خاص أخباركو - تقرير نجاح جعرور - عدسة داليا المغربي-
أمهات ملامحهن تحاكي واقع معاناه ،، بانت عليهن تجاعيد الزمن لتذكر تفاصيل سنواتٍ من العمل في بيع حبات من الليمون الحامض أو النعناع الأخضر أو قطع من الجُبن
مضى العمر وهن يعيشن نفس السيناريو الباءت دون إختلاف في تفاصيله سوى شبابُ يهتري وعمر يمضي ،،وصحة لاتدوم إلا من خالق هذه الأجساد
فقدت بصرها ،،ولكنها لم تفقد أملها في الله
الحاجه أ.ع - يمر عمرها وهي على ذات الحال كل صباح تأخذ بسلتها الصغيرة وبها بعضاً من الليمون والنعناع وحبات البرتقال لتبيعها في السوق ،،تبقى حتى مغيب الشمس لعل هذه الأشياء البسيطة تجعلها تعتاش ولو قليلاً بنفس ذات اليوم ،،، مرت أعوام وأعوام على هذا الحال ولم يتغير سوى ملامحها العاكسة لمحاكاة زمن يقهر لايرحم به أحداً فهي سيدة في الثمانين من عمرها بدأت بالبيع منذ كانت في عمر العشرينيات استيقظت على واقع مرير لتجد نفسها أرملةً في عمر الزهور مسؤولة عن أبناءها ،،أنهكها تعب سنوات عجزت وفقدت عيونها الرؤية الكاملة إلا أنها تحدت كل الصعاب ورفضت التخلي عن مصدر رزقها وكل ماتتمتم به من كلمات " أنا بجري على يتامى من زمان "
نفس الحكاية ولكن بسيناريو مختلف
الحاجة ح.م خمسة وعشرون عاماً في بيع الجبنه ،،أخذ الموت زوجها لكنهاا ربت وعلمت أولادها ليصبحوا حاصلين على أعلى مستويات من العلم ولهم وظائفهم الخاصة لكنها ترفض أن تأخذ شيكل واحد من أبناءها ،،وتُصٍر على بيع الجبنه التي أدمنت على صُنعها منذ خمسة وعشرون عاماً،، لتبيعها في السوق
حين سألتها : لو أرغمك أحد أبناءك على ترك بيع الجبنه ماذا تفعلين ؟
أجابتني وكأن أحداً يسرق منها روحها " ماببطل أبيع جبنه إلا لما أموت "
وكأن ارتباط الحياة يكمن في قطع صغيرة من الجبنه
في ريعان شبابها الأربعين
الحاجه خ .ن تأتي من الشمال إلى سوق الزاويه بغزة لتشتري بعض الجُبن بثمن بخس لتربح بعض الشواكل لعلها تعتاش بهم هي وأولادها اليتامي الغير متعلمين وذلك لسوء الوضع المعيشي وحياتهم التي تعدت خط الفقر
ولزوجات الأبطال وجه أخر في الصمود
الحاجه ك .س خمسة عشر عاماً في بيع الفلفل الذي تصنعه بأيديها لتبيعه في السوق مع بعض حزم البقدونس والجرادة ،،لتغطي مصاريف إبنتها المريضه بالسرطان ولتقدر أن تزوج إبنها الوحيد على أربع فتيات بعدما تخطى عمره الثلاثون عاماً وبلا عمل .
وعن سؤالي لها عن زوجها ،قالت لي والعبرات في عيونها وصوتها المخنوق بغصة ألم الفراق " زوجي يابنتي فدائي من تعون زمان أيام أبو عمار توفى قبل 6 شهور كان طيب الله يرحمه ما خلاني أحتاج لحد أنا اللي طلبت منه أشتغل عشان أساعده بعيشتنا قبضتوا مابتكفي إشي وعشان إنعلم هالبنات ،، وهو ما إعترض لأنه الشغل لاعيب ولاحرام وهادا هو الحال "
ويبقى الحال من المحال فهذه بعض من حكايات أمهات قسي عليهن الزمن وتذوقن مرار الدنيا في ريعان شبابهن ،،ليصبحن بطلات حكايات الليمون والنعناع والفلفل والجبن الأبيض
فرغم كل الصعوبات تبقى الأم معطاءه لأبناءها حتى لو كبروا وتزوجوا وأصبحوا مسؤولون عن أولادهم إلا أن الأم هي الأم
" وتبقى الجنة تحت أقدام الأمهات "
الموضوع على موقع أخباركو
http://akhbarko.net/member/akhbarkonews/blog/6200/7akaia