كنا نراهم من حولنا في المسجد فمنهم من يتصدر الامامه ,ومنهم من يملك صوتا عذبا
ومنهم من
يلقي كلمه تحث علي الأخلاق الكريمة .فكانوا في أعيننا كبارا بما يقدمونه لنا ..وكان في
الأعياد
بصمه لا تنسي عندما يقومون الليل علي تجهيز ساحات العيد ..كنا نشفق عليهم تمام
الاشفاق فيما
مضي عندما نعلم أن أحدهم أعتقل أو أنه أقتيد الي أمن الدولة للسؤال ..كنا نؤازرهم
وننتخبهم
ونساندهم ضد هذا الحزب الذي جعل من مصر تركة خالصة لهم وبان هذا الشعب لا يملك
ارادته
ولا يستحق أن تعلوا كلمته .كنت آتي للانتخابات من أي مكان أكون فيه وأنا علي علم تام
أن
الانتخابات مزورة ولكني آتي لأقول للاستبداد والتغييب والظلم لا ..حتي قامت الثورة
وتغيرت
الأوضاع فلم نجد أمامنا خيرا منهم لنأتمنهم علي أمانة الوطن وبالرغم من أننا كنا مؤمنين
بأن
الدستور أولا ولامعني لتعديلات ومجلس تشريعي قبل الدستور الا أننا قلنا نعم للتعديلات
وتأكيدا
علي ثقتنا فيهم وجاء مجلس الشعب بما جاء وجلسنا نتابع جلساته وانتظرنا التشريعات
والتغييرات
التي ستحدث ولكننا لم نري الا أناسا .اشتاقت الي الأضواء وكانت خطابات لا تعرف الا
الصوت
العالي, والخالي من أي منطق حتي حل المجلس الذي لم يجعل هناك تكافؤ في الفرص بين
القائمة
والفردي والذي اشترك في صناعته وعواره هؤلاء ..حتي جاءت انتخابات الرئاسة ولم
نتوقع بأي
حال أن يكون الاختيار بالأخير بين اختيارين أحلاهما مر علي أقل تقدير وبالرغم من ذلك
أوليناكم
ثقتنا بعد عده اجتماعات كان ضميرنا هو محركنا وليست فناعاتنا التي بدأت تتغير علي
ضوء
ممارساتكم علي الأرض والنفق المظلم الذي أخذتمونا اليه ..ونذكركم بأن أصواتكم
لمرشحكم
بمناصريكم كانت لا تذيد عن خمسة مليونا ..فكيف صارت خمسة عشر مليونا .ونجح
الرئيس محمد
مرسي وكلنا أمل في التغيير الحقيقي لأحوال البلاد ..فما رأينا الا شق الصف وتوحيد
المعارضة
واستعداء للشعب الذي بدوره رفض كل ماتقولونه وما تفعلونه ..ومارأينا منكم في الشهور
الماضية
شيء يندي له الجبين حياء وخجل فالاعلان الدستور هو اعلان ثوري يرد الحقوق وعندما
اكتشف
الناس ديكتاتورية هذا الاعلان ورفضوه كان العقاب هناك عند الاتحادية ومن قبله في جمعة
الحساب حين رأينا بأعيننا ما لم نتوقعه أبدا منكم في معاملة معارضيكم وسقطت القتلي
وكان
التبرير أن من قتل هو منا وليس من أي طرف آخر وهذا سخف ما بعده سخف فمن اعتدي
وذهب
يتحمل مسؤلية من قتل من هنا أو من هناك ..وفي ظل كل هذه الأجواء يخرج علينا الرئيس
بمرسوم بقانون لذياده أسعار بعض السلع وفرض ضرائب علي أخري لتذهبون بعقلنا
وتعصفون
بما تبقي منه .ليعود الرئيس بعد ساعات عندما يكتشف أن هذا الأمر هو ذياده أعباء علي
الفقير
وتقولون بأن الرئس لم يكن يعلم وتنسون أن الرئيس هو من يملك التشريع وبنشره في
الصحيفة
يعني أنه خارج من الرئيس لا غيره ..حتي يأتي الدستور الذي تريدون فرضه بأي طريقه
وبأي
وسيلة لتذيدون الانقسام انقساما والعداء كراهيه وبغض النظر عما فيه من محاسن أو
مساويء ..كان التسويق له عند الكثير ممن لا يعرفون ما معني دستور أصلا هو الاستقرار
والشريعة حتي أني سمعت هذه العباره تتردد علي كثير من الألسنه ولم أصدق أن هناك
بطاطين
أتت بليل للتوزيع ومؤازرة نعم الا عندما تأكدت بنفسي من ذلك ..وهنا سؤال يطرح نفسه
ما الفرق
بينكم وبين الحزب الوطني ؟؟؟ ربما يكون اسم الحزب والوسائل هو الاختلاف
بينكم ..اتقوا الله ولا
تستهينوا بالشعب ولا تجعلوا من أنفسكم أوصياء عليه ولا تكذبون علي الشعب فليس
الكذب من
الاسلام في شيء وعودوا الي الدعوة فلن يكون فيها خساره لكم وسيذيد بها أتباعكم ..أما
أحوالكم
التي نراها لا تبشربخير لكم ولا للبلاد ..وأما الحديث عن مؤامرة تتزعمها الامارات
وأطرافها
شفيق وجبهة الانقاذ بدون دليل فهذا محض افتراء وافلاس وتشويه لرموز الثورة
الحقيقية ولكنكم
تكذبون علي أنفسكم قبل الكذب علينا ..ان كان هناك مؤامرة ونحن ضدها ونحن مع
الشرعية
فلتكشف ويتم القبض علي المتآمرين وسنكون معكم لا ريب في ذلك ان كانت هناك أدلة
تدين
هؤلاء وفي النهاية.. لا أري أن جماعة الاخوان قد نجحت في شيء الا أنها اكتسبت
عداوات كثيرة
وانصراف الكثير ممن كانوا يدعمونهم وتفتيت الأرضية الشعبية التي كانت تدعمهم
وتؤازرهم فلمن
له عقل فليقارن بين استفتاء مارس ومجلس الشعب والرئاسة والاستفتاء الحالي ليعرف
أين يتجه
الاخوان بالبلاد وبالدعوة وبأنفسهم ....عابر