ليتنا نتعلم هذا الدرس من مخلوق صغير وهو في حد ذاته آية من آيات الله
في الصبر والتجلد والجدية وقوة العزيمة......إنها النملة.
تذكر الدراسات العلمية أن النملة عند بناء بيتها تتميز بالحرص وقوة العزيمة
فقد يسقط البيت وينهار فتعاود البناء مرة أخرى ثم يسقط فتعيده مرة ثانية وثالثة
ورابعة حتى يستقيم البيت.
تأمل أيها المؤمن أية نملة تحاول أن تصعد على جدار مثلاً أو حجر أملس
فتصعد وتسقط ....لكن؟...هل تنصرف؟؟
كلا..بل تظل تصعد وتسقط وتحاول من هنا ومن هناك حتى أنها أحياناً تكرر
هذا أكثر من عشر مرات حتى تنجح وتصعد في النهاية في وقت قد يصيب البعض
منا الملل والسآمة من مجرد متابعة هذا المشهد وقد ذكر المؤرخون هذه القصة العجيبة
عن القائد تيمور لنك فقد دخل هذا القائد المشهور معركة من المعارك هو وجنوده ومع
بداية المعركة هزم جيشه وتفرق عنه فما كان من تيمور لنك إلا أن هام على وجهه حزيناً
كسيراً كئيباً لهذه الهزيمة المنكرة ولكنه لم يرجع إلى بلده بل توجه إلى مغارة في إحدى الجبال
وجلس فيها يتأمل حاله التي وصل إليها وجيشه الذي تفرق عنه.
وبينما هو مستغرق في تفكيره إذ رأى نملة تحاول أن تصعد على حجر أملس وتسقط
النملة ولكنها تعيد الصعود مرة ثانية وتسقط وتعيدها مرة ثالثة ورابعة وهكذا
فشدته وانقطع تفكيره وبدأ بالتركيز مع النملة يعد محاولاتها للصعود حتى وصلت
إلى سبع عشرة مرة تصعد وتسقط وتبادر بالصعود من جديد وفي المحاولة السابع عشرة
نجحت النملة في الصعود.
فقال:
عجيب هذا الأمر..نملة تكرر المحاولة سبع عشرة مرة ولا تيأس حتى تنجح وأنا لأول
مرة أنهزم أنا وجيشي!! ما أحقرنا وأضعفنا؟!! فنزل من المغارة وقد صمم على أن يجمع
فلول جيشه وأن يدخل المعركة مرة أخرى وأن لا يهزم ما دام حيَّاً وكل هذا وصورة النملة
لا تفارق مخيلته وتعيش في رأسه.
فجمع جنوده وتعاهدوا على الصبر والثبات عند المعركة وأن لا يهزموا أبداً ما داموا أحياء
فدخلوا المعركة بهذا التوجه والتصميم فانتصروا...!
فاربأ بنفسك أيها المؤمن أن تسبقك النملة حدد أهدافك ووطِّن نفسك على الصبر وطول النفس
واعلم أن....
"ثمن السيادة هجر الوسادة وأن الراحة حيث تعب الكرام أودع ولكنه أوضع والقعود حيث قام
الكرام أسهل ولكنه أسفل."
وكن حراً أبياً تعلنها في وجه البطالة والكسل:
بدأ المسير إلى الهدف والحر في عزم زحف
والحــر إن بدأ المسير فلن يكــــــلَّ ولن يقف