انور صالح ابو البصل
الادارة العليا
عدد المساهمات : 7858 تاريخ التسجيل : 26/10/2011 الموقع : https://anwarbasal.yoo7.com العمل/الترفيه : ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
| موضوع: " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب " (البخاري). السبت 10 مارس 2012, 9:48 pm | |
| " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب " (البخاري). رواه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان حديث رقم 50 :
... حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: " الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ . فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ. أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِى أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ. أَلا وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِى الْقَلْبُ ".
في هذا الحديث الشريف لمحة من لمحات الإعجاز العلمي؛ إذ إن أي مرض يصيب القلب فيفسده يؤثر على سائر الجسد فيفسد؛ وذلك لأن القلب يقوم بضخ الدم غير النقي ـ غير المؤكسد ـ من البطين الأيمن إلى الرئتين حيث يُنَقَّى بأكسدته, ويعود الدم المؤكسد النقي من الرئتين إلى البطين الأيسر الذي يضخه إلى كل أجزاء الجسم, فيمد تريليونات الخلايا المكونة لجسم الإنسان بغاز الأوكسجين والغذاء, وإذا اضطربت هذه الوظيفة أو اختلت وفسدت وصل هذا الفساد إلى سائر خلايا الجسد.
ويعجب القارئ لحديث رسول الله الذي يصف هذه الحقيقة بدقة فائقة فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ألا إن في الجسد مضغة, إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب ". وهي حقيقة طبية لم يدركها علم الإنسان المكتسب حتى قام ابن النفيس باكتشاف الدورة الدموية الصغرى في القرن الهجري السابع (الثالث عشر الميلادي), وظلت فكرته مطمورة منسية لأكثر من ثلاثة قرون حين حاول بعض الغربيين نسبتها لأنفسهم فأحيوها, وطوروها, وأضافوا إليها, وأصبح من الثابت علمياً أن القلب إذا صلح استقامت الدورة الدموية وصلح الجسد كله, وإذا فسد القلب فسد الجسد كله, يفيد بكل هذا الحديث الشريف.
وهنا نتساءل: من علَّم هذا النبي الأمي ذلك غيرُ الله الخالق ؟، ومن كان يستطيع في الجزيرة العربية أن يلم بالدورة الدموية في جسم الإنسان ودور القلب فيها قبل أربعة عشر قرناً من الزمان لو لم يكن مصدر ذلك وحي السماء؟، وما الذي كان يضطر سيدنا محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الخوض في مثل هذه الأمور الغيبية في زمانه لو لم يكن واثقًا من صحة المعلومة الموحى بها إليه, وواثقًا من مصدرها؟.
هذا بالنسبة للقلب العضوي, تلك العضلة الكمثرية الشكل الموجودة في القفص الصدري والتي لا يزيد حجمها عن حجم قبضة اليد, ولا يزيد وزنها في الفرد البالغ عن ثلث كيلو جرام, وتقوم بحوالي سبعين نبضة في الدقيقة ـ أي حوالي مائة ألف نبضة في اليوم الواحد ـ لتضخ خمسة لترات من الدم في كل دقيقة ـ 7200 لتراً في اليوم الواحد ـ عبر شبكة معقدة من الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية يبلغ طولها آلاف الكيلو مترات لتوصل الدم المؤكسد إلى كل خلية حية في الجسم, وتنزع منها الدم غير المؤكسد.
ومعروف لنا اليوم أنه طالما كان القلب صالحاً استقامت الدورة الدموية, ونالت كل خلية حية في الجسم حظها من الدم الذي يحمل لها الغذاء والأوكسجين, وبه يتم احتراق المواد الغذائية وانطلاق الطاقة, وإذا فسد القلب اختلت الدورة الدموية, واختل وصول الغذاء والأوكسجين إلى خلايا الجسم فيفسد.
ولكن للقلب في كتاب الله وفي سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي مفاهيم كثير من الناس مدلول غير تلك الكتلة من اللحم الرابضة في القفص الصدري تضخ الدم إلى كافة خلايا الجسم, وهو مدلول يتعلق بالعواطف والمفاهيم, والأفكار والعقائد والفهم، وركائز الأخلاق وضوابط السلوك, وهي قضايا ليس مقرها القلب العضلي وإن ارتبطت به بصورة لم يدركها الإنسان بعد, ويراه المفكرون من أمثال الإمام الغزالي في كيان معنوي, أو لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب العضوي تعلق لا تدرك كنهه, ويرى الغزالي أن هذا القلب المعنوي هو حقيقة الإنسان, وهو الكيان المدرك العالم العارف من الإنسان,وهو المخاطب والمعاقب, والمعاتب, والمطالب ..., والقلب المعنوي أو اللطيفة الربانية مرتبطة بمعنى الروح وهو سر مغلق.
وبهذا المعنى أيضًا نرى لمحة إعجازية في حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي نحن بصدده, فإذا صلح مركز العواطف والمفاهيم والأفكار والعقائد وركائز الأخلاق وضوابط السلوك, إذا صلحت حقيقة الإنسان المدرك العالم العارف, صلح أمره كله, وإذا فسدت فسد أمره كله.
وهنا تتضح لمحة من لمحات الإعجاز في هذا الحديث النبوي الشريف إذا أخذ على جانبه المادي العضوي الملموس وإذا أخذ على جانبه المعنوي الروحاني الغيبي فإننا نجده صحيحًا دقيقًا شاملاً؛ فالقلب بمدلوله المادي هو قوام حياة الجسد، إذا صلح صلح الجسد كله, وإذا فسد فسد الجسد كله, والقلب بمدلوله المعنوي قوام العواطف والعقائد, والمفاهيم والأفكار, وركائز الأخلاق وضوابط السلوك، فإذا صلح صلحت كل هذه الزوايا, وبصلاحها ينصلح الجسد كله.
وهنا أيضًا يتكرر السؤال: من الذي علَّم هذا النبي الأمي كل هذه الحقائق غير الله الخالق؟ وما الذي كان يضطره إلى الخوض في مثل هذه القضايا الغيبية لو لم يكن واثقًا من مصادره, مؤيداً من قبل خالقه الذي يعلم بعلمه اللامحدود أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلى إدراك شيء من تلك الحقائق فتكون هذه الإشارات العلمية إلى عدد من حقائق الأنفس والآفاق شهادة صدق على نبوة هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى لا يبقى للناس على الله حجة من بعده ؟.
فصلى الله وسلم وبارك عليه, وعلى آله وصحبه أجمعين, وعلى من تبع هداه, ودعا بدعوته إلى يوم الدين. والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سبحان الله
| |
|
ساجد لله
المراقب العام
عدد المساهمات : 821 تاريخ التسجيل : 13/11/2011 الموقع : منتدى انور ابو البصل الاسلامي
| موضوع: رد: " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب " (البخاري). الأحد 11 مارس 2012, 12:00 pm | |
| بوركت وسلمت تلك الأيادي المبدعة على المجهود الرائع والكبير ولا حرمنا تلك البصمة الساحرة
والعطاء المبهر
| |
|
الزاهدة
عضو مميز
عدد المساهمات : 215 تاريخ التسجيل : 01/05/2015 العمر : 56 الموقع : مصر
| |
عبد الله بن عطيه
عضو جديد
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 02/06/2015
| موضوع: رد: " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب " (البخاري). الثلاثاء 02 يونيو 2015, 10:54 pm | |
| الله عليك اخي بارك الله فيك و جزاك خيرا لله يعطيك العافية تسلم | |
|
سحر الورد
عضو جديد
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 03/07/2015
| موضوع: رد: " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب " (البخاري). الجمعة 03 يوليو 2015, 3:58 am | |
| جزاك المولى الجنه وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك لاعدمنا روعتك ولك احترامي وتقديري | |
|
علم الدين حسن احمد حسن
عضو مميز
عدد المساهمات : 127 تاريخ التسجيل : 24/02/2015 الموقع : منتديات علم سوفت العمل/الترفيه : ادارة اعمال
| موضوع: رد: " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب " (البخاري). الثلاثاء 11 أغسطس 2015, 9:08 am | |
| كالعادة ابداع رائعوطرح يستحق المتابعةشكراً لكبانتظار الجديد القادمدمت بكل خير | |
|