تعتبر البدانة مشكلة صحية كبيرة، وتكتسب هذه المشكلة أهمية قصوى لدى الفتيات المراهقات والنساء،
إذ تسيطر على الفتاة المراهقة بعض الأفكار والمشاعر المتعلقة بزيادة الوزن والبدانة هوس التمتع بجسد نحيف ومتناسق،
ومن جراء ذلك تصاب الفتاة باضطرابات في الشهية، ومن هذه الاضطرابات الجسدية النفسية المنشأ نذكر:
القمه العصابي Anorexia
وهو يعرف أيضاً بفقد الشهية العصابي، ويحدث عادة عند البلوغ، حيث تخشى الفتاة المراهقة زيادة الوزن،
ولهذا فهي تعمد الى التقليل من تناولها لمختلف أصناف الطعام سواء أكانت هذه الأصناف تندرج ضمن القوائم التي تسبب زيادة في الوزن أم لا،
وبالإضافة إلى ذلك تمارس التمارين الرياضية بشكل شبه مستمر، وقد تلجأ لتناول بعض الأدوية من أجل محاربة كافة الأشكال
التي تؤدي إلى زيادة الوزن، ويمكن للبعض سواء أكانوا من الأهل أو من الأصدقاء أن يعززوا تفكير الفتاة بهذه المشكلة بشكل
مباشر أو غير مباشر، حيث تركز الفتاة جل تفكيرها على جسدها ووزنها، وكثيراً ما تقف أمام المرآة تراقب ما يطرأ على جسدها من تغيرات.
ويمكن أن تكون الفتاة قد تعرضت في مرحلة سابقة من عمرها للإصابة بزيادة الوزن أو اضطرابات الشهية،
وبسبب التغيرات الهرمونية والتوتر النفسي والاضطرابات العاطفية التي تميز هذه المرحلة الحساسة من عمر الفتاة ترفض كل أنواع الطعام
وتكاد لا تأكل إلا اليسير من الطعام، بحيث يصبح الهدف الأساسي في حياتها إنقاص الوزن الذي يهدد صحتها، ولهذا فإنه ينبغي على الأهل
والأصدقاء أيضاً أن يلعبوا دوراً إيجابياً في معالجة هذا الاضطراب بالتعاون مع الفتاة والطبيب الذي يصف العلاج المناسب ويقدم الدعم
المعنوي للفتاة المريضة التي أرهقها هذا الاضطراب في الشهية، والذي قد يؤدي لانقطاع الطمث نهائياً وغير ذلك من الاضطرابات والمضاعفات
العديدة كالشعور بالضعف العام والتعب الشديد وبعض الاضطرابات الجلدية كجفاف الجلد، وسقوط الشعر والاكتئاب والميل إلى الوحدة
والاضطرابات الهضمية والشعور بالضيق في التنفس، وكما أشرنا بداية يمكن معالجة هذه المشكلة الصحية ومضاعفاتها العديدة
بالتعاون بين الطبيب والمريضة ومن يحيط بها من أفراد الأسرة والأصدقاء، سواء في المنزل أو في المشفى لتزويدها بالوسائل
المغذية ومراقبتها بشكل مستمر حتى تتحسن صحتها، وتعود شهيتها للحالة الطبيعية.
وتجدر الإشارة الى ان الأميرة الراحلة ديانا كانت مصابة بهذا المرض.
وان نسبة الوفيات به تبلغ %10.
شره الطعام Bulimia
من اضطرابات الشهية ما يعرف بشره الطعام «بوليميا» والتي تحدث كردّ فعل من قبل الإناث للتعويض عن الاكتئاب
والمشاعر السلبية التي تنتابهن.
حيث يلجأن إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، ومن ثم يلجأن إلى التقيؤ بسبب شعورهن بالذنب.
ووفقاً لما تشير إليه الدراسات فإن المصابة بهذا المرض التي تعاني أساساً من الوحدة والاكتئاب والاضطرابات العاطفية
أو النفسية أو الاجتماعية أو العائلية، تلجأ إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون أن يراها أحد وبسرعة.
وبالإضافة إلى ذلك تنتابها مشاعر الضيق من هذا السلوك ولكونها تهتم بمظهرها وبشكل جسدها، لهذا تلجأ إلى التقيؤ القسري،
وإلى تناول الأدوية الخاصة بتخسيس الوزن، وترفض دعوات الطعام، وفي بعض الأحيان تسيطر على مشاعرها وتلتزم بنظام
حمية غذائي لكنه لا يدوم طويلاً.
المظاهرالسريرية
تعاني المريضة بالبوليميا من الأعراض التالية:
عدم السيطرة على رغبتها الزائدة بتناول كميات كببيرة من الطعام، رغم اهتمامها بمظهر الجسم ووزنه وشكله.
التقيؤ في بعض الحالات لدى شعورها بالذنب.
اللجوء إلى استعمال بعض الأدوية لإنقاص الوزن.
قد تعاني من الإمساك في بعض الأحيان، وبسبب تناولها الملينات كمحاولة للتخلص من الطعام والوزن تصاب بالاسهال وقد تعاني
من جراء ذلك من اضطراب الشوارد بسبب فقدان السوائل والأملاح كالصوديوم والبوتاسيوم وغيرهما.
التقيؤ القسري قد يسبب اضطرابات في المريء والمعدة.
العلاج
نظراً إلى ان السبب الأساسي لهذا المرض هو الاضطرابات النفسية والعاطفية التي تعاني منها المريضة، لهذا ينبغي التركيز
على هذا الجانب وإخضاع المريضة للعلاج النفسي الذي يعيد إليها التوازن المفقود، ويرافق هذا العلاج النظام الغذائي الذي يوفر للجسم
احتياجاته، ويحافظ على صحة الجسم، ويساعد على ذلك أداء التمارين الرياضية التي تخفف من حدة المشاعر السلبية من جهة،
وتعيد للجسم تناسقه المفقود.