- من كتاب ( تجريد التوحيد المفيد ) للإمام أحمد بن علي المقريزي .
- لباب التوحيد وما يخرج عنه :
ولباب التوحيد أن يرى الأمور كلها لله تعالى ، ثم يقطع الالتفاف إلى الوسائط وأن يعبده سبحانه عبادة يفرده بها ولا يعبد غيره . ويخرج عن هذا التوحيد اتباع الهوى .. فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبوده قال الله تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )" الجاثية :23 " .
وإذا تأملت عرفت أن عابد الصنم لم يعبده ، وإنما عبد هواه ، وهو ميل نفسه إلى دين آبائه فيتبع ذلك الميل ، وميل النفس إلى المألوفات أحد المعاني التي يعبر عنها بالهوى ، ويخرج عن هذا التوحيد السخط على الخلق والالتفات إليهم ، فإن من يرى الكل من الله يسخط على غيره أو يأمل سواه . وهذا التوحيد مقام الصديقين . (3: 1)