التوبة ليست مجرد تحريك اللسان بقول (أستغفر الله وأتوب إليه)
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف لأنبياء والمرسلين محمد
صلى الله عليه واله وسلم
************************
مدخل:
ماهي التوبة؟
التوبة ليست مجرد تحريك اللسان بقول (أستغفر الله وأتوب إليه)
بل التوبة يجب أن تكون نابعة من القلب والعقل والروح من داخل الإنسان.
وهي عبارة عن أن يقف الإنسان بين يدي الله عز وجل بحالة خضوع وخشوع
ويتعذر عن كل ما ارتكبه من ذنوب وفعله من معاصي ويندم عليها ويعاهد الله
على الا يعود إلى فعلها مرة ثانية.
وبذلك يكون الإنسان قد تاب إلى الله توبة نصوحا.
*********************************
2- شروط التوبة :
وقد جمعتها رواية عن أمير الؤمنين (ع) حيث قال لقائل بحضرته:
أستغفر الله ثكلتك أمك أدري ما الإستغفار؟
إن الأستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان
أولها الندم على ما مضى
والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا
والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم
حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة
والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها
الخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد
والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول ((أستغفر الله)).
*********************************
3- هل الله يقبل توبة التائبين؟
الجميع يعلم أن (رحمة الله وسعت كل شيء).
وبذلك نستنتج: أن الإنسان يسطيع أن يدخل إلى دار رحمة الله من باب التوبة
وحينما يتوب الإنسان إلى الله من ذنوب فإن الله يستقبل توبته حتما.
قال تعالى (وهو الذي يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات).
وهكذا تشمل الرحمة الإلهية الإنسان التائب حتى يصبح كمن الاذنب له.
كما يخبر رسول الله (ص) (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
******************************************
4- هداية التائبين:
للتوبة ثمار طبية في حياة الإنسان أعطاه الله تعالى إياها إنها تطيل العمر وسعة الرزق
والأهم من ذلك كله أنها تجعل الإنسان حبيب إلى الله.
قال تعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ).
****************************************
دعاء للتوبة:
قال الإمام زين العابدين (ع)
((إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي وجعلني التباعد منك لباس مسكنتي وأمات قلبي عظيم جنايتي فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي ويا سؤالي ومنيتي فوعزتك ما أجد
لذنوبي سواك غافرا)).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء.