تفسير علماء الدين: إن الله هو الذى تفضل عليكم بأن خلق لمنفعتكم وفائدتكم كل النعم الموجودة في الارض،
ثم توجهت إرادته إلى السماء فجعل منها سبع سماوات فيها ما ترون وما لا ترون والله محيط بكل شئ.
النظرة العلمية: جاء
في تفسير علماء الفلك لهذه الآية أنه يصح أن يراد بالسماوات السبع مدارات
الكواكب السيارة التى تدور حول الشمس، ويصح أن يراد بها الطبقات المختلفة
لما يحيط بالارض، ذلك أن الله تعالى بعد أن أكمل تكوين الارض ودبت الحياة
على سطحها وجعل حولها أجواء من طبقات أودع فيها وسائل لوقايتها من أهوال
الفضاء الذى يرسل باشعاعات مهلكة وتتهاوى فيه شهب ونيازك مدمرة، وهذه
الطبقات لم تعرف خواصها إلا في العصور الحديثة فأنى لمحمد النبى الامى
العلم بها؟
وقال تعالى في سورة الانبياء آية - 32:
(وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون). تفسير علماء الدين: وجعلنا السماء فوقهم كالسقف المرفوع، وحفظناها أن تقع، أو يقع ما فيها عليهم،
وهم مع ذلك منصرفون عن النظر والاعتبار بآياتنا الدالة على قدرتنا وحكمتنا ورحمتنا.
النظرة العلمية: تقرر هذه الآية الكريمة أن السماوات وما فيها من أجرام حافظة لكيانها ومتماسكة فيما بينها
ولا
خلل يعتورها ومحفوظة من أن تقع على الارض، هي كل ما علانا وهي تبدأ
بالغلاف الهوائى الذى يحمى أهل الارض من كثير من أهوال الفضاء التى لا
تستقيم معها الحياة بأى حال، مثل الشهب والنيازك والاشعة الكونية وفوق
الارض الغلاف الهوائى الذى تحتفظ به الارض بقوة الجاذبية ولا سبيل إلى فقده
في خضم الفضاء المتناهى، وفوق الغلاف الهوائى أجرام السماء على أبعاد
مختلفة وتدور دوراتها المنتظمة في أفلاكها منذ أن خلقها الله تعالى.
وقال تعالى في سورة الفرقان آية - 61:
(تبارك الذى جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا). تفسير علماء الدين: تعالى الرحمن وتزايد فضله، أنشأ الكواكب في السماوات وجعل لها منازل تسير فيها
وجعل من الكواكب الشمس سراجا مضيئا وقمرا منيرا.
النظرة العلمية: يرى
سكان الارض نجوم السماء على هيئة مجموعات تكاد تحتفظ بصورها على مر
الاجيال، والبروج هى تلك المجموعات من الاجرام التى تمر أمامها الشمس أثنا
دورانها الظاهرى من حول الارض، فالبروج كأنها منازل الشمس في دورانها أثناء السنة.
وكل ثلاثة منها تؤلف فصلا من فصول السنة،
وعدد هذه البروج اثنى عشر وهى: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والاسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدى والدلو والحوت،
وفي قوله تعالى في وصف الشمس أنها سراج اشارة إلى أنها مصدر الطاقة الحرارية نظرا للتفاعلات الذرية في داخلها،
والاشعاع الشمسى المنبعث من هذه الطاقة يسقط على الكواكب والارض والاقمار وسائر اجرام السماء غير المضيئة،
أما القمر فينير بضياء الشمس المرتد على سطحه.
وقال تعالى في سورة يس آية - (والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم). تفسير علماء
الدين: إن الشمس تجرى ليلا ونهار لغاية محددة لها وإلى مستقر قدره الله لها زمانا
ومكانا
وذلك تدبير الله الغالب بقدرته والمحيط علما بكل شئ.
النظرة
العلمية: يقرر علم الفلك بأن الشمس لها مجموعة من
الكواكب والاقمار
والمذنبات تتبعها دائما وتخضع لقوة جاذبيتها وتجعلها
تدور من حولها في
مدارات متتابعة بيضاوية الشكل، وجميع أفراد هذه المجموعة
تنتقل مع الشمس
خلال حركتها الذاتية، والخلاصة أن المجموعة الشمسية تجرى
في الفضاء بسرعة
محدودة وفي اتجاه محدود، وتبلغ هذه السرعة حوالى 700 كيلومتر في الثانية،
وتتم دورتها حول المركز في مدى 200 مليون سنة ضوئية، ولم
يتوصل علماء الفلك
إلى معرفة هذه الحركة واتجاهها إلا في أوائل القرن
العشرين فأين هذا من
وقت نزول القرآن
حيث لم يكن محمد النبى الامى ولا قومه يعرفون شيئا من
ذلك.وقال تعالى
في سورة الرحمن آية 33 - 35:
([size=21]يا معشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا من
أقطار السموات والارض فانقذوا
لا تنفذون إلا بسلطان فبأى آلاء ربكما تكذبان، يرسل
عليكما شواظ من نار ونحاس
فلا تنتصران).