائتا عليه: أخبرنا الإمام فخر الدين علي بن أحمد المقدسي. ثم ذكر حديث المناشدة بعدة طرق.
18 - الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 * رواه في " تهذيب التهذيب " في مواضع بعدة طرق منها ج 7: 337، وقال ص 339: قلت: لم يجاوز المؤلف (أبو الحجاج المزي المتوفى 742) ما ذكر ابن عبد البر وفيه مقنع ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر، وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر. وقال في فتح الباري 7 ص 61: وأوعب من جمع مناقبه (يعني عليا) من الأحاديث الجياد النسائي في كتاب " الخصايص " وأما حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا، وقد استودعها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.
19 - أبو الخير الشيرازي الشافعي (المترجم ص 132) * قال في (إبطال الباطل) الذي رد به على نهج الحق: وأما ما روي من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره يوم غدير خم
الصفحة 7
حين أخذ بيد علي وقال: ألست أولى؟ فقد ثبت هذا في الصحاح وقد ذكرنا سره في ترجمة كتاب [كشف الغمة في معرفة الأئمة].
20 - الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى 911 * قال: إنه حديث متواتر. وحكاه عنه غير واحد ممن تأخر عنه كما يأتي.
21 - الحافظ أبو العباس شهاب الدين القسطلاني المتوفى 923 * قال في " المواهب اللدنية " 7 ص 13: وأما حديث الترمذي والنسائي: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال الشافعي: يريد بذلك ولاء الاسلام كقوله تعالى: ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم. وقول عمر: أصبحت مولى كل مؤمن. أي: ولي كل مؤمن، و طرق هذا الحديث كثيرة جدا استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد له وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.
22 - الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المكي المتوفى 974 * قال في " الصواعق المحرقة " ص 25 عند رد استدلال الشيعة بحديث الغدير: وجواب هذه الشبهة التي هي أقوى شبههم يحتاج إلى مقدمة وهي بيان الحديث ومخرجه، وبيانه: إنه حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، فطرقه كثيرة جدا، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مر وسيأتي، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته، ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم. وقول بعضهم: إن زيادة أللهم وال من والاه. إلى آخره موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها، ثم تكلم في مقام الرد عليه في تواتره تارة وفي مفاده أخرى فقال: ولفظه عند الطبراني وغيره بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم خطب بغدير خم تحت شجرات فقال: أيها الناس؟ إنه قد نبأني اللطيف الخبير. إلى آخر ما مر ص 26، 27.
وقال في ص 73 في عد مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: الحديث الرابع: قال صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من
الصفحة 8
عاداه. الحديث وقد مر في حادي عشر الشبه وإنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا (1) وإن كثيرا من طرقه صحيح أو حسن، ومر الكلام ثم على معناه مستوفى. وقال في شرح همزية البوصيري ص 221 في شرح قوله:
وعلي صنو النبي ومن * دين فؤادي وداده والولاء
أي مناصرته والذب عنه والرد على من نازع في خلافته، ولم يبال بوقوع الإجماع عليها وعلى من خرجوا عليه ونازعوه الأمر ورموه بما هو برئ منه، وذلك عملا بما صح عنه صلى الله عليه وسلم وهو: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، إن عليا مني و أنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. ولتأكيد الذب عنه لكثرة أعدائه من بني أمية و الخوارج الذين بالغوا في سبه وتنقيصه مدة ألف شهر حتى المنابر خصه الناظم بذلك، ولهذا اشتغل جهابذة الحفاظ ببث فضايله رضي الله عنه نصحا للأمة ونصرة للحق، و من ثم قال أحمد: ما جاء لأحد من الفضايل ما جاء لعلي. وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بأسانيد الصحاح الحسان أكثر ما ورد في حق علي، فمن ذلك ما صح: أن الله تعالى يحبه وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه. بل روى الترمذي:
إنه كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلى أن قال: وإن آية المباهلة (سورة آل عمران 60) لما نزلت دعا صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وابنيها وقال: أللهم هؤلاء أهلي. وإنه قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب. لكن اعترض تصحيح الحاكم لهذا، وإنه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، رواه ثلاثون صحابيا، وإن الله تعالى أمره أن يحب أربعة وأخبره بأنه يحبهم منهم علي وإنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. وإن من سبه فقد سب النبي صلى الله عليه وسلم. وإنه يقاتل على (تأويل) القرآن كما قاتل صلى الله عليه وسلم على تنزيله. وإنه يهلك فيه اثنان: محب مفرط: ومبغض مبهت. وإن قاتله اللعين ابن ملجم أشقى الآخرين كما أن عاقر الناقة أشقى الأولين.
23 - جمال الدين الحسيني الشيرازي المتوفى 1000 * قال في (أربعينه) بعد ذكر حديث الغدير ونزول آية سأل سائل في القضية: أصل هذا الحديث سوى قصة الحارث تواتر عن أمير المؤمنين عليه السلام، وهو متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، ورواه
____________
(1) هؤلاء هم المشهود لعلي عليه السلام يوم الرحبة لا كل رواة الحديث.
الصفحة 9
جمع كثير وجم غفير من الصحابة فرواه ابن عباس، ثم روى لفظ ابن عباس وحذيفة ابن أسيد الغفاري وحديث الركبان.
24 - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن صلاح الدين الحنفي * قال في [المعتصر من المختصر] ص 413: روى أبو الطفيل واثلة بن الأسقع (1) قال: جمع الناس علي بن أبي طالب في الرحبة فقال: انشد بالله عز وجل كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول ما سمع؟ فقام أناس من الناس فشهدوا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم:
ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ وهو قائم ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه. قال أبو الطفيل:
فخرجت وفي نفسي منه شئ فلقيت زيد بن أرقم فأخبرته فقال: ما تتهم أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يلتفت إلى من أنكر خروج علي إلى الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم و مروره في طريقه بغدير خم، وقال: قدم علي من اليمن بالبدن، لأنه وإن لم يكن معه في خروجه إلى الحج فكان معه في رجوعه على طريقه الذي كان مروره به بغدير خم، فيحتمل أنه كان هذا الكلام في الرجعة يؤيده الحديث الصحيح: إنه كان القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم في رجوعه إلى المدينة من حجه عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحاته فقممن. وذكر الحديث بلفظ زيد المذكور من طريق النسائي ص 30.
25 - الشيخ نور الدين الهروي القاري الحنفي المتوفى 1014 * قال في [المرقاة شرح المشكاة] ج 5 ص 568 بعد رواية الحديث بطرق شتى: والحاصل أن هذا حديث صحيح لا مرية فيه، بل بعض الحفاظ عده متواترا إذ في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته (2) وقال ص 584: رواه أحمد في مسنده وأقل مرتبته أن يكون حسنا، فلا التفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث.
____________
(1) كذا في المعتصر والصحيح: أبو الطفيل عامر بن واثلة.
(2) إذا كان بلوغ رواة الحديث ثلثين موجبا لتواتره فكيف به إذا أنهيناهم في هذا الكتاب إلى ما ينيف على المائة صحابيا؟ ثم كيف به إذا أنهاهم الحافظ أبو العلاء العطار إلى مائتين وخمسين طريقا؟.
الصفحة 10
وأبعد من رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج من النبي صلى الله عليه وسلم ولعل سبب قول هذا القائل أنه وهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول عند وصوله من المدينة إلى غدير خم. ثم قال (بعضهم): إن زيادة أللهم وال من والاه. موضوعة مردود فقد ورد من طرق صحح الذهبي كثيرا منها.
26 - زين الدين المناوي الشافعي المتوفى 1031 * قال في " فيض القدير " 6 ص 218: قال ابن حجر: حديث كثير الطرق جدا قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد منها صحاح ومنها حسان. وفي بعضها: قال ذلك يوم غدير خم، وزاد البزار (1) في روايته: أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا فيما أخرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص: أمسيت يا بن أبي طالب؟ مولى كل مؤمن ومؤمنة. وأخرج أيضا: قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من الصحابة قال: إنه مولاي. ثم قال: بعد رواية حديث نزول آية: سأل سائل بعذاب واقع.
يوم الغدير: قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح.
وقال المصنف (السيوطي) حديث متواتر.
27 - نور الدين الحلبي الشافعي المتوفى 1044 * ذكره في " السيرة الحلبية " 3 ص 302 ما مر عن ابن حجر من صحة الحديث ووروده بأسانيد صحاح وحسان وعدم الالتفات إلى القادح في صحته، وعدم كون ذيله موضوعا، ووروده من طرق صحح الذهبي كثيرا منها.
28 - الشيخ أحمد بن باكثير المكي الشافعي المتوفى 1047 * قال في " وسيلة المآل في مناقب الآل " بعد رواية الحديث بلفظ حذيفة بن أسيد، وعامر بن ليلى، و ابن عباس، والبراء بن عازب: أخرج هذه الرواية البزار برجال الصحيح عن فطر بن خليفة وهو ثقة. وعن أم سلمة رضي الله عنها فذكر لفظها ثم لفظ سعد بن أبي وقاص فقال:
أخرج الدارقطني في الفضايل عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت أبا بكر رضي الله
____________
(1) إضافة هذه الزيادة إلى البزار فحسب تحكم باطل وقد أخرجها زرافات من الحفاظ كما أوقفناك عليه.
الصفحة 11
عنه يقول: علي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بهم والأخذ بهديهم فإنهم نجوم الهدى من اقتدى بهم اهتدى، وخصه أبو بكر بذلك رضي الله عنه لأنه الإمام في هذا الشأن وباب مدينة العلم والعرفان فهو إمام الأئمة و عالم الأمة، وكأنه أخذ ذلك من تخصيصه صلى الله عليه وسلم له من بينهم يوم غدير خم بما سبق، وهذا حديث صحيح لا مرية فيه ولا شك ينافيه، وروي عن الجم الغفير من الصحابة وشاع واشتهر، وناهيك بمجمع حجة الوداع، قال شيخ الاسلام العسقلاني رحمه الله تعالى:
حديث من كنت مولاه. أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. ويدل على ذلك ما روى أبو الطفيل رضي الله عنه: إن عليا رضي الله عنه وكرم وجهه جمع الناس وهو خليفة في الرحبة موضع بالعراق ثم قام فحمد الله وأثنى عليه. إلى آخر اللفظ المذكور ص 176.
29 - الشيخ عبد الحق الدهلوي البخاري المتوفى 1052 * قال في شرح المشكاة ما تعريبه: وهذا الحديث صحيح بلا شك، رواه جمع مثل الترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة رواه ستة عشر صحابيا، وفي رواية: سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به ولعلي لما نوزع أيام خلافته. وكثير من أسانيده صحاح وحسان ولا يلتفت إلى قول من تكلم في صحته ولا إلى قول بعضهم: إن زيادة أللهم وال من والاه. موضوع لأنها رويت بطرق شتى صحح أكثرها الذهبي. وقال في (لمعاته): هذا حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي. إلى آخر كلامه المذكور ثم قال: كذا قال الشيخ ابن حجر في " الصواعق المحرقة ".
30 - الشيخ محمود بن محمد الشيخاني القادري المدني * قال في (الصراط السوي في مناقب آل النبي): ومن تلك الأحاديث الواردة الصحيحة قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الترمذي والنسائي والإمام أحمد وغيرهم، وكم حديث صحيح ما أخرجه الشيخان. ثم روى حديث الرحبة بلفظ سعيد ابن وهب فقال: قال الذهبي: هذا حديث صحيح. ثم ذكر رواية أحمد حديث الرحبة
الصفحة 12
عن أبي الطفيل وزيد بن أرقم فقال: قال الحافظ الذهبي: هذا الحديث صحيح غريب (1) ثم رواه من طريق أبي عوانة عن أبي الطفيل عن زيد فقال: قال الحافظ الذهبي:
هذا حديث صحيح. ثم رواه من طريق الحافظين أبي يعلى والحسن بن سفيان فقال:
قال الحافظ الذهبي: هذا حديث حسن إتفق على ما ذكرنا جمهور أهل السنة.
وأما ما انفرد به أهل البدع من الاسماعيلية (2) ببلاد اليمن وخالف به أهل الجمعة والجماعة والسنن فإنهم قالوا في قوله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم أي مرجعه من حجة الوداع بعد أن جمع أصحابه وكرر عليهم قوله: ألست أولى بكم من أنفسكم؟
ثلثا وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي رضي الله عنه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، و انصر من نصره، وأدر الحق معه حيث دار: معنى المولى في هذا الحديث: الأولى لا الناصر وغيرهما من المعاني المشتركة، قال المدعي من الاسماعيلية: وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن لعلي رضي الله عنه ما لرسول الله من الولاء عليهم وجعل قوله أولا:
ألست أولى بكم من أنفسكم؟ سندا. وقال المدعي أيضا: لو كان المولى بمعنى الناصر والسيد وغيرهما لما احتاج إلى جمع الصحابة وإشهادهم، ولا أن يأخذ بيد علي ويرفعها، لأن ذلك يعرفه كل أحد، ولا يحتاج إلى الدعاء له بقوله: أللهم وال من والاه. إلى آخره، وقال المدعي أيضا: ولا يكون هذا الدعاء إلا لإمام معصوم مفترض الطاعة بعده. وبدليل جعله الحق تابعا لعلي لا متبوعا له، ولا يكون ذلك إلا لمن و وجبت طاعته وعصمته. وقال المدعي: فصح بهذا إن عليا رضي الله عنه هو الوصي وإنه نص من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن خلافة من تقدمه معصية. إنتهى افتراء المدعي.
أقول: قد مر الأحاديث الصحاح والحسان وليس فيها جميع ما ذكره المدعي بل الصحيح مما ذكرنا: من كنت مولاه فعلي مولاه. والصحيح ما ذكرناه أيضا: أللهم
____________
(1) ليس لغرابته وجه بالمعنى الاصطلاحي ولا بغيره إلا كونه في فضل أمير المؤمنين (ع).
(2) سيوافيك في بيان مفاد الحديث أن هذه البرهنة لم تختص بالاسماعيلية، وإنما هي مقتضى الحق الصراح، وقد قال به كل من بري ولاءا لأمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كولائه خلافة عنه.
الصفحة 13
وال من والاه. والصحيح ما ذكرناه أيضا: إن الله ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره. والصحيح مما ذكرنا أيضا قوله صلى الله عليه وسلم للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله؟
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم: وال من والاه، وعاد من عاداه. والصحيح مما ذكرنا أيضا: قوله صلى الله عليه وسلم: كأني دعيت فأجبت وإني قد تركت فيكم الثقلين:
كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، أللهم، وال من والاه، وعاد من عاداه. والصحيح مما ذكرنا أيضا: قوله صلى الله عليه وسلم: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا بلى. قال: فإن هذا مولى من أنا مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال:
هنيئا لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
إنتهى ما هو الصحيح والحسان وليس في ذلك من مخترعات المدعي ومفترياته (1) وقد استوعب طرق الأحاديث المذكورة وغيرها ابن عقدة في كتاب مفرد.
31 - السيد محمد البرزنجي الشافعي المتوفى 1103 * قال في تأليفه (النواقض):
إعلم أن الشيعة يدعون أن هذا الحديث نص جلي في إمامة علي رضي الله عنه وهو أقوى شبههم. والقدر الذي ذكرناه وهو: من كنت مولاه فعلي مولاه. من دون تلك الزيادة من الحديث صحيح وروي من طرق كثيرة (2).
32 - ضياء الذين المقبلي المتوفى 1108 * عد حديث الغدير في كتابه - الأبحاث المسددة في الفنون المتعددة - من الأحاديث المتواترة المفيدة للعلم.
وفي تعليق [هداية العقول إلى غاية السئول] 2 ص 30: نقل العلامة السيد عبد الله
____________
(1) لم يأت المدعي إلا بشئ مما صححه هذا الرجل ولم يزد عليه إلا بيانا في سرد الاحتجاج به (ولا مناص له من ذلك) فإن كان له نظر في الحجة فلماذا لم يبده؟ وستقف على لباب القول في هذه كلها إنشاء الله تعالى
(2) مر الايعاز إلى نص الحفاظ على صحة صدر الحديث وذيله وأنهما قويا الاسناد وسيوافيك القول الفصل في (القرائن المعينة) من الكتاب إنشاء الله تعالى.
الصفحة 14
ابن علي الوزير في " طبق الحلوى " تاريخه المعروف عن السيد محمد إبراهيم: إن حديث من كنت مولاه. له مائة وخمسون طريقا، لكن لم يعرف كل ذلك من حفاظ الحديث إلا الأفراد، وقال السيد العلامة محمد (1) بن إسماعيل الأمير رحمه الله: إن له مائة وخمسين طريقا. قال العلامة المقبلي (المترجم ص 142) بعد سرده لبعض طرق هذا الحديث:
فإن لم يكن هذا معلوما فما في الدين معلوم. وجعل هذا في الفصول من المتواتر لفظا و كذلك حديث المنزلة، وأقر الجلال كلام الفصول في تواتر حديث الغدير ولم يسلمه في حديث المنزلة قال: وإنما هو (يعني حديث المنزلة) صحيح مشهور لا متواتر (2).
وقال السيد الأمير محمد الصنعاني المذكور في - الروضة الندية شرح التحفة العلوية -: وحديث الغدير متواتر عند أكثر أئمة الحديث، قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الطبري: ألف محمد بن جرير فيه كتابا. وقال الذهبي:
وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه. وقال الذهبي في ترجمة الحاكم: فله طرق جيدة أفردتها بمصنف. قلت: عده الشيخ المجتهد نزيل حرم الله ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي في الأحاديث المتواترة التي جمعها في أبحاثه، وهو من أئمة العلم والتقوى و الانصاف، ومع إنصاف الأئمة بتواتره فلا يمل بإيراد طرقه بل يتبرك ببعض منها.
33 - الشيخ محمد صدر العالم * قال في - معارج العلى في مناقب المرتضى -:
ثم اعلم أن حديث الموالاة متواتر عند السيوطي رحمه الله كما ذكره في (قطف الأزهار) فأردت أن أسوق طرقه ليتضح التواتر فأقول: أخرج أحمد والحاكم عن ابن عباس وابن أبي شيبة وأحمد عنه عن بريدة، وأحمد وابن ماجة عن البراء. والطبراني عن جرير.
وأبو نعيم عن جندع الأنصاري. وابن قانع عن حبشي بن جنادة. والترمذي وقال:
حسن غريب. والنسائي والطبراني والضياء المقدسي عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم أو حذيفة بن أسيد. وابن أبي شيبة والطبراني عن أبي أيوب. وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقاص. والشيرازي في الألقاب عن عمر. والطبراني عن مالك بن الحويرث. وأبو نعيم في فضايل الصحابة عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم
____________
(1) أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر تأتي هناك ترجمته.
(2) خفى عليه تواتر حديث المنزلة وأنه من المتفق عليه.
الصفحة 15
وابن عقدة في كتاب الموالاة عن حبيب بن بديل بن ورقاء وقيس بن ثابت وزيد بن شراحيل الأنصاري. وأحمد عن علي وثلاثة عشر رجلا. وابن أبي شيبة عن جابر. وأخرج أحمد وابن أبي عاصم في السنة عن زاذان بن عمر قال: سمعت عليا في الرحبة (فذكر إلى آخر الحديث) ثم قال: وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم (فذكر لفظهما ثم قال): وأخرج الطبراني عن ابن عمر. وابن أبي شيبة عن أبي هريرة واثنى عشر من الصحابة. وأحمد والطبراني والضياء عن أبي أيوب وجمع من الصحابة. والحاكم عن علي وطلحة. وأحمد والطبراني والضياء عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلا من الصحابة.
وأبو نعيم في فضايل الصحابة عن سعد. والخطيب عن أنس. وأخرج عبد الله بن أحمد وأبو يعلى وابن جرير والخطيب والضياء عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: شهدت عليا في الرحبة (فذكر الحديث بتمامه) ثم قال: وأخرج الطبراني عن عمرو بن مرة وزيد ابن أرقم معا. وأخرج الطبراني والحاكم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (فذكر الحديث باللفظ الذي أسلفناه) فقال: وأخرج الطبراني عن حبشي بن جنادة. وأخرج أبو نعيم في فضايل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب.
34 - السيد ابن حمزة الحراني الدمشقي الحنفي المتوفى 1120 * روى حديث الغدير في كتابه " البيان والتعريف " 2 ص 136 و 230 من طرق الترمذي و النسائي والطبراني والحاكم والضياء المقدسي، ثم قال: قال السيوطي حديث متواتر.
35 - أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 * قال في " شرح المواهب " 7 ص 13 بعد ذكر كلام المصنف المذكور ص 300: وخصه لمزيد علمه، ودقائق استنباطه وفهمه، وحسن سيرته، وصفاء سريرته، وكرم شيمه، ورسوخ قدمه (إلى أن قال): و للطبراني وغيره بإسناد صحيح: إنه صلى الله عليه وسلم خطب بغدير خم وهو موضع بالجحفة برجعة من حجة الوداع (فذكر الحديث) وفيه: يا أيها الناس؟ إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، و أدر الحق معه حيث دار. وزعم بعض أن زيادة: أللهم وال. إلخ. موضوعة، مردودة بأن ذلك جاء من طرق صحح الذهبي كثيرا منها، وروى الدارقطني عن سعد قال: لما
الصفحة 16
سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا: أمسيت يا بن أبي طالب؟ مولى كل مؤمن ومؤمنة (ثم ذكر حديث نزول آية سأل سائل حول القضية وترجم ابن عقدة وأثنى عليه فقال): وهو متواتر رواه ستة عشر صحابيا (1) وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته، فلا التفات إلى من قدح في صحته ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج معه صلى الله عليه وسلم.
36 - شهاب الدين الحفظي الشافعي، أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر * قال في - ذخيرة الأعمال في شرح عقد جواهر اللآل -: هذا حديث صحيح لا مرية فيه أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة. قال الإمام أحمد رحمه الله: وشهد به لعلي ثلاثون صحابيا لما نوزع في أيام خلافته.
37 - ميرزا محمد البدخشي * قال في " نزل الأبرار " ص 21: هذا حديث صحيح مشهور، ولم يتكلم في صحته إلا متعصب جاحد لا اعتبار بقوله، فإن الحديث كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نص الذهبي على كثير من طرقه بالصحة، ورواه من الصحابة عدد كثير.
وقال في [مفتاح النجا في مناقب آل العبا]: أخرج الحكيم في " نوادر الأصول " و الطبراني بسند صحيح في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بغدير خم تحت شجرة فقال: يا أيها الناس؟ قد نبأني اللطيف الخبير - إلى آخر ما مر ص 27 - فقال: وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما - باللفظ الذي أسلفناه ص 30 - ثم قال: وأخرج أحمد عن علي وأبي أيوب الأنصاري. وعمرو بن مرة. وأبو يعلى عن أبي هريرة. وابن أبي شيبة عنه وعن اثنى عشر من الصحابة. والبزار عن ابن عباس وعمارة وبريدة. والطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وأبي أيوب وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس. والحاكم عن علي وطلحة.
وأبو نعيم في فضايل الصحابة عن سعد. والخطيب عن أنس رضي الله عنهم - ثم ذكر الحديث فقال: وفي رواية أخرى للطبراني عن عمرو بن مرة وزيد بن أرقم وحبشي بن جنادة رضي الله عنهم
____________
(1) هذا ما وصلت إليه حيطته وهو يرى تواتر الحديث به. وقد أسلفنا أن رواته من الصحابة تربو على المائة.
الصفحة 17
مرفوعا بلفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واعن من أعانه. وعند ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا:
أللهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه. وفي أخرى لأبي نعيم في " فضايل الصحابة " عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب معا مرفوعا: ألا؟ إن الله وليي وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه. ولأحمد في رواية أخرى.
ولابن حبان والحاكم والحافظ أبي بشر إسماعيل بن عبد الله العبدي الاصبهاني المشهور بسمويه عن ابن عباس عن بريدة (وذكر لفظه) وللطبراني في رواية أخرى عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (وذكر لفظه) وعند الترمذي والحاكم عن زيد بن أرقم (وذكر لفظه) أقول: هذا حديث صحيح مشهور نص الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة. وهو كثير الطرق جدا. وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد. وأخرج أحمد عن أبي الطفيل قال جمع علي كرم الله وجهه الناس في الرحبة (ثم ذكر حديث الرحبة).
38 - مفتي الشام العمادي الحنفي الدمشقي المتوفى 1171 * عده في - الصلاة الفاخرة - ص 49 من الأحاديث المتواترة، يرويه كما قال في أول كتابه من عشرة مشايخ فأكثر نقلا عن الترمذي والبزار وأحمد والطبري وأبي نعيم وابن عساكر وابن عقدة وأبي يعلى.
39 - أبو العرفان الصبان الشافعي المتوفى 1206 * قال في (إسعاف الراغبين) في هامش نور الأبصار ص 153 بعد رواية الحديث: رواه عن النبي ثلاثون صحابيا، وكثير من طرقه صحيح أو حسن.
40 - السيد محمود الآلوسي البغدادي المتوفى 1270 * قال في " روح المعاني " 2 ص 249: نعم ثبت عندنا أنه صلى الله عليه وسلم قال في حق الأمير هناك (يعني غدير خم): من كنت مولاه فعلي مولاه. وزاد على ذلك كما في بعض الروايات، لكن: لا دلالة (1) في
____________
(1) ستقف على دلالته في بيان مفاد الحديث. وإنما الغرض من كلامه هو البخوع لصحة السند.
الصفحة 18
الجميع على ما يدعونه من الإمامة الكبرى والزعامة العظمى. وقال في ج 2 ص 350:
قال الذهبي: إنه صحيح. ونقل عن الذهبي أيضا أنه قال: إن من كنت مولاه. متواتر يتيقن أن رسول الله قاله، وأما أللهم؟ وال من والاه: فزيادة قوية الاسناد.
41 - الشيخ محمد الحوت البيروتي الشافعي المتوفى 1276 * قال في " أسنى المطالب " ص 227: حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. رواه أصحاب السنن غير أبي داود ورواه أحمد وصححوه. وروي بلفظ: من كنت وليه فعلي وليه. ورواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه.
42 - المولوي ولي الله اللكهنوي * قال في - مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين - بعد ذكر الحديث بغير واحد من طرقه ما تعريبه: وليعلم أن هذا الحديث صحيح وله طرق عديدة، وقد أخطأ من تكلم في صحته إذ أخرجه جمع من علماء الحديث مثل الترمذي والنسائي، ورواه جمع من الصحابة وشهدوا به لعلي في أيام خلافته، ثم ذكر حديث المناشدة وإصابة الدعوة.
43 - الحافظ المعاصر شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الحضرمي * قال في كتابه: " تشنيف الآذان " ص 77: وأما حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. فتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية نحو ستين شخصا لو أوردنا أسانيد الجميع لطال بنا ذلك جدا، ولكن: نشير إلى مخرجيها تتميما للفائدة، ومن أراد الوقوف على طرقها وأسانيدها فليرجع إلى كتابنا في المتواتر فنقول:
رواه أحمد في مسنده وابن أبي عاصم في السنة عن علي وثلاثة عشر رجلا من الصحابة، ورواه النسائي في الخصايص عن علي وبضعة عشر رجلا، ورواه عنه وعن جماعة معه أيضا الطحاوي في مشكل الآثار والبزار في المسند وابن عساكر وآخرون، ورواه ابن راهويه في المسند وابن جرير في تهذيب الآثار وابن أبي عاصم في السنة و الطحاوي في مشكل الآثار والمحاملي في الأمالي وابن عقدة والخطيب من حديث ابن عباس، ورواه أحمد والنسائي في الكبرى والخصايص وابن ماجة والحسن بن سفيان و الدولابي في الكنى وابن عساكر في التاريخ من حديث البراء بن عازب، ورواه أحمد والترمذي والنسائي في الكبرى وابن حبان في الصحيح والبزار والدولابي في الكنى و
الصفحة 19
الطبراني والحاكم وآخرون عن زيد بن أرقم، ورواه أحمد والنسائي في الكبرى و الخصائص وسمويه في فوائده وعثمان بن أبي شيبة وابن جرير في التهذيب وابن حبان والحاكم والطبراني في الصغير وأبو نعيم في الحلية وتاريخ إصبهان والفضايل وابن عقدة وابن عساكر من طرق تبلغ حد التواتر عن بريدة، ورواه أحمد والنسائي في الكبرى والطبراني من حديث أبي أيوب، ورواه الترمذي وابن عقدة والطبراني والدارقطني و من طريقه ابن عساكر من حديث حذيفة بن أسيد إلا أنه عند الترمذي على الشك، و رواه النسائي وابن ماجة وسعيد بن منصور وابن جرير في التهذيب والبزار وابن عقدة وابن عساكر من حديث سعد بن أبي وقاص، ورواه ابن أبي شيبة والبزار في مسنديهما و أبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن عقدة، ورواه الطبراني في الصغير وابن عقدة وأبو نعيم في الحلية والتاريخ والخطيب وابن عساكر من حديث أنس بن مالك، ورواه الحاكم والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في التاريخ وابن عساكر من حديث أبي سعيد، ورواه عثمان بن أبي شيبة والنسائي في سننهما وابن عقدة وأبو يعلى والطبراني والبانياسي في جزئه وأبو نعيم في تاريخ إصبهان وابن عساكر في تاريخ دمشق من حديث جابر بن عبد الله، ورواه الطبراني من حديث عمرو بن ذي مر، ورواه عثمان بن أبي شيبة في سننه وابن عقدة والطبراني وابن عدي ومن طريقه ابن عساكر من حديث ابن عمر، ورواه ابن عقدة والطبراني وابن عساكر من حديث مالك بن الحويرث، ورواه أبو نعيم في الحلية والطبراني و أبو طاهر المخلص وابن قانع وابن عساكر عن حبشي بن جنادة، ورواه الطبراني وابن عقدة من حديث جرير بن عبد الله البجلي، ورواه البزار من حديث عمارة، والطبراني وابن عقدة وابن عساكر من حديث عمار بن ياسر، وابن عساكر من حديث رباح بن الحارث، ومن حديث عمر ابن الخطاب، ومن حديث نبيط بن شريط، ورواه ابن عقدة وابن عساكر من حديث سمرة بن جندب، ورواه الطوسي في أماليه من حديث أبي ليلي، ورواه أبو نعيم في الصحابة من حديث جندب الأنصاري، ورواه ابن عقدة في كتاب الموالاة من حديث جماعة بأسانيد متعددة منهم: حبيب بن بديل، وقيس بن ثابت، وزيد بن شرحبيل، والعباس بن عبد المطلب، والحسن بن علي وأخوه، وعبد الله بن جعفر، وسلمة بن الأكوع، وزيد بن أبي ثابت، وأبو ذر، وسلمان الفارسي، ويعلى بن مرة، وخزيمة بن ثابت، وسهل بن حنيف، وأبو
الصفحة 20
رافع، وزيد بن حارثة، وجابر بن سمرة، وضمرة الأسلمي، وعبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن بسر المازني، وعبد الرحمن بن يعمر الديلمي، وأبو الطفيل، وسعد بن جنادة، وعامر بن عميرة، وحبة بن جوين، وأبو أمامة، وعامر بن ليلى، ووحشي بن حرب، وعايشة، وأم سلمة، ورواه الحاكم من حديث طلحة بن عبيد الله..
وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
وهو السميع العليم * وإن تطع أكثر من في
الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون
إلا الظن وإن هم إلا يخرصون
(سورة الأنعام 115، 116)
الصفحة 21
محاكمة حول سند الحديث
وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم
(سورة المائدة)
لقد أوقفك البحث والتنقيب البالغان على زرافات من علماء الأمة وحفاظ الحديث ورؤساء المذهب (ألسنة والجماعة) رووا حديث الغدير وأخبتوا وسكنوا إليه.
وعلى آخرين رووا عنه كل ريبة وشك، وحكموا بصحة أسانيد جمة من طرقه، وحسن طرق أخرى، وقوة طايفة منها، وهناك أمة من فطاحل العلماء حكموا بتواتر الحديث، وشنعوا على من أنكر ذلك، ولقد علمت أن من رواه من الصحابة في ما وقفنا على روايته مائة وعشرة صحابي، ومر ص 155: أن الحافظ السجستاني رواه عن مائة و عشرين صحابيا. وأسلفنا ص 158 عن الحافظ أبي العلاء الهمداني: إنه رواه بمائتي و وخمسين طريقا. وعليه فقس رواية التابعين ومن بعدهم في الأجيال المتأخرة. فلن تجد فيما يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديثا يبلغ هذا المبلغ من الثبوت و اليقين والتواتر. وقد أفرد شمس الدين الجزري (المترجم ص 129) رسالة في إثبات تواتره ونسب منكره إلى الجهل، فهو كما مر ص 307 عن الفقيه ضياء الدين المقبلي:
إن لم يكن معلوما فما في الدين معلوم. وص 295 عن العاصمي: حديث تلقته الأمة بالقبول، وهو موافق بالأصول. وص 296 عن الغزالي: إنه أجمع الجمهور على متنه.
وص 295: إتفق عليه جمهور أهل السنة. وص 309 عن البدخشي: حديث صحيح مشهور ولم يتكلم في صحته إلا متعصب جاحد لا اعتبار بقوله. وص 297: إنه حديث متفق على صحته، وإن صدره متواتر يتيقن أن رسول الله قاله، وذيله زيادة قوية الاسناد. وص 311: إنه حديث صحيح قد أخطأ من تكلم في صحته. وص 310:
الصفحة 22
إنه حديث مشهور كثير الطرق جدا. وص 310 من قول الآلوسي: نعم ثبت عندنا إنه صلى الله عليه وسلم قاله في حق علي. وص 302، حديث صحيح لا مرية فيه. وص 299، 301:
إنه متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ومتواتر عن أمير المؤمنين أيضا، رواه الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلم (يعني علم الحديث). وص 304:
إنه حديث صحيح لا مرية فيه ولا شك ينافيه، ولا يلتفت إلى قول من تكلم في صحته، و لا إلى قول من نفى الزيادة. وص 299: إنه متواتر لا يلتفت إلى من قدح في صحته و صح عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم. وص 295 عن الاصبهاني: حديث صحيح ثابت لا أعرف له علة، قد رواه نحو مائة نفس منهم العشرة المبشرة. إلى كلمات أخرى ذكرت مفصلة.
لكن بين ثنايا العصبية ومن وراء ربوات الأحقاد حثالة حدى بهم الانحياز عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى تعكير هذا الصفو وإقلاق تلك الطمأنينة بكل جلبة ولغط، فمن منكر صحة صدور الحديث (1) معللا بأن عليا كان باليمن وما كان مع رسول الله في حجته تلك. إلى آخر ينكر صحة صدر الحديث (2) ويقول:
لم يروه أكثر من رواه. إلى ثالث يضعف ذيله (3) ويقول: لا ريب أنه كذب. ورابع يطعن في أصله، ويعتبر الدعاء الملحق به (4) ويقول: لم يخرج غير أحمد إلا الجزء الأخير من قوله صلى الله عليه وسلم أللهم؟ وال من والاه. إلخ.
وقد عرفت تواتر الجميع والاتفاق على صحته ونصوص العلماء على اعتبار هذه كلها، غير آبهين بكل ما هناك من الصخب واللغب، فالإجماع قد سبق المهملجين و لحقهم حتى لم يبق لهم في مستوى الاعتبار مقيلا.
وهناك من يقول تارة: إنه لم يروه علمائنا (5) وأخرى: إنه لا يصح من طريق
____________
(1) حكاه الطحاوي وغيره عن بعض وأجابوا عنه كما سبق ص 294 و 300.
(2) التفتازاني في المقاصد ص 290 وقلده بعض من تأخر عنه.
(3) ابن تيمية في منهاج السنة 4 ص 85.
(4) محمد محسن الكشميري في نجاة المؤمنين.
(5) قاله ابن حزم في المفاضلة بين الصحابة.
الصفحة 23
الثقات (1) وق