عصمة الانبياء عليهم الصلاة والسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركــــــــــــــــــــاته ..
و الصلاة و السلام على الحبيب محمد
و على آله و صحبه و من والاه إلى يوم الدين .....
أما بعد :
( عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)
* السؤال :
أود أن أسال عن العقيدة ، هل من عقيدتنا الإيمان بصدور الذنب عن الأنبياء وأنهم غير معصومين ؟؟؟
* الحمد لله ..
الأنبياء هم صفوة البشر ، وهم أكرم الخلق على الله تعالى ،
اصطفاهم الله تعالى لتبليغ الناس دعوة لا إله إلا الله ،
وجعلهم الله تعالى الواسطة بينه وبين خلقه في تبليغ الشرائع ،
وهم مأمورون بالتبليغ عن الله تعالى ،
قال الله تعالى :
" أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة
فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " الأنعام / 89 .
والأنبياء وظيفتهم التبليغ عن الله تعالى مع كونهم بشرا ،
ولذلك فهم بالنسبة للأمر المتعلق بالعصمة على حالين :
1- العصمة في تبيلغ الدين .
2- العصمة من الأخطاء البشرية .
أولاً : أما بالنسبة للأمر الأول ، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في التبليغ عن الله تبارك وتعالى ،
فلا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم ، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم ،
قال الله تعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم –
" يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " المائدة /67 ،
وقال تعالى :
" ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين *
ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة /47 - 44 .
وقال تعالى : " وما هو على الغيب بضنين " التكوير /24 ،
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله –
في تفسير هذه الآية " وما هو على ما أوحاه الله إليه بشحيح ،يكتم بعضه ، بل هو – صلى الله عليه وسلم – أمين أهل السماء ،
وأهل الأرض ، الذي بلغ رسالات ربه ، البلاغ المبين
فلم يشح بشيء منه ، عن غني ولا فقير ، ولا رئيس ولا مرؤوس ،
ولا ذكر ولا أنثى ، ولا حضري ولا بدوي ،
ولذلك بعثه الله في أمة أمية جاهلة جهلاء ،
فلم يمت – صلى الله عليه وسلم – حتى كانوا علماء ربانيين ،
إليهم الغاية في العلوم ... " انتهى
فالنبي صلى الله عليه وسلم في تبليغه لدين ربه وشريعته
لا يخطأ في شيء البتة لا كبير ولا قليل ، بل هو معصوم دائماً من الله تعالى .
" قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم –
معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل ،
قال تعالى :
" والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1-5 ) ،
فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى .
وقد اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون في تحمل الرسالة ،
فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم ، إلا شيئا قد نسخ ،
وقد تكفل الله جل وعلا لرسوله _ صلى الله عليه وسلم _
أن يقرئه فلا ينسى ، إلا شيئاً أراد الله أن ينسيه إياه
وتكفل له بأن يجمع له القرآن في صدره .
قال تعالى . " سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله " الأعلى / 7 ،
وقال تعالى :
" إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " القيامة /17-18 .
قال شيخ الإسلام رحمه الله ( مجموع الفتاوى ج18 / 7 ) :
" فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون
فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً
وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب
والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه " انتهى .
ثانيا : بالنسبة للأنبياء كأناس يصدر منهم الخطأ ، فهو على حالات :
1- عدم الخطأ بصدور الكبائر منهم :
أما كبائر الذنوب فلا تصدر من الأنبياء أبدا وهم معصومون من الكبائر ،
سواء قبل بعثتهم أم بعدها .
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى : ج4 / 319 ) :
" إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر
هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ...
وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ،
بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " انتهى .
2- الأمور التي لا تتعلق بتبيلغ الرسالة والوحي .
واما من قال وسرد سرداً يوافق عقله ونقله
وقال:بسرد ظاهر الايات الكريمة التي مقامها التشريع
لعباد الله ولتكن سنناً مغفوراً لها بالتوبة ؟
وتظهر للقارىء الذي لم يقف ولم يتبحر في علوم القران
ان الانبياء يخطئون وهذا الامر ماذهب اليه بتخطيء الانبياء الا بني اسرائيل
علماً ان اكثر الانبياء عليهم السلام منهم من
بني اسرائيل الذي هو يعقوب عليه السلام وفي يوم واحد
قتلوا ثلاث مئة وثلاثة عشر نبي اليست هذه جرأة على الله
و من ذهب الى ظاهر الامر قال فيهم هذا القول
وأما صغائر الذنوب فربما تقع منهم أو من بعضهم ،
ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها ،
وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها بل ينبههم الله تبارك وتعالى
عليها فيبادرون بالتوبة منها والذي قال بهذا لم يذهب الى خصائص القران
انه له ظهر وبطن وحد ومطلع فلينتبه الاخ القارىء للايات
ان هناك ايات ناسخة ومنسوخة هل هناك خطأ رباني
هل هناك خطأ الهي في الناسخ والمنسوخ
وهناك في الاحاديث الشريفة ناسخ ومنسوخ
اي من رحمة الى رحمة اعم واشمل
فاذا اراد الانسان ان يقف مع عقله يقول
ان هناك خطأ في القران وهذا من المستحيلات على الله
والله سبحانه وتعالى قرانه محكم ونبيه معصوم صلى الله عليه وسلم
وانّ ما اتى من فعل ادم عليه السلام اذكر امرا واحدا ان الله
جعل الخليفة في الارض وليس في الجنة لقوله "اني جاعل في الارض خليفة"
نزول ادم من الجنة ظاهره الخطيئة باطنه اظهار الخلافة الالهية
على وجه هذه البسيطة وعلى هذه فقس
ولا يحق للادنى ان يقّوم من هو اعلى منه ا
اما الله سبحانه وتعالى فله مطلق الارادة
يتكلم بما شاء لما شاء كما شاء متى شاء لمن يشاء
"وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين".
وهذا الذي ذهبت اليه علماء العامة الاتي ذكره:
والدليل على وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها :
- قوله تعالى عن آدم :
" وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )
طه / 121-122 ، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم –عليه الصلاة والسلام - ، وعدم إقراره عليها ،
مع توبته إلى الله منها .
- قوله تعالى
" قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين*
قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم "
القصص/15،16 . فموسى – عليه الصلاة والسلام -
اعترف بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي ،
وقد غفر الله له ذنبه .
- قوله تعالى : " فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب *
فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " ص / 23،24 ،
وكانت معصية داود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم الثاني .
وهذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -
يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور ذكرت في القرآن ، منها :
- قوله تعالى :
" يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم " التحريم /1 ،
وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم - .
ما الذي حرمه صلى الله عليه وسلم بلا تشريع الهي؟
وما هو ذنبه ظاهراً وباطنا؟من منا لمس له ذنب؟
المخطئون الخطائون الله سبحانه وتعالى لا يختارهم للنبوة
انظر اخي الكريم الى قوله تعالى
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء)
وما بلغن هذا المبلغ الا لانهن نسوة النبي صلى الله عليه وسلم
ينزِّه الله سبحانه وتعالى مقامهن عن النساء فكيف
هو يكون مثل باقي البشر حتى نحكم عليه بالخطأ
واخوته من النبين والمرسلين لقوله صلى الله عليه وسلم
لا ينبغي لعبد مؤمن ان يقول (اني خير من يونس بن متىّ )
وهذا اكراما من النبي صلى الله عليه وسلم
لانه يعرف قيمة الانبياء والمرسلين
ونحن نخطىء لاننا لانعلم بل نجهل قيمة الانبياء والمرسلين
والاجدر بنا ان نتبع خطى المصطفى صلى الله عليه وسلم
في ادبه الكريم مع جميع خلقه وعلى رأسهم صفوة عباده من الانبياء
والمرسلين ومن قال ان الملائكة خير من البشر
لما لم تخلف الملائكة في الارض ولما لم يكن منهم الانبياء والمرسلين
الم يأمرهم الله بالسجود لادم الله يأمرهم بالسجود لادم
ونحن نخطىءُ ادم فلو كانت الملائكة احق بالخلافة
لما وقع هاروت وماروت وهم راس الملائكة بالخطأ المنهي عنه
بل المعصية لان المعصية اعم من الخطأ لان الخطأ قد يكون غير معتمد
ومقصود اما المعصية الوقوع فيها عن سابق اصرار وارادة في محكمة النفس
الامارة وهواها
- كذا عتاب الله تعالى للنبي – صلى الله عليه وسلم - في أسرى بدر :
فقد روى مسلم في صحيحه ( 4588 ) " قال ابن عباس :
فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -
: " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال أبو بكر : يا نبي الله ! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية , فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟! " قال : قلت لا ، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان ، قلت : يا رسول الله ! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك من أخذهم الفداء ، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل : " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " إلى قوله : " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا " الأنفال / 67–69 ، فأحل الله الغنيمة لهم .
ففي هذا الحديث اتضح أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للعفو عن الأسرى إنما كان أمرا اجتهاديا منه بعد مشاورة أصحابه ، ولم يكن عنده صلى الله عليه وسلم فيه من الله تعالى نص .
- قوله تعالى : " عبس وتولى * أن جاءه الأعمى " عبس /1-2 ، وهذه قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي عاتبه الله فيها
وعتاب الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم لا يؤخذ على محمل الذنب ولا على حث العقول ،
حتى العقول العالمة تتيقن ان الله سبحانه وتعالى هو الشارع والنبي صلى الله عليه وسلم هو المشرع والدين هو التشريع وهذا ما يحصل في التعامل البيئي
لينبِّه عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم كي لا يقعوا فيه من كا ن عنده هذا الكم والكيف
فالنبي الاعظم صلى الله عليه وسلم يلتفت عنه لينزل به امر الله وما التفت عنه
المصطفى صلى الله عليه وسلم الا اراد به تكريما عند الله لانه فقد الحبيبتين اللواتي
عند الانسان احب شيء اليه ويرى فيها احب ما يريد ولم يرد به هواناً انما اراد
به تكريماً لان ارادة النبي صلى الله عليه وسلم موافقة لارادة الله فلا يريد الا كما
اراد الله سبحانه وتعالى ولذلك جعل آية في القران عبس وتولى ان جاءه الاعمى
لكن ليس هذه الاية تكريما لابن مكتوم وليس حجة على النبي صلى الله عليه وسلم .
" وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم ( أي الأنبياء ) غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من
نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ، وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة
، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل " انتهى .
وقد يستعظم بعض الناس مثل هذا ويذهبون إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة
الدالة على هذا و يحرفونها . والدافع لهم إلى هذا القول شبهتان :
الأولى : أن الله تعالى أمر باتباع الرسل والتأسي بهم ، والأمر باتباعهم يستلزم أن
يكون كل ما صدر عنهم محلاً للاتباع ، وأن كل فعل ، أو اعتقاد منهم طاعة ، ولو
جاز أن يقع الرسول صلى الله عليه وسلم في معصية لحصل التناقض ، لأن ذلك
يقتضي أن يجتمع في هذه المعصية التي وقعت من الرسول الأمر باتباعها وفعلها ،
من حيث إننا مأمورون بالتأسي به ، والنهي عن موافقتها ، من حيث كونها معصية .
وهذه الشبهة صحيحة وفي محلها لو كانت المعصية خافية غير ظاهرة بحيث تختلط
بالطاعة ، ولكن الله تعالى ينبه رسله ويبين لهم المخالفة ، ويوفقهم إلى التوبة منها من غير تأخير .
الثانية : أن الذنوب تنافي الكمال وأنها نقص . وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة ،
فإن التوبة تغفر الذنب ، ولا تنافي الكمال ، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم ، بل إن
العبد في كثير من الأحيان يكون بعد توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية
ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا
يقرون على ذنب ، ولا يؤخرون توبة ، فالله عصمهم من ذلك ، وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها .
لا بد لاهل العلم والمعاملة الربانية تفهيم الذنوب على حقيقتها فان ذنوب الانبياء
من رأى لفعله فعل من يفهم منا هذا نريد بعقلنا القاصر عن فهم بعضنا البعض ان
نحيط بعقول الانبياء وذنوبهم اذ ان ذنوبهم لا تنفي عنهم نبوتهم لانه ان رأينا فيهم
الذنب فهو امر من الله ولا يسمى ذنب انما يسمى تشريع
وتنبه اخي الكريم الى قول الله سبحانه وتعالى ليغفر الله لك من ذنبك ما تقدم وما
تأخر اذا كان هناك ذنب متقدم وقال الله سبحانه وتعالى به فنحن لا ندركه ولا نعلمه
لانه لا يوجد هناك ذنب طارىء عليه صلى الله عليه وسلم
فكيف نعلم ذنب مغفور له قبل ان يقع لنعلم ونتيقن ان لا ذنوب للانبياء مع الله
بخلاف ما ترى نفوسنا وعقولنا
ما قولك ايها القارىء لقوله جل وعلا الم نشرح لك صدرك ....ووضعنا عنك وزرك
فما هو وزر المصطفى صلى الله عليه وسلم اخي الكريم انت ليس مع الله حتى
تخاطب الانبياء بما تريد اخوتي الكرام نصيحة الله لاتتجرؤا على الانبياء والمرسلين
وتخطئونهم فانه من تجرأ على الانبياء فقد تجرأعلى الله ومن تجرأ على الله مات
على غير الايمان والعياذ بالله اجارنا الله واياكم من ذلك
3- الخطأ في بعض الأمور الدنيوية لايصح ان نطلقها بقصد او بغير قصد :
من فهم التشريع بطل عن التقريع
وأما الخطأ في الأمور الدنيوية ، فيجوز عليهم الخطأ فيها مع تمام عقلهم ، وسداد
رأيهم ، وقوة بصيرتهم ، وقد وقع ذلك من بعض الأنبياء ومنهم نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم ويكون ذلك في مناحي الحياة المختلفة من طب وزراعة وغير ذلك .
فقد روى مسلم في صحيحه ( 6127 ) عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى
الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا
تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ .
فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ
بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" وبهذا
يكون قد علم أن أنبياء الله تعالى معصومون عن الخطأ في الوحي ، ولنحذر ممن يطعنون في تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويشككون في تشريعاته ويقولون
هي اجتهادات شخصية من عنده حاشاه صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى
: " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " النجم /3-4 .
فلو تم الامر على قول النبي صلى الله عليه وسلم وبركات نطق قوله لكانوا ورّاثاً
لبركات النبي صلى الله عليه وسلم لكن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بعث في
المسلمين والمؤمنين القيام بالاسباب والتوكل على رب الاسباب
فمن قال وكثيرا ما يقال الآن اذا اخطا الانسان اي خطيئة تراه مسرعا الى
قول "النبي اخطا "وكانه اخذ شرعا باتباع أخطاء الانبياء وانما حاشى ان نقول هذا
عن احباء الله واصفيائه أتظنون ان تخطيء الانبياء شريعة سمحاء
هدانا الله واياكم الى ما يحب ويرضى
وتفطن ايها القارىء حينما
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم
"انتم اعلم بأمور دنياكم "
لانه صلى الله عليه وسلم مشرع فافهم تغَنم وسَلّم تَسْلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
أخوكمـــــــــ
أحمدأبوالرُب