استوقفتني هذه والآية في صلاة الفجر[من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون].وبالأخص كلمة يمهدون فتعجبت من هذه الكلمة وكأن الله عز وجل يخاطب كل إنسان مشعرا بغناه عنا وعن أعمالنا فلا يضرة كفر كافر ولا تنفعه طاعة طائع .
فهو يخاطب عباده بصريح العبارة يقول مهد لنفسك الفراش الذي يناسبك للراحة عليه ومهد الطريق التي ستسلكها.
قال القاسمي{ يَمْهَدُونَ } أي : يسوّون منزلاً في الجنة ، أي : يوطئونه توطئة الفراش لمن يريد الراحة عليه.
قال القرطبي: أي يوطئون لأنفسهم في الآخرة فراشا ومسكنا وقرارا بالعمل الصالح ؛ ومنه : مهد الصبي. والمهاد الفراش ، وقد مهدت الفراش مهدا : بسطته ووطأته. وتمهيد الأمور : تسويتها وإصلاحها. وتمهيد العذر : بسطه وقبوله.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} قال : في القبر.
وفي تفسير الألوسي :من مهد فراشه وطأه أي يوطؤون لأنفسهم كما يوطىء الرجل لنفسه فراشه لئلا يصيبه في مضجعه ما ينبيه وينغص عليه مرقده من نتوء أو قضض أو بعض ما يؤذي الراقد فكأنه شبه حالة المكلف مع عمله الصالح وما يتحصل به من الثواب ويتخلص من العقاب بحالة من يمهد فراشه ويوطؤه ليستريح عليه ولا يصيبه ما ينغص عليه
وقال سيد قطب:- ويمهد معناها يمهد ويعبد , ويعد المهد الذي فيه يستريح , ويهييء الطريق أو المضجع المريح . وكلها ظلال تتجمع وتتناسق , لتصور طبيعة العمل الصالح ووظيفته . فالذي يعمل العمل الصالح إنما يمهد لنفسه ويهييء أسباب الراحة في ذات اللحظة التي يقوم فيها بالعمل الصالح لا بعدها .
فمهد لنفسك